“سماحة نفسه تأسرك، وبشاشته ولطف حديثه جعلني أنفذ له كل ما يطلبه عن طيب خاطر، وبعد زواجي منه اكتشفت أنه مدمن للخمر، ويرغمني على فعل ما حرمه الله”، بهذه الكلمات بدأت الزوجة حديثها أمام محكمة الأحوال الشخصية، تطلب التطليق والتفريق بينها وبين زوجها، الذي وصفته بأنه خدعها، وخلع رداء الأدب، وارتدى عباءة إبليس، حيث كان يأتي يوميا يحمل زجاجة الخمر ولوازمها، ويطلب منها الجلوس معه، وفوجئت به يطلب منها بأن تشاركه وتشرب معه الخمر، تملكتها الدهشة ورفضت، لكن عيناه الواسعتان تتساءلان في استفهام كيف لها أن ترفض طلبه.
وأكملت: “هببت من مجلسي وتوجهت إلى غرفتي، ورأسي مثقلة بالتساؤلات، واعتقدت بأنها مرة ولن تتكرر، وما إن توسلت إليه أن يقلع عن شرب الخمر ثارت ثائرته، وأصبح كالثور الهائج، ليس ذلك فحسب فقد اعتاد شرب الخمر يوميا وما زاد الطين بلة أنه يرغمني على أن أشرب معه، وما إن رفضت يتطاول علي بالسب والشتم، والاعتداء علي بالضرب، وكان الوقت يمر ثقيلا أنتظر عودته وأهرول مسرعة أقبع في غرفتي لا أريد الخروج منها كفأر مطارد التزم جحره”.
وتابعت: “في آخر مرة نشبت بيني وبينه مشادة كلامية، تطورت وانتهت بالاعتداء علي بالضرب أمام الجيران، وفقدت السيطرة على نفسي كي أنفس عن صدري الكظيم، ولم أشعر إلا وتنطلق الصرخات من فمي، وأحطم منقولات شقتي وتكسير كل ما يقع أمام عيني، وأصبحت أشبه بقنبلة قد سحب منها صمام الأمان ماتكاد أن تمس حتى تنفجر”.
وبصوت مخنوق تطلب الطلاق، وبعد سماع شهود الزوجة الذين أكدوا صدق حديثها، وتدخلهم لأكثر من مرة لفض الاشتباكات بينها وبين زوجها أثناء اعتدائه عليها بالضرب، وبورود التحريات التي أثبتت بأن الزوج "سكير" وهو لهذا لا يكون أمين على زوجته، وقضت بتطليقها طلقة بائنة للضرر.