اهتم كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الأحد بعدد من الموضوعات.
فمن جانبه، قال الكاتب مرسى عطا الله - في مقاله بصحيفة الأهرام تحت عنوان "لبنان بحاجة إلى هدنة!" - إن نقطة البداية والخطوة الأولى لإخراج لبنان من مأزقه الراهن تكمن فى مدى إحساس النخبة السياسية بمسئوليتها عن الوضع المتردى عبر سنوات طوال مضت.. مشيرا إلى أن القضية الآن أكبر وأعمق من النجاح والفشل فى ترجمة التكليف الصادر للزعيم السنى نجيب ميقاتى إلى تأليف حكومة جديدة بعد أن تعذر على القطب السنى البارز سعد الحريرى تخطى العقبات وإزالة العراقيل من أمام مهمة التأليف لأكثر من عام.
وأوضح الكاتب أن الوقت قد حان الذى يجب فيه على كافة القوى والأحزاب والطوائف والمذاهب السياسية أن تمتلك شجاعة الاعتراف بالمسئولية عما آلت إليه الأمور فى لبنان وإبداء صادق الرغبة فى طى صفحة الماضى والتوجه بروح الأمل والرجاء فى فتح صفحة جديدة على أسس جديدة لا تحكمها ولا تتحكم فيها الاعتبارات السياسية والطائفية والمذهبية.
وأكد أن لبنان بحاجة اليوم إلى رجال على مستوى المسئولية يملكون شجاعة القول صراحة وعلانية: «كلنا شركاء فى المسئولية وبصرف النظر عن نصيب كل فصيل فى هذه المسئولية» فإن من الواجب أن يقول كل طرف بصراحة ووضوح ودون لف أو دوران: « هذه كانت أخطائى ولا ضير أن اعترف بها وأن التزم بعدم تكرارها مجددا».
وقال إن لبنان بحاجة إلى نخبة سياسية تمتلك أكبر قدر من الشجاعة التى ترتفع إلى مستوى التحديات والمخاطر التى تهدد وحدة واستقرار لبنان بل وربما تهدد وجوده ذاته فى ظل ما يحاك ضد المنطقة من مخططات بات أغلبها مكشوفا ومفضوحا!. مؤكدا أن لبنان بحاجة إلى هدنة داخلية بين كافة الأحزاب والقوى والتيارات والطوائف والمذاهب المتصارعة حتى لا يسقط الوطن اللبنانى فى ظلام سياسى واقتصادى وأمنى لا يبدو مداه.
وحذر الكاتب من أن أى قصور فى الرؤية من جانب الجميع لحجم المخاطر والتحديات التى تهدد لبنان سوف يكون ثمنه غاليا وباهظا وفوق قدرة وطاقة الأمة العربية كلها وليس الوطن اللبنانى وحده.
فيما قال الكاتب عبد الرزاق توفيق بصحيفة الجمهورية تحت عنوان "اغتيال المستقبل" إن الزيادة السكانية..غول وكابوس يلتهم كل محاولات التقدم والتنمية المستدامة.. فإذا كانت الدولة تسابق الزمن من أجل البناء وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين وتمضى بمعدلات غير مسبوقة.. إلا أننا مع الإنجاب المنفلت والزيادة السكانية العشوائية، فسنكون مثل الذى يحرث فى الماء.. لا نشعر بالتحسن والتقدم.. ونظلم أنفسنا وأبناءنا والأجيال القادمة.. ونضعهم فى حلقة مفرغة من المعاناة والأزمات وسوء الخدمات.. وحتى لا تتحول هذه الظاهرة إلى كابوس مخيف يهدد حياتنا وأبناءنا وحاضرنا ومستقبلنا، وعلينا أن نواجه أنفسنا.. ونصحح الأفكار المشبوهة والمغلوطة.. وأن تتضافر أجهزة الدولة ومؤسساتها فى الوصول إلى حل حقيقى لكارثة الزيادة السكانية قبل فوات الأوان.
وأكد أننا أمام ظاهرة كارثية بكل المقاييس.. هى سبب رئيسى فى عدم لحاقنا بركاب التقدم، فهناك دول كثيرة كان تعداد سكانها يساوى تعداد سكان مصر.. وبعد مرور عقود طويلة ظلت هذه الدولة فى نفس التعداد السكانى وأصبحت أكثر تقدمًا وتطورًا وزاد تعداد سكان مصر إلى مستوى مرعب يلتهم عوائد التنمية وأدى إلى تراجع الخدمات وخلق ظواهر سلبية خطيرة سواء فى العشوائيات أو التعدى على الأراضى الزراعية أو تدهور الخدمات التعليمية والصحية وازدحام وتكدس وتراجع اقتصادى وانتشار أمراض خطيرة تشوه الأجيال الجديدة من سمنة مفرطة وأنيميا وتقزم.. وأيضًا ظواهر اقتصادية سلبية من بطالة وأزمات فى الخدمات وصعوبة فى توفير الاحتياجات الأساسية.
ورأى الكاتب ضرورة تسهيل حصول الأسـرة خاصة البسيطة على وسائل تنظيم الأسـرة.. وضمان وصولها إلى السيدات فى هذه الأسرة.. وتوجيه حملات مكثفة لطرق أبواب الأسر فى الريف المصرى والصعيد وبحرى وقبلى لإزالة الشوائب والمغالطات الفكرية وتحفيز السيدات والرجال على اتباع تنظيم الأسـرة والاكتفاء بطفل أو اثنين لتربية وصحة وتعليم أفضل.
من جانبه، قال الكاتب كرم جبر في مقاله بصحيفة الأخبار تحت عنوان "إنها مصر.. اسطوانة الشرعية الكاذبة ! " إن "الشرعية" عند إخوان تونس هي نفسها عند إخوان مصر.. كلمة مطاطة يتم استخدامها في غير معناها للاستيلاء على السلطة وإخضاع الشعوب، وهي غير الشرعية التي تحتكم إليها الشعوب المتحضرة والدول الديمقراطية، التي تحافظ على بلدها ومؤسساتها وشعبها، ولا تلجأ إلى إقصاء الأغلبية أو تستحوذ على الدولة ومفاصلها وأركانها.
وأشار إلى أن ما حدث فى مصر تحت حكم الإخوان ويحاولون تكراره في تونس هو خلق أكذوبة وهمية تتيح لهم – مثلًا – إقناع أتباعهم بالاستسلام العقلي مثل الوقوف برابعة أفضل من الوقوف بعرفات، أن لهم حقًا ويستوجب الجهاد ضد أبناء بلدهم والقتل وسفك الدماء.
ولفت الكاتب إلى أنه وبمثل هذه الأفعال والتصرفات أهدر الإخوان شرعيتهم الكاذبة إلى الأبد، فرئيسهم الذي كان يحكم مصر استعان بالميليشيات والعصابات لقتل شعبه وتدمير منشآت بلاده، ولم يصن الأمن القومي المصري، وأثبتت الأحداث الإرهابية في سيناء أن شرعية مصر الوطن تختلف عن شرعية الإخوان.
وأكد أن الشرعية هي أن يحافظ الرئيس على وحدة الشعب، وأن يكون رئيسًا لمعارضيه قبل أهله وعشيرته، والإخوان لم يفعلوا ذلك، ورئيسهم المعزول جعل المصري يرفع السلاح في وجه أخيه المصري ويعذبه ويقتله، وكاد يجر البلاد إلى أتون حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس، ليعيش هو وجماعته وينعم بالسلطة والقصر والمواكب، وليس مهمًا عند الإخوان أن يقتل المسلمون بعضهم في الشوارع، والأهم أن يحكموا حتى لو كان ذلك فوق الجثث والدماء والخراب.
وقال إن المصريين تولد لديهم إحساس بالخطر الداهم على مستقبل بلادهم وأن مصر قد تضيع للأبد، وهذا ما يفعله الشعب التونسي الطيب الذي اختار شرعية وطنه ويقاوم شرعية الأشرار.
قراءة في الصحف
مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق