قال الدكتور مجدي علام، مستشار مرفق البيئة العالمي، إن العلماء منذ أكثر من 150 عاما كانوا يحذرون بشدة من آثار تغير المناخ على النظم البيئية وخاصة بعد زيادة احتراق الغابات وعدة ظواهر ضمن التصحر.
وأضاف في مداخلة هاتفية مع فضائية “دي إم سي”، اليوم السبت، أن العالم كله عليه اعتبار ما نمر به من ظواهر مناخية شديدة خلال الفترة الحالية هو آخر فرصة لإنقاذ البشرية والكرة الأرضية من أن تتحول إلى جحيم حقيقي، متابعا أن فصلي الخريف والربيع اختفيا وأصبحنا صيف وشتاء فقط ولا يمكن لأي عالم التنبؤ بشيء في هذا الشأن.
وقبل عدة أيام، نشر علماء من سبع دول تقريرا عن تقييمهم للتغيرات المناخية في العالم خلال العام الماضي، حيث تشير جميع المؤشرات الرئيسية إلى أن الأوضاع أصبحت حرجة جدا.
ونشر الباحثون تقييمهم للتغيرات المناخية في مجلة BioScience، التي نشرت عام 2019 إعلانا عن حالة الطوارئ في المناخ، وقعها أكثر من 11 ألف عالم من 153 دولة. والآن عشية صدور تقرير مجموعة الخبراء الدولية عن التغيرات المناخية (IPCC)ـ بادر علماء من الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وبنجلاديش وألمانيا إلى تحديثه.
ويلاحظ الباحثون مقارنة بعام 2019 زيادة غير مسبوقة في الكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ، بما فيها الفيضانات المدمرة وموجات الحر القياسية والعواصف العنيفة وحرائق الغابات. ووفقا لهم كان عام 2020 ثاني أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق، وأن السنوات الخمس بعد عام 2015 كانت الأكثر سخونة في التاريخ.
ويضيف الباحثون، سجل في أبريل عام 2021 أعلى تركيز لغاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، بلغ 416 جزءا في المليون. وأن تركيز ثلاثة غازات الاحتباس الحراري الرئيسية (ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النتروز ) كان في عام 2020 قياسيا، ولم يتغير في عام 2021.
ويدعو الباحثون إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتخفيض انبعاث غازات الاحتباس الحراري، وخاصة الميثان وإنشاء احتياطيات مناخية استراتيجية لتخزين الكربون ، وتحديد سعر لاستخدام الكربون، واتخاذ إجراءات فعالة لحماية التنوع البيولوجي.
ويقول ريبل، "علينا التوقف عن النظر إلى حالات المناخ الطارئة كمشكلة منفصلة. لأن الاحترار العالمي، ليس العلامة الوحيدة للتوترات في النظام الأرضي. لذلك يجب أن تكون سياسة مكافحة التغيرات المناخية وغيرها، موجهة للقضاء على السبب الأساسي- الاستغلال المفرط لكوكب الأرض من قبل البشر".
ويشير الباحثون، إلى أن تدهور المؤشرات المناخية سنة بعد أخرى مرتبط باستمرار البشر في استغلال الأرض بلا رحمة. وكان لجائحة "كوفيد-19" التي تسببت في تخفيض الإنتاج دورا إيجابيا بسيطا ولكن مؤقتا.