تعمل مصر على تنشيط سياحة اليخوت نظرا لما تدره من عوائد اقتصادية كبيرة للدولة، فضلا عن أهميتها بالنسبة للأشخاص الذين يمتلكون يخوتا غالية بأنحاء دول العالم، ومن هذا المنطلق وجه رئيس الجمهورية، للحكومة المصرية بوضع خطة إستراتيجية لتعظيم سياحة اليخوت في مصر، ودراسة الإجراءات المنفذة لسياحة اليخوت مقارنة بالدول المنافسة عملا على تيسير الإجراءات، حيث تمتلك مصر أكثر من 2400 كم من السواحل والشواطئ الخلابة، ومنتجعات سياحية متميزة توجد على مقربة من مدن تاريخية وسياحية شهيرة، حيث أن مصر تتمتع بمناخ ملائم على مدار العام، ما يسمح بهذه السياحة طوال العام أو تخزين اليخوت الأجنبية خلال فترة الشتاء.
وضعت الحكومة المصرية محاور رئيسية استراتيجية في اجتماعها، لتعظيم سياحة اليخوت والسفن السياحة، والتي تم تكليف الوزارات المعنية بدراستها خلال نهاية الشهر الجاري بحد اٌقصى لتنفيذها، والتي تتمثل في إعداد سياسة سعرية موحدة، من شأنها تقديم حوافز وتخفيضات جاذبة للسفن واليخوت، رفع كفاءة الموانئ السياحية الحالية وإنشاء "مارينا يخوت" فى المواقع التى تتمتع بعوامل الجذب السياحى وتحديث خريطتها الدولية، إعداد خطة تسويقية للترويج والمشاركة الفعالة في المؤتمرات والمنتديات السياحية والمعارض الدولية، إنشاء المنصة الإلكترونية ليُمثل فيها جميع الجهات المعنية.
تتمثل عوائد اليخوت في صورة رسوم العبور والرسو وغيرها، فضلا عن إيرادات الضرائب، والوقود، والصيانة، ويقدر متوسط إنفاق سائح اليخوت اليومي ليزيد بنسبة 94% عن السائح العادي وفق دراسة أخيرة، وتبلغ قيمة سياحة اليخوت في منطقة البحر المتوسط تبلغ حوالى 300 مليار دولار سنويًا، وفقا للتقديرات العالمية، وتستحوذ الدول الأوروبية المطلة على سواحل البحر المتوسط على 50% من إجمالي حجم سياحة اليخوت، كما تسهم بشكل كبير في توفير فرص عمل مباشرة بمعدل 4.4 وظيفة مباشرة لكل يخت بالإضافة إلى 100 وظيفة غير مباشرة، بقطاعات الضيافة، وشركات ووكالات السفر والسياحة والخدمات، حيث وفرت سياحة اليخوت عام 2016 بأوروبا نحو 180 ألف فرصة عمل.
وفي هذا السياق قال القبطان ياسر المسلمى، رئيس الاكاديمية الامريكية لليخوت والسياحة البحرية، إن توجيهات الرئيس في محلها بشأن تعظيم سياحة اليخوت التي تعد مصدر دخل جيد، ولكن لها متطلبات معينة حتى نقدر على جذب ملاك اليخوت على العالم كي يأتوا مصر، بالرغم من أن مصر ليس لديها سياحة يخوت ولكن نمتلك سياحة داخلية تقليدية والتي تتمثل في "مراكب خشب" التي تستخدم في السفاري وهي ليست مطابقة لأهالي البحار ولكنها مطابقة لسياحة الرحلات الداخلية القصيرة وهي تخاطب السياح المتواجدين بالفعل ولا تزيد الدخل المصري.
وأضاف لـ"البوابة نيوز" أن سياحة اليخوت تعني جلب يخوت من أماكن متنوعة في العالم وهم نوعين اما يخوت شراعية التي يمكن أن تسير مسافات طويلة دون استعمال وقود تعتمد على الأشرعة، او يخوت كبيرة تعمل بالمحركات يمتلكها الأثرياء حول العالم، ويبدأ طول اليخوت من 40 متر وحتى 120 متر ويبلغ سعرها ما بين 3 مليون يورو وحتى 200 مليون يورو، مؤكدا أن هناك دول كثيرة مجاورة مثل ايطاليا واسبانيا وفرنسا وموناكو وامريكا تمتلك موانئ لليخوت، وتكون هذه المواني بمواصفات واختيارات معينة وبها اشخاص يكون لديهم الخبرات واللغات اللازمة حتى يتم التعامل مع أصحاب اليخوت بشكل جيد، في هذا المجال يتطلب التعلم وليس الخبرة فقط لان التعامل مع رجال الأعمال الذي تبدأ مصروفات يومه من 3 آلاف يورو وتصل ل7 آلاف لوقوفه على الرصيف لذلك يتطلب التعامل مع بشكل مختلف عن السياحه العادية.
وتابع المسلمي: “النهوض بصناعة اليخوت تتطلب موانيء تستقبل اليخوت الكبيرة وتقديم خدمات لها بجانب تسهيلات دخول الموانئ المصرية، تذليل العقبات التي تنشأ لتباعد الوزارات والمعاملات من دخول وخروج، كما ان اليخوت الكبيرة تمتلك الطيران الخاص بها، مؤكدا أن العمل لابد أن يكون به شيء مختلف وشيق حتى يجذب الاثرياء حول العالم مالكي اليخوت الى الموانئ المصرية”.
وأكمل: “سياحة اليخوت ستكون نقلة نوعية حيث انها مختلفة عن السياحة التقليدية العادية خاصة في مردودها المادي الذي تجلب 10 اضعافها، جميع الدول تتغير من حولنا، أقربها السعودية تقوم بمشروع أكبر مشروع في المنطقة سياحي لوجستي يخاطب يخوت العالم أجمع وسيكون اقوى مشروع خاص بمجال اليخوت يضاهي العالم كله، مصر والأردن أوائل الدول المستفيدة من المشروع لكثافة المرور من قناة السويس إذا كانت آتية للبحر الأحمر أو السياحة على البحر الأبيض من ناحية العلمين”.
على مصر تأهيل الشركات الداعمة والمتعاملة مع هذا الشكل من السياحة ما بين خدمات وصيانة وصناعة، نحن لا نمتلك الخبرة الكافية في مصر لسياحة اليخوت العالمية، مؤكدا أن روسيا من أكبر الدول التي تمتلك أثرياء في العالم واكبر عدد يخوت غالية.
ومن جانبه قال محمد كارم، الخبير السياحي، إن سياحة اليخوت، نمط جديد سيكون في مصر خلال الفترة القادمة يساعد على استقطاب سياحة يخوت لمصر بعدما كانت تذهب للدول المجاورة، أصبح هناك مرسي يخوت في العين السخنة والعلمين، ويعمل ذلك على تدفق سياحي خلال الفترة المقبلة.
وأضاف لـ"البوابة نيوز" أن سياحة اليخوت تعتبر من أغلى أنماط السياحة على مستوى العالم، فهي "سياحة ريتش" ما يحتاجه السائح في المدة التي تتراوح ما بين 15 ل20 يوم وهي أقل فترة يمكن قضاؤها، وذلك يساعد على الترويج لتواجده في مصر فضلا عن نسبة إنفاقه العالية، ويتراوح العائد منها بنسبة من 10% لـ20% لسياحة اليخوت من مجمل السياحة بصفة عامة.
وتابع: “السياحة الداخلية ستعمل بالتوازي مع سياحة اليخوت لان السائح العادي اذا كان شاطئي او ثقافي تكون مدته اسبوع، أما سياحة اليخوت تكون بشكل عائلي، فضلا عن صيانة اليخت وغيره فتكون نسبة الإنفاق عالية، فضلا عن الإقامة التي تكون نصفها باليخت والنصف الاخر بالفنادق وهو ما يساعد على الترويج لسياحة اليخوت، لذلك يتطلب الأمر الاهتمام بها خلال الفترة القادمة، وهي أمر جيد تساهم في توفير فرص عمل، مؤكدا أن هناك نوع جديد من كليات السياحة والفنادق سيتم تدريس الضيافة البحرية، التي يساعد على خلق فرص عمل جديدة، فضلا عن عمل مسابقات لليخوت”.