عندما أحيت الفنانة “روبي" حفلا غنائيا بالساحل الشمالي، أثار ضجه كبيرة قبل انطلاقه، وقد أثارت شروط الحفل غضب جمهور روبي، خاصة بسبب عدم دخول المحجبات، وارتداء ”التربون" فقط، لترد روبي على هذه النقطة عبر حسابها بـ«إنستجرام» قائلة: «مساء الخير فيه سوء فهم للموضوع، الشخص اللي كتب “الرولز” مش مقصود منها إن الدخول مسموح “للتربونات” فقط، المقصود منها إن دخول المحجبات مش ممنوع، هو كتب تربون على أنه معنى حجاب باللغة الإنجليزية، قاموس جديد أضيف إلى لغة الحياة اليومية للمصريين فى الفترة الأخيرة، بعدما انتشرت بعض المصطلحات الجديدة باللغة الإنجليزية تداولها مستخدمو السوشيال ميديا، ليصبح قنديل البحر هو الجيلى فيش، والطعمية جرين برجر، بالإضافة إلى الجرين سوب وهى الملوخية.
ولذلك يستعد الشباب والفتيات بفورمة الساحل للسهر في ساشي هاسيندا ريد وليمون تري في هاسيندا وايت والحفلات علي الكيكز بيتش.
البعض لايذهب للبحر واللمة والراحة والإحازة ولا مجال لبحر الساحل أن يحمل أي معنى، لا مواني، ولا هو وسيلة للاسترزاق، ولا للتعارف، ولا للحب، لم تحظ شطآن الساحل بأغنيات عن الحب على جانبيه، ولا بأن يبني حبيبان بيتهما من رمل عليه، لأن الحب تفاعل لا مجرد فعل، ومثل هذه الفضاءات بحسب هي مساحات للفعل لا التفاعل.
لهذا ربما لا يمكننا أن نحب على شاطئ الساحل فقط يذهب البعض ليستعرض أشيك مايوه وآخر موديل لسيارة وأحدث تقليعة واخر موضة وهو سوق عكاظ للبحث عن عريس لأو عروسة من طبقة مختلفة.
تلك القواعد بدورها هي «العقد الاجتماعي الجديد» الذي بناء عليه يرتفع شأن قري الساحل على أخرى، ويزداد رواج وحداتها، هو عقد اجتماعي ضيق يشمل سكان تلك المستعمرة باعتبارهم مجتمعًا يوتوبيًا، ويرفع قيمة التأمين على أي قيمة أخرى، فكلما ارتفعت آليات التأمين، كانت صلابة العقد.ولكي يدخل الضيوف لابد من ان يرسل احد الملاك ال Qr cod وتلك هب بعض شروط كراسة الساحل الشمالي وهو تلك البقعة الممتدة من مدينة الأسكندرية إلى مدينة السلوم على الحدود الليبية المصرية، بطول هذه المساحة تقع مدن ساحلية ذات تاريخ تليد، ويستوطنها سكان متنوعو الأصول على مدى عصور مختلفة.أما الأسكندرية- عروس البحر المتوسط – مدينة عريقة، تنوعت على أرضها الحضارات بحيث أكسبتها زخمًا معرفيًا، وسكنتها أجناس مختلفة فانصهرت فيها الأعراق لتكتسب تنوعًا حضاريًا ملهمًا، ولتكون إضافة إلى أنها مصيف ساحلي، مزار مميز، ترتبط معه ذكرياتنا، لا مع حجارة قلعة قايتباي بالضرورة، ولا نخيل المنتزه ربما، بقدر ما نرتبط بمطاعمها القديمة البسيطة التي تفسر شغفًا بالحكي والترحال والعيش المشترك، وبشرفات بيوتها القديمة المختلط معمارها أيقونات من كل عصر، لينم عن أرواح سكنت وتخالطت وأحبت.طفولتنا فى لياليها الصيفية عند محال المثلجات المعروفة، وشبابنا في رحلة شتائية عاجلة قد نتكبد عناءها فقط لنحتسي كوبًا من القهوة على مقهى قديم ذي شرفة مطلة على بحرها، نرتشف قهوتها ونحن شغوفون بمراقبة المارة المتدثرين بألحفتهم عن أمطار الشتاء.والأهم قصص الحب والأغنيات، وشاطئ هو شاطئ الهوا. مصر كل شىء يشيخ ويهرم ليس بحكم الزمن ولكن بحكم الموضة والمنظرة والتقليد والسعى لركوب طبقة مالية جديدة وليس طبقة اجتماعية، ويكفى أن يظهر العوام فى أى قرية بالساحل الشمالى لكى يهجرها قاطنوها الى قرية أخرى يرفعون أسعارها بالملايين، ليس لقيمتها ولكن لتحصينها من هجوم العوام رواد اليوم واليومين، حدث ذلك على امتداد نصف القرن الأخير عندما هجر المصريون شواطئ جمصة ورأس البر والمعمورة والمنتزه والعجمى لمراقيا وماربيلا ومارينا بأبوابها السبعة لمراسى وهاسيندا وتلال لرأس الحكمة وسيدى حنيش والماظة ومرسى مطروح وهناك مارينا هى أحد أهم المشروعات على الساحل الشمالى ويصعب تكرارها مرة أخرى فى المنطقة وليس مصر وهى درة القرى الشاطئية فى العالم، وبالتالى فإن الحفاظ عليها فرض عين، ولكن الصيانة هى الفريضة الغائبة، وتظل أحوال مارينا هى ملخص للهدر القومى فى الثروة العقارية نتيجة الإدارة المرتبكة وتعدد جهات الإشراف والوصاية.