شهد الأسبوع الرئاسي نشاطا حافلا حيث اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وطارق عامر محافظ البنك المركزي.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ، إن الاجتماع تناول استعراض جهود البنك المركزي في إطار النشاط الاقتصادي والتنموي من خلال منظومة العمل المصرفي والنقدي.
كما عرض محافظ البنك المركزي الموقف الاقتصادي بعد حوالي عام ونصف من تفشي أزمة كورونا العالمية، حيث أثبت الاقتصاد المصري تماسكاً ونجاحاً كبيراً انعكس على استقرار المؤسسات المصرفية الحكومية والقطاع الخاص والأفراد، خاصةً على خلفية حزمة مبادرات البنك المركزي التي خففت الأعباء على المواطنين والشركات من خلال تأجيل استحقاقات القروض لمدة 6 أشهر، فضلاً عن طرح شهادات استثمارية بأسعار فائدة مرتفعة أثناء الجائحة.
وفي هذا السياق، وجه الرئيس بالاستمرار في تطوير أداء القطاع المصرفي وفيما يقدمه من خدمات مالية لمختلف فئات المواطنين عبر منظومة البنوك، والعمل على ثبات السياسات الهادفة لاستقرار أداء القطاع النقدي، بهدف تعزيز جهود الدولة لمجابهة التحديات المختلفة وقدرة البنك المركزي على تمويل المبادرات التنموية المختلفة تجاه الأفراد والفئات متوسطي ومحدودي الدخل، والشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ومبادرات التمويل العقاري.
وأشار طارق عامر إلى ما تم من خطوات لإنشاء المطبعة الجديدة للبنك المركزي، وذلك بالتنسيق مع مركز الوثائق المؤمنة بشأن توفير المواد الخام المتطورة وفق أحدث المعايير العالمية لأوراق النقد، حيث اطلع الرئيس على عينات من البنكنوت الجديد الذي سيتم إصداره فى مطلع شهر نوفمبر القادم.
وأضاف المتحدث الرسمي أن طارق عامر أوضح أيضاً نجاح البنك المركزي في إدارة الاحتياطي الأجنبي خلال جائحة كورونا، حيث ارتفع من 37 مليار دولار إلى 40,5 مليار دولار، مما يعكس معاودة الاقتصاد المصري لأدائه القوي في وقت قياسي وفقاً لخطة الحكومة لإدارة الأزمة.
كما أكد محافظ البنك المركزي النجاح العريض الذي حققه البرنامج الثاني الخاص بالتعاون بين الحكومة وصندوق النقد الدولي، الذي أشاد بالأداء الحكومي المصري الذي عكس بدوره إدارة اقتصادية متزنة وشفافة بشهادة أكبر مؤسسة إشراف مالي في العالم المتمثلة في صندوق النقد الدولي، وهو الأمر الذي حقق سمعة طيبة للغاية للاقتصاد المصري، بما انعكس على زيادة تدفقات النقد الأجنبي خلال النصف الأول من العام الحالي بمقدار حوالي 5 مليار دولار.
كما استقبل الرئيس السيسي وفد المشاركين في المؤتمر العالمي لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والذي تنظمه حالياً دار الإفتاء المصرية تحت عنوان "مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي"، وذلك بحضور الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس رحب بعلماء الدين المشاركين في المؤتمر، مؤكداً على الدعم الكامل لمسار المؤتمر نظراً لأهمية الدور الذي تقوم به مؤسسات الإفتاء في العالم الإسلامي كمرجعية شرعية لإصدار الفتاوى الدينية في كافة مناحي الحياة والتعاملات والعبادات، بما يساهم في نشر التوعية والفهم الحقيقي والواقعي لصحيح الدين وتحقيق الاستقرار المجتمعي ومواجهة الإشكاليات التي تواجه الفتاوى نتيجة تدخل غير المتخصصين، ومشدداً على أهمية مواكبة مؤسسات الإفتاء في العالم للتطورات العميقة التي طرأت في هذا المجال، لا سيما مع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتصدي للمنصات الإلكترونية التي تبث أفكاراً مغلوطة تشوش على جوهر الدين الإسلامي الحنيف.
وأعرب الدكتور شوقي علام عن امتنانه وكافة المشاركين للرعاية الكريمة للرئيس للمؤتمر، مشيراً إلى أن اجتماع هذا العام يهدف إلى زيادة الوعي بأهمية عامل الرقمنة ومردودها على المؤسسات الإفتائية ودورها في المجتمعات، وما يتطلبه ذلك من تطوير مستمر على المستوى التقني للمؤسسات الإفتائية لمواكبة عصر الرقمنة، وموضحاً في هذا الصدد الجهود ذات الصلة التي تضطلع بها دار الإفتاء المصرية، خاصةً مع قيامها خلال عام 2020 بإصدار حوالي مليون و300 ألف فتوى في شتى القضايا والموضوعات، منها ما يقرب من مليون فتوى عبر الموقع الإليكتروني ومرصد الإفتاء الأول من نوعه في العالم.
وشهد اللقاء حواراً مفتوحاً للرئيس مع السادة المشاركين، والذين أشادوا من ناحيتهم بالسياسة الحكيمة للرئيس في إرساء ونشر القيم النبيلة من تسامح وحرية اختيار وقبول الآخر، وكذلك البناء والتنمية والتعاون، بما يرسخ من مكانة مصر كمنارة للوسطية والاعتدال في العالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى أهمية قضية تصحيح الخطاب الديني على مستوى الأفراد والجماعات والدول، حيث استعرض الرئيس في هذا الإطار المسؤولية والدور الهام الذي تضطلع به المؤسسات الدينية العريقة في مصر، والمتمثلة في دار الإفتاء والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، مؤكداً على الأهمية البالغة لتلك القضية لتنقية الخطاب الديني مما علق به من أفكار مغلوطة، وهي مهمة أساسية تحتم تكامل جهود جميع علماء الدين من رجال الإفتاء والأئمة والوعاظ، وذلك من أجل التصدي للرؤى المشوشة التي تمس ثوابت العقيدة، وتدعو إلى استغلال الدين لأهداف سياسية من خلال أعمال التطرف والإرهاب.
كما اجتمع الرئيس السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والمهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، والدكتور محمد معيط وزير المالية، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
وقال السفير بسام راضي إن الاجتماع تناول عرض الموقف التنفيذي الخاص بإنشاء سد "جوليوس نيريري" لتوليد الطاقة الكهربائية في تنزانيا، بواسطة تحالف الشركات المصرية وبإشراف الحكومة المصرية.
وأكد الرئيس على الدعم الكامل لمراحل تنفيذ المشروع، لضمان تحقيق أفضل مستويات الأداء وفقاً لأعلى المعايير الإنشائية العالمية، بحيث يصبح هذا السد نموذجاً رائداً ورمزاً للتعاون والبناء والصداقة بين مصر وتنزانيا وكافة الدول الأفريقية الشقيقة، موجهاً بقيام كبار المسئولين المعنيين في الحكومة بزيارات ميدانية دورية لموقع إنشاء السد لمتابعة سير الاعمال والموقف التنفيذي والتنسيق مع المسئولين في تنزانيا.
وشهد الاجتماع استعراض المخطط العام للمشروع والأعمال الجاري تنفيذها بسد "جوليوس نيريري"، والذي يهدف إلى توليد الطاقة الكهرومائية، فضلاً عن التحكم في الفيضان لحماية البيئة المحيطة من مخاطر السيول والمستنقعات، إلى جانب تخزين حوالي 34 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة مستحدثة بما يضمن توافر المياه بشكل دائم لأغراض الزراعة والصيد والحفاظ على الحياة البرية المحيطة في أكبر محمية طبيعية في أفريقيا.
وأوضح السفير بسام راضي أن الرئيس السيسي افتتح المدينة الصناعية الغذائية "سايلو فودز " بمدينة السادات في محافظة المنوفية
وأكد الرئيس أن اهتمام الدولة بالكشف الطبي على طلبة المدارس أمر مهم جدًا مع ضرورة توفير الرعاية الصحية لطلبة المدارس، وأن يتوفر لدى الأسر ثقافة مدى الكفاءة الصحية لأبنائنا من خلال غذاء صحي وأنشطة رياضية مناسبة.
وشدد الرئيس على ضرورة تحديد وتنظيم الإنجاب في مصر وهو تحدي كبير يتمثل في نمو سكاني زائد مما يؤدي إلى العديد من المشكلات منها التعدي على الأراضي الزراعية، ومنذ ٢٠١١ وحتى الآن بلغ حجم الزيادة السكانية نحو ٢٠ مليون نسمة مما أدى إلى زيادة الأسعار لمواجهة حجم الطلب.
وأضاف الرئيس أن النمو السكاني تحدي كبير يواجه كل جهود الدولة في كافة المجالات.
وفيما يخص التغذية المدرسية أكد الرئيس على ضرورة توفير ٨ مليار جنيه وهي تكلفة التغذية المدرسية لأبنائنا، ووجه السيد الرئيس الحكومة بتوفير ذلك المبلغ من خلال الاقتطاع من موازنة كل وزارة.
وأشار الرئيس إلى أن الهدف من افتتاح مصانع جديدة هو توفير منتجات وتحقيق التوازن في سعر السلع أثناء حدوث أزمات.
وأكد الرئيس على "ضرورة تنظيم حياتنا بشكل أفضل وتحقيق التوازن في كل شيء بما يخدم مصالح المواطنين، لأننا مؤتمنين على حياة الناس ومصائر بلادنا وشعوبنا".
وأكد الرئيس على ضرورة التوعية الصحية للفتيات الراغبات في الإنجاب من خلال تنفيذ مبادرات وحملات إعلامية وأعمال درامية تهدف لتوعية الفتيات بضرورة الكشف الطبي للتأكد من مدى جاهزيتهن للحمل والإنجاب، وأن يتحول هذا الموضوع لممارسات وثقافة لتشكيل وعي ورأي عام وفهم لمتطلبات بناء الإنسان لخلق جيل صحي وقوي حتى لا يتعرض لمخاطر صحية تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي.
وأضاف الرئيس أن توجه الدولة هو الاهتمام بالصحة العامة لكل المصريين الصغار والكبار.
وطالب الرئيس بتكثيف حملات التطعيم خلال الفترة المقبلة وخاصة للعاملين في التعليم الجامعي وقبل الجامعي قبل بدء العام الدراسي، مع تطعيم نسبة كبيرة من الشعب المصري، وضرورة مراعاة الإجراءات الاحترازية خلال الفترة القادمة كي يستمر التوازن لتقليل الأضرار لأقل معدل.
ووجه الرئيس الشكر للقوات المسلحة ولجهاز الخدمة الوطنية وللقائمين على تنفيذ هذا المشروع الكبير، كما وجه سيادته الشكر للواء مصطفى أمين المدير السابق لجهاز الخدمة الوطنية على مجهوداته الكبيرة متمنيًا له الصحة والعافية.
وقام الرئيس بجولة تفقدية إيذانًا بافتتاح المشروع، واستمع السيد الرئيس لشرح لمراحل العمل بالمشروع.
كما التقى الرئيس مع الإعلاميين والصحفيين عقب الجولة التفقدية للمدينة
كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر الفيديو كونفرانس في المؤتمر الدولي الثالث لدعم الشعب اللبناني، والذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة، بمشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات.
وذكر السفير بسام راضي أن المؤتمر عقد بهدف متابعة واستكمال الجهود الدولية المشتركة من أجل مساعدة الشعب اللبناني الشقيق على تجاوز كافة التحديات التي تواجهه، والتي باتت تخيم على كافة مناحي الحياة في لبنان.
وتوجه الرئيس خلال كلمته برسالة إلى الشعب اللبناني الشقيق بأن لبنان الذي كان دائماً منارة للثقافة والفن والفكر، ورافداً مهماً من روافد الإبداع العربي، لا يزال قادراً بعزيمة أبنائه على النهوض من الكبوة الحالية، والعودة مجدداً ليكون مزدهراً وفريداً كما نحب أن نراه، مؤكداً أن أيادي مصر ممدودة إلى المجتمع الدولي للتكاتف وتسخير كافة إمكاناتنا لدعم لبنان وبناء مستقبل أفضل لشعبه.
كما أشار الرئيس إلى الجهود التي تبذلها مصر منذ وقوع حادث مرفأ بيروت العام الماضي، وذلك لتوفير السلع الاستراتيجية والدعم للبنية التحتية للدولة اللبنانية لإعادة تأهيل المباني التي تضررت من الانفجار، والتي كان آخرها وصول سفينة حربية مصرية إلى بيروت الشهر الماضي محملة بما يزيد عن 300 طن من هذه الاحتياجات للجانب اللبناني، وذلك بالتكامل مع جهود المستشفى الميداني المصري في بيروت والذي يقدم الخدمات الطبية يومياً للبنانيين، إلى جانب ما تم من توفير كميات من العقاقير والأدوية لعلاج فيروس كورونا في إطار مساعدة لبنان على مواجهة تبعات هذه الجائحة العالمية.
كما أكد الرئيس أن الأزمة الاقتصادية في لبنان ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأزمة السياسية المستمرة منذ عام ۲۰۱۹، والتي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم في ضوء استمرار أزمة الفراغ الحكومي التي تحول دون تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق، مجدداً الدعوة بضرورة سرعة إنهاء هذا الفراغ الحكومي درءاً لمخاطر انزلاق لبنان إلى نفق مظلم لا رابح فيه، والذي سيتحمل الشعب اللبناني تبعاته، الأمر الذي يتطلب من كافة الأطراف الارتقاء إلى قدر المسئولية وإعلاء المصلحة العليا للبلاد للإسراع في تشكيل حكومة وطنية مستقلة من ذوي الخبرة والاختصاص، لكي تكون هذه الحكومة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات الشعب اللبناني ووحدة نسيجه الوطني وسيادة لبنان، مستعرضاً في هذا الإطار الجهود الحثيثة والمستمرة التي بذلتها مصر لحلحلة الأزمة السياسية عبر الاتصالات التي أجرتها مع القيادات السياسية اللبنانية.
واضاف المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، أن الرئيس شدد على أهمية قيام كافة الأطراف بالنأي بلبنان عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، وتركيز الجهود على تقوية مؤسسات الدولة، خاصةً وأن المؤتمر يمثل رسالة لكافة السياسيين اللبنانيين بأن المجتمع الدولي على استعداد لدعم لبنان فور إنهاء أزمة الفراغ الحكومي واستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي بما يتيح الانتقال من مرحلة الدعم الإنساني إلى مرحلة الدعم الاقتصادي وبناء مستقبل أفضل للشعب اللبناني.
كما توجه الرئيس بالشكر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة، على الدعوة لعقد هذا المؤتمر الهام، معرباً عن تطلع مصر لأن يساهم في التخفيف من حجم الضغوط التي أثقلت كاهل الشعب اللبناني الشقيق
كما وجه الرئيس السيسي، تحية فخر وتقدير لمنتخبنا الوطني لكرة اليد على الأداء البطولي والمشرَّف أمام المنتخب الفرنسي في نصف نهائي أولمبياد طوكيو 2020، مضيفًا: "فقد قدموا النموذج الأمثل لروح القوة والإصرار حتى آخر لحظة من المباراة".
وقال الرئيس السيسي عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: "إن مصر تفخر بإنجازكم الكبير وعزيمتكم الجبارة وأدائكم البطولي.. كما أؤكد على دعمي الكامل والشامل في رعاية الرياضة والشباب المصري..شكرًا لكم.. لقد شرفتمونا وأسعدتمونا".