الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

نبيل نعيم في حواره لـ "البوابة نيوز": سائق سوداني لخص لي ما يفعله الإخوان حينما يصلون للحكم.. 3 صفات أساسية في الإخواني إن لم تتوفر فيه ترك الجماعة.. "خائن، غدار، كاذب"

نبيل نعيم
نبيل نعيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعلمت درسا لا أنساه من بينظير بوتو ونواز شريف.. ونعوم تشومسكي أخبرني ماذا يريد العم سام

طالبان باتت أمر واقع والصين ستنجح فيما فشل فيه الروس والأمريكان لأن تدخلها اقتصادي وليس عسكري 

سيحدث تفاهمات بين إيران وطالبان.. فطهران لا مانع لديها من التحالف مع الشيطان

علينا قطع دابر الإخوان لأنهم يجيدون صُنع حُلفاء.. ولا مانع لديهم لأن يكونوا مطية لأي جهاز مخابرات في العالم

الديموقراطية أكذوبة تضحك بها أمريكا على الشعوب..  وحقوق الإنسان ذريعة لتتدخل بها في شؤون الدول

 

عمر قضاه في السجون لم ير فيه زرقة السماء، وقوسين من مغلوطين وضع فيهما اسمه قبل أن يضع علامة استفهام حول مسيرة طويلة اعتلى بها منصة ما يعرف بالجهاد الإسلامي، ثم علامة تعجب ما زالت قائمة على تحول وجهته وانتقاد أثر اقتفاه، أحد أبناء بن لادن الذي تعلم في مدرسته ثم قطع كراسته ومحي ما دونه ليتحول من مؤيد إلى معارض لتاريخ الجماعات الإرهابية.

الشيخ نبيل نعيم اسم يعرفه هؤلاء الفارين في أحضان الجبل لديه الكثير والكثير عن كل ما حيك وما يحاك في الظلام من جماعات النار والدم.

 

شاهدنا وقرأنا في الأيام السابقة عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد عشرين عاما، وعودة ظهور طالبان، كيف تقرأ هذا المشهد؟

منذ أن دخلت القوت الأمريكية الأراضي الأفغانية، أكدنا أنها ستُهزم لأن أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات، هزمت الإنجليز وهزمت الروس فكانت سبب في انهيار الاتحاد السوفيتي، وكان متوقع هزيمة الأمريكان، لكنها حاولت أن تجد مخرجا ولو سياسيا لحفظ ماء الوجه حتى لا تعترف بالهزيمة، فقد حاول أغلب الرؤساء الذين أتوا على مر ال20 عاما الماضية اتخاذ قرار بالانسحاب لكنه تأجل كثيرا لأسباب عديدة حتى جاء بايدن ليُعلن موعدا للانسحاب بحلول 11 سبتمبر المقبل، في الذكرى الـ 20 لأحداث سبتمبر الشهيرة. 

 

أنت تؤكد أن ما حدث في أفغانستان هزيمة للأمريكان وليس انسحاب كما يقولون؟

بالنسبة للمصطلحات السياسية والصحفية انسحاب، لكن عسكريا هزيمة مروعة للقوات الأمريكية، فقد ذهبت للقضاء على طالبان، ولكنها تعود الآن لتحكم وكأن شئ لم يحدث خلال عقدين، وقد أنقذت قطر القوات الأمريكية من إذلال طالبان أثناء الانسحاب بما أسموه محادثات الدوحة.

 

ما تأثير عودة طالبان على المنطقة ككل، وهل عودتها قُبلة حياة لباقي الجماعات؟

طالبان ممكن تؤي وتحمي معظم الجماعات، لكن لا تساعدهم ولا تسمح لهم بعمل مشاكل سياسية من الأراضي الأفغانية، وعلى الجميع أن يُدرك أن طالبان باتت أمر واقع.

 

وماذا عن علاقة طالبان بإيران رغم اختلاف المذاهب وبحور الدم بينهما؟

ستصل العلاقات بين إيران وطالبان إلى مصالحة وتعامل، لأن التناحر لن يأت بنتيجة، فلا إيران تستطيع القضاء على طالبان، ولا طالبان تقدر تُسقط الملالي في إيران، نحن أمام دولة تريد الهيمنة والنفوذ ولا مانع لديها من التحالف مع الشيطان نفسه في سبيل تحقيق أغراضها، وجماعة تبحث عن اعترافات دولية لبقائها وضمان استمرارها، والمتابع لتصريحات الحكومة الإيرانية منذ فترة سيجد تصريحات تؤكد التقارب بين طهران وطالبان، فطهران التي كانت تعاون أمريكا للقضاء على طالبان باتت تؤكد أن طهران منذ مدة موقفا أنا طالبان أصبحت واقعا ويجب أن تكون "جزءا من أي حلول مستقبلية في أفغانستان.

أين تقف الصين في تلك الحرب الدائرة؟

الصين لها حدود مشتركة مع أفغانستان ولو كانت قليلة، وبكين كانت تمد طالبان بالسلاح، وأظن أنه سيحدث تفاهم بين الصين وطالبان، وأهم أمر لدى بكين أن طالبان لا تساعد المسلمين في إقليم سيانج يانج، وغذا كنا قلنا أن أفغانستان مقبرة الأمبراطوريات فأظن أن الصين تعي ذلك جيدا، وتُخطط منذ فترة لأن يكون حضورها اقتصاديا من الدرجة الأولى، خاصة أن أفغانستان بحاجة ماسة إلى الاستفادة من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي تبلغ قيمته 62 مليار دولار، والمعتبر بمثابة المشروع الرئيسي لطريق الحرير الجديد بما فيه من طرق سريعة وسكك حديدية وخطوط أنابيب للطاقة بين الصين وباكستان، وتقدم الأرض الأفغانية دعما لمشروع الصين في بناء تواصلها البري مع باكستان من جهة وإيران بكل سلاسة من الجهة المقابلة، ليصل الممر الصيني بسلاسة إلى أوروبا.  

 

دعنا ننتقل من أفغانستات إلى ما يحدث في تونس من ثورة ضد حزب النهضة.. هل كانت تونس آخر معاقل الجماعة؟

منذ سنوات قلت أن الإخوان مكتوب على نواصيهم الخزي والخذلان، ولن ينجحوا لأن الله كتب عليهم الهزيمة، فهذه الجماعة من خلال التجربة، الشعوب تُسقطهم وهذا أكبر دليل على الفشل، لأنهم يسقطوا بيد من خدعوهم، فهم يُسقطونهم في كل مكان في السودان وفي مصر وفي تونس وفي أي مكان سيكونوا فيه سيتذوقون مرارة الهزيمة.

الإخوان لهم سياسة، هذه السياسة لو طبقت في أمريكا، أمريكا ستسقط، وهي سياسة إقصاء الآخر.. فهم لا يتعايشون مع الآخر، فقط   يتظاهروا بالاحتواء ثم المزاحمة ثم الإزاحة، الأمر الأخطر أنهم يعتبروا وصولهم للحكم أنه سقوط الدولة في يد التنظيم، فيتعاملوا مع الدولة كغنيمة، كل شئ بها ملك الجماعة وبقية الشعب رعايا عندهم، سأسوق لك مثالا على ما أقول.. في إحدى زيارتي للسودان، استقليت "تاكسي" كانت حالته يرثى لها لردة " الباب كان هيقع"، واثناء ذلك مر بجوارنا "تاكسي أحدث موديل" فقلت للسائق: "ما تجيب لك تاكسي جديد زي اللي ماشي ده، بدل ما الباب هيقع مننا"، جاءت إجابته سريعة وصادمة: "ده إخوان يا أستاذ"، ومع أني أعرف ما وراء الإجابة لكني أحببت أن أستمع إليها من السائق، فهذا وغيره في وقت من الأوقات كانوا يهللون للإخوان ولم يستجيبوا للنصح إلى بعد أن عاشوا التجربة المريرة ودفعت البلاد الفاتورة باهظة، قلت له ماذا تقصد؟، قال لي: "  يعني البلد بلدهم وإحنا عبيد، القروض لهم ومحدش فينا يقدر يروح يصرف قرض، التوكيلات لهم»، ضحكت.. وقولن له: «ياما قلنا وحذرنا إنهم كالاستعمار».. لكن الحمد لله أن كشفتهم الشعوب وأسقطتهم بلا رجعة. 

ما هي توابع سقوط حزب النعضة في تونس على التنظيم؟

هزيمة تونس ضربة قاضية للتنظيم ستؤثر عليه، لكنهم يعيشون تحت الأرض ويجب تتبعهم لقطع دابرهم، ومنع انتشارهم في المجتمعات الغربية، فهم يجيدون صُنع حُلفاء لأنه لا مانع لديهم لأن يكونوا مطية لأي جهاز مخابرات في العالم.

 

بحكم عشرتك معهم في السجون ما هي صفات الإخواني؟

هناك 3 صفات أساسية في الإخواني إن لم تتوفر فيه ترك الجماعة أو تركته الجماعة، أولها أن يكون خائن ومتمرس لتلك الخيانة، وثانيهما أن يكون غدار بطبيعته دون تأنيب لضمير، والثالثة أن يكون كذاب.. كذاب باستمرار وبأداء مُقنع، وأنا أقول ذلك من تجربة معايشة لمدة 40 عاما معهم. 

 

البعض ما زال مغرر به.. هم ليسوا إخوان لكن مخدوعين..  هل هناك أمل من استرداد هؤلاء الأسرى؟

أنت تعرف أن جماعة الإخوان منغلقة، أي معروفة هيكلها وتشكيلاتها لكن هناك نوعين من الناس محسوبين عليها، أولهما تربطه مصالح بالجماعة، وكنا نلاحظ استقطابهم لهذا النوع منذ أن كنا في الجامعة، إذا أرادوا ضم أحد بحثوا عن نافذة مصالح يدخلون بها إليه، فلو كان طبيبا يفتحوا له عيادة، ولو كان مُدرسا بحثوا له عن فرصة إعارة وهكذا مع من يرغبون في ضمه وبهذه الطريقة يسبح هؤلاء الأشخاص بحمد الإخوان، النوع الثاني هم المنخدعون أو المُغرر بهم فهؤلاء يعيشوا التجربة ويروا الوجه القبيح لهم ويثورا عليهم ويسقطوهم كما شاهدنا.. واقول لك كلمة أخيرة.. الإخوان لن ينتصروا أبدا لأنهم مخادعين عمرهم والرسول «ص» قال لا يصلح في ديننا الخداع، يخدعوا الناس ويخدعوا الحليف حتى ينفض الناس من حوله ثم يقضوا عليه.

ماذا عن مساندة بعض الدول الغربية للجماعة أو لنقل تأخرها في مساندة ثورات الشعوب العربية ضد الجماعة الإرهابية؟

الدول الغربية فاهمة إن الذي حصل في مصر ثورة منذ أول يوم، ثورة شعبية خالصة للتخلص من هذه الجماعة الكاذبة التي كانت ستودي بالبلاد إلى الهلاك، لكن الإخوان أدوات للمخابرات الغربية، لتمزيق هذه المنطقة لذا يحاولون حتى آخر رمق عدم خسارة هذه الورقة، لكن كلمة الشعوب وإرادتها أقوى ومن ثم لا تجد هذه الدول مناصا سوى الاعتراف بإرادة الشعوب. وما يقال عن الديموقراطية كذب، فقد عشت في باكستان التي كان يُقال أن الانتخابات بها حرة، وكانت بينظير بوتو الحرة بانذير بوتو ضد ضد نواز شريف، وقد دفعت "بوتو" أموالا لفك تحالف الأحزاب مع "شريف" لإسقاطه، وكان قد جمعني لقاء بأحد المسؤولين هناك وتناقشنا  في الأمر وقلت له: «ده كده الديموقراطية التي تتحدثونا عنها أسوء من الديكتاتورية»، فضحك وقال لي هذا يحدث في كل دول العالم، حتى أمريكا ليس بها ديموقراطية. 

وحقا أمريكا بها مؤسسات تُنتج فيلم اسمه الديموقراطية لتضحك به علينا، فإذا كانت هناك ديموقراطية لماذ قتلوا الرئيس كنيدي، وليس هناك أبلغ مما قاله نعوم تشومسكي حينما قال: «الديموقراطية أكذوبة تضحك بها أمريكا على الشعوب، وحقوق الإنسان كذبة تتدخل بها في شؤون العالم الثالث، فأمريكا صاحبة معايير مزدوجة ف للديموقراطية والحرية للجميع وتتحالف مع المنظمات الإرهابية مساعدات سرية للمتمردين».