صَدَرَ العدد الجديد من مجلة "أفكار" الثقافية الشهريّة، التي تصدر عن وزارة الثَّقافة الأردنية، برئاسة تحرير الدكتور يوسف ربابعة، متضمِّنًا مجموعة من الموضوعات والإبداعات الجديدة التي شارك في كتابتها نخبة من الكُتّاب الأردنيّين والعرب.
استهلَّ الدكتور نبيل حداد العدد بمفتتح بعنوان "هل الأدب المحلّي مظلوم نقديًّا؟"، تساءل فيه: "هل صحيح أنَّ المبدعين "المحليّين" بعامّة (بالمعنى الجغرافي فقط) لا يجدون من الدّارسين والنقّاد مَن يتوقّف باهتمامٍ كافٍ ومتوازنٍ عند جهودهم؟"، ويرى حداد أنَّ أدبنا المحلّي لم يكن يومًا موضع تقصير أو تجاهُل أو حتى تباطؤ في ديناميّة المُتابعات النقديّة المحليّة، يقول: تكفي نظرة عابرة لمئات من الرَّسائل والأطروحات المودعة في رفوف المكتبات الجامعيّة حول الأدب المحلّي، ولملاحق المصادر والمراجع فيها وفي الكتب النقديّة والأبحاث الأكاديميّة ذات الصلة لنتيقَّن من ذلك.
تضمَّن العدد ملفًّا عن المسرح الأردني في مئويّة الدولة الأردنيّة، الملف من إعداد هيئة التحرير وقدَّم له يوسف ضمرة بمقدمة يقول فيها: "لقد أدّى غياب استراتيجيّة محدَّدة، يقوم على قيادتها مسرحيون مميزون، إلى تشتُّت المحاولات المسرحيّة، وإلى خلط العديد من المدارس والاتجاهات المسرحيّة. وقد انتبهنا في كثير من الحالات إلى غياب المسرح الكلاسيكي الذي كان ينبغي له أن يكون أساسًا نبني عليه أفكارنا ومفاهيمنا ورؤانا المسرحيّة الحديثة"، ويوضِّح ضمرة أنَّ هذا الملف يُلقي بعض الأضواء على مسيرة المسرح الأردني، على أمل أن تكون إضاءات ساطعة لكي نصحِّح ونبني وننتقل إلى مراحل أكثر تطوُّرًا.
في هذا الملف كتب عبداللطيف شما عن النَّهضة المسرحيّة في الأردن وإرهاصات مسرح السبعينات، وبيَّنت د.مجد القصص حال التَّجريب في المسرح الأردني، أمّا د.عمر نقرش فكتب عن جدليّة الخطاب النَّقدي في المسرح الأردني، وتأمَّل د.يحيى البشتاوي في الفرجة الشعبيّة في النص المسرحي الأردني، وتناول د.عدنان مشاقبة موضوع المونودراما في المسرح الأردني، وكتب مجدي التل عن الحضور المتنامي للمرأة في المسرح في ظل مئوية الدولة الأردنية، كما كتب د.محمد خير الرفاعي عن فانوس المسرح الأردني الرّاحل نادر عمران.
وفي باب دراسات، وبمناسبة مئوية الدولة الأردنية، خصَّصت "أفكار" مساحة تحت عنوان "شخصيّات إعلاميّة" وفي هذا العدد يلقي عامر الصمادي الضوء على تجربة الإعلامي سلامة محاسنة، كما نقرأ مقالات ودراسات متنوعة؛ فقدم د.محمد عبيدالله قراءة في رواية "دفاتر الورّاق" لجلال برجس، وكتب د.عبدالفتاح شهيد عن "أنثربولوجيا الحواس" لـِ"دافيد لوبروطون"، وتتبّعت د.هبة حدادين الحركة النسويّة في ظلّ مئويّة الدولة الأردنيّة، وكتب د.ماجد الزبيدي عن "الحكمة" المجلة الأدبيّة الأردنيّة الأولى، وتأمّل محمد معتصم في قصص الكاتبة ليلى أبوزيد، أمّا د.خولة شخاترة فقدّمت قراءة في "منديل أزرق جميل" لإبراهيم غرايبة، وحول تراث الشعوب كتب الزبير مهداد عن "رقصة البارود"، وكتبت علا الطوخي عن "السُّبوع" في الريف المصري. وعن المكان الأردني تَعبُر بنا سحر ملص بوّابة الحلم والعهد الجديد لتأخذنا بجولة في محطة القطار في عمّان.
تضمّن العدد حوارًا مع الرِّوائي الأردني جلال برجس، حاوره أحمد اللاوندي.
أمّا في باب "إبداع" فنقرأ قصائد لـِ: حميد سعيد، نضال برقان، حسن شهاب الدين، محمد يوسف الحجوج. ونقرأ قصة "أحد عشر يومًا وغزّة" لتيسير نظمي، وقصة (حدث على جسر "أول") لـِ"أمبروز بيرس" ترجمة سمير الشريف.
وحول أهم الإصدارات والمستجدّات على الساحتين المحليّة والعالميّة كتب محمد سلام جميعان في باب "نوافذ ثقافية". العدد من إخراج المصمّمة هزار مرجي، وتضمّن الغلافان الأمامي والخلفي لوحتين للفنانة الأردنية جاناريتا العرموطي.