في مثل هذا اليوم، الموافق 5 أغسطس من عام 1858، أنشئ أول خط تلغراف عبر المحيط الأطلسي لنقل حركة التلغراف وكان بمثابة إنجاز كبير شهده العالم في التطور في الاتصال ونقل الحركة بين الدول والقارات، وكان أول خط تلغراف عبر المحيط الأطلسي عبر كابل الاتصالات البحري وهو كابل يقع في قاع البحر جزء من شبكة عالمية يحمل الاتصال عن بعد بين الدول وأول كابل اتصالات بحري كان لنقل حركة التلغراف، ثم تبعه أجيال من الكابلات لنقل حركة التليفون ثم لنقل حركة المعلومات.
وفي سنة 1856 اقام فيلد شركه التليغراف الأطلسي بلندن، وكانت التخوفات التي أحاطت فكرة الكابل الأطلسي كثيرة وهذه التخوفات كانت حول اضمحلال الإشارة الكهربائية وخفوت قوتها وظاهره التي تم اكتشافها لأول مرة سنوات قليلة قبل ظهور أول كابل تحت أرضي وتحت مائي، وتم وصفها من قبل مايكل فرادي سنة 1854 ولهذه الظاهرة علاقة طردية مع طول الكابل، الأمر الذي وضع تخوفات لكمية الرسائل التي يمكن إرسالها باليوم الواحد ويمكنها أن تتكفل بمصاريف الكابل تحت المائي الأطلسي.
وفي سنة 1854 دمج ويليام تومسون ما بين أفكار فراداي المتعلقة بالايصال الكهربائي وبين معادلات المتعلقة بانتقال الحرارة لكي يتوصل لنظرية رياضية التي تصف انتقال التيار الكربائي عبر الكابلات، وفي ديسمبر 1856 ممولون اختارو تومسون للانضمام لمجلس المسئولين لشركة التيليجراف الأطلسي.
وفيلد، الذي كان مضغوطا بالاوقات وقام بالتوصيه على كابل رقيق نسبيا بطول 2000 ميل الذي تم فحصه بشكل بسيط عن طريق وايتهاوس الذي وافق على صلاحيته للعمل الكابل بقي تحت الشمس لمدة أشهر، الأمر الذي سرع وتيرة الضرر بالطبقة العازلة للكابل.
وبدأت مرحلة وضع الكابل في أغسطس سنة 1857 لكن بعد 300 ميل عن شاطئ البحر انقطع الكابل وبعد 3 محاولات فاشلة اخرى بيونيو 1858 تقرر عمل تجربة أخيرة بيوليو من نفس السنة وهذه المرة تم وضع الكابل بنجاح وفي اغوستوس 1858 تم إنهاء مشروع الكابل العابر للمحيط الأطلسي.
وبدأ الكابل بالعمل في بداية شهر سبتمبر ورأى الجمهور أن التليغرافيا المائية هي فشل تكنولوجي وأخذ هذا الرأي بالتوسع في سنوات الـ 1860 بعد أن فشل الكابل المائي الموضوع من قبل الحكومة البريطانية بالبحر الأحمر لكي يصلها مع الهند.