عقب انتهاء ماراثون امتحانات شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2020 -2021، وما بين ملامح الحزن أو السعادة التي ارتسمت على وجوه الطلاب عقب خروجهم من اللجان في كل مادة، كان هناك العديد من الملاحظات والتخوفات والمطالب للطلاب وأولياء الأمور، حرصًا على مستقبلهم الدراسي.
ورصدت "البوابة نيوز"، تقييم الطلاب وأولياء أمورهم عن الامتحانات المنعقدة لأول مرة بنظام جديد لم تشهده الامتحانات من قبل، ومطالبهم لتفادي سلبيات والمشكلات التي تعرض لها الطلاب خلال الامتحانات.
تجربة البابل شيت
وأكد العديد من الطلاب أن نظام الامتحانات الجديد عن طريق البابل شيت، ليس سيئًا ولكن مشكلته أنهم لم يتدربوا عليه من قبل، ما أدى إلى مواجهتهم صعوبة بشأنه في الامتحانات.
وأوضحت سماح محمد ولية أمر، أن مشكلة البابل شيت تتمثل في أنها تستغرق جزءًا كبيرًا من الوقت المخصص للطالب لأداء الامتحان، حيث عقب قراءة الطالب للسؤال من خلال ورقة الأسئلة، ينتقل للإجابة عليه من خلال البابل شيت، ويستغرق وقتًا في التركيز لكي لا يخطئ في رقم السؤال، مشيرة إلى أن هذا الأمر يستغرق وقتًا مقارنةً بالإجابة في البوكليت، لذا كان يجب على واضعي أسئلة الامتحانات مراعاة ذلك الأمر ووضع الأسئلة متناسبة مع الوقت المخصص لأداء الامتحان بهذه الطريقة.
تخبط في القرارات
وأعرب أولياء الأمور عن استيائهم من التخبط في قرارات نظام امتحانات الثانوية العامة، حتى قبل الامتحانات بأيام، ما بين إجراء الامتحانات على أجهزة التابلت من عدمه، حتى تم الاستقرار بشكل فجائي على إجراء الامتحانات للمرة الأولى بنظام البابل شيت، بدون تدريب الطلاب عليه بشكل كافٍ.
وانتقد أولياء الأمور السماح للطلاب الدخول للجان الامتحانات بأجهزة التابلت بغرض تسجيل الحضور فقط، وهو ما أدى إلى استخدامه من قبل بعض الطلاب في الغش، واستمر مسلسل تداول الامتحانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدءًا من أول يوم وصولًا لآخر يوم في امتحانات الثانوية العامة.
وأعرب العديد من أولياء الأمور، عن استيائهم من انتشار الغش، وتداول الامتحانات يوميًا والإجابات عبر تليجرام، قائلين إن ذلك يتنافى مع مبدأ تكافؤ الفرص، فالكثير من الطلاب تمكنوا من الغش، ومن ثم سيحصلون على مجموع مرتفع، فى حين أن الطالب الذى لم يلجأ للغش تعرض لظلم كبير، مشيرين إلى تخوفهم من النتيجة وحرمان أبنائهم من الالتحاق بالكليات التي يريدونها ليحل مكانهم الطلبة الغشاشين.
واشتكى الكثير من الطلاب من صعوبة الأسئلة في الامتحانات، حيث قالت الطالبة هند محمد، إن العديد من الامتحانات كانت صعبة، خاصةً مواد شعبة علمي رياضة، حيث المعاناة من ضيق الوقت المخصص لأداء امتحانات فروع الرياضة وهي ساعتين، بالإضافة إلى بعض الأسئلة التعجيزية.
ولتفادي سلبيات تجربة امتحانات الثانوية العامة هذا العام، طالب أولياء الأمور بأن يكون الامتحان موحد لامتحانات اللغة العربية واللغة الأجنبية الأولى واللغة الأجنبية الثانية، للشعبتين العلمية والأدبية، حيث كانت امتحانات الشعبة العلمية أصعب من الشعبة الأدبية، وهو ما يتنافى مع مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، مطالبين أيضًا بمراعاة ذلك الأمر عند تنسيق الكليات.
وأشار الطلاب أيضًا إلى تضررهم من مستوى امتحان اللغة الألمانية الذي جاء صعبًا، فيما جاء اختبار اللغة الفرنسية سهلًا، وهو ما يتنافى أيضًا مع مبدأ تكافؤ الفرص، بحسب الطالب أحمد علي الذي قال إن الطلاب الذين اختبروا اللغة الألمانية تعرضوا لظلم هذا العام.
وأعرب الطلاب عن تخوفهم من التصحيح الإلكتروني، حيث إن تلك التجربة جديدة في مصر، وقام بعض الطلاب بـ"شطب" على إجابات ومن ثم اختيار إجابات أخرى بدلًا منها، وهو ما قد يتسبب في أخطاء بالتصحيح، لعدم قدرة الماسح الضوئي على قراءة إجابتين لنفس السؤال.
وناشد الطلاب وأولياء الأمور، بمراعاة جميع العوامل السابقة والظروف الاستثنائية التي مرت بها تلك الدفعة من الطلاب، وخفض درجات التنسيق، حرصًا على مستقبل الطلاب.