صلى الأنبا بسادة، مطران إيبارشية إخميم وساقلتة، أمس الأربعاء، القداس الإلهي في كنيسة القديسين البابا كيرلس السادس والأرشيدياكون حبيب جرجس بمنطقة الزيوت، ورسم خلال القداس ٢٨ من أبناء الكنيسة في رتبة إبصالتس (مرتل) للخدمة بها.
الجدير بالذكر أبسالتس - إبصالتوس) تعريب للكلمة اليونانية "بصالتيس" ό ψάλτης أي "مرتل" أو "مُنْشِد"، وهي رتبة شماسية. وأصل الفعل في اليونانية هو ψάλλω (بصالو) ومن معانيه القديمة: "يعزف على آلة موسيقية وترية بأصابعه، وليس باستخدام ريشة". ثم صار يعنى: "يغنى على القيثارة". ثم استقر المعنى إلى "يغنى" أو "يرتل عمومًا". ومن هذا الفعل اليوناني جاءت الكلمة (بصالموس) التي تعنى: "الصوت الناتج عن القيثارة عند العزف عليها بالأصابع" أو "النشيد الذي يعزف على القيثارة" أو "مزمور". ومن هذا المعنى الأخير جاءت كلمة ψάλτης (بصالتيس) لتفيد معنى "الذي يرتل أو ينشدالمزمور Psalmodos"، ثم تعمم المعنى فصار يعنى "المرتل أو المنشد".
والإبصالتيس هو أصغر رتبة كنيسة، وهى رتبة غير كهنوتية. وعمل المختار لها في الكنيسة -كما يتضح من اسمه- هو اختصاصه بخدمة ترتيل المزامير، ثم أصبح علمه هو ترتيل وإنشاد الألحان الكنيسة.
وأقدم إشارة وصلت إلينا عنه جاءت عند كليمندس الإسكندري (150-215 م.). وذكرته قوانين البابا أثناسيوس بطريرك الإسكندريةوهى قوانين تعود إلى نهاية القرن الخامس الميلادي.
وفي الكنيسة الأنطاكية، ورد أول ذكر للإبصالتيس في قوانين مجمع أنطاكية المكاني الذي عقد سنة 341م، ومن ثم الكتاب الثامن من المراسيم الرسولية The Apostolic Constitutions (النصف الأول من القرن الرابع الميلادي)، أما في الكتب السبعة الأولى منها، فيسمى باسمين: (أودوس) – (بصالتودوس). ولم يوضح لنا مؤلف المراسيم الرسولية متى كان يمارس المرتل هذه الخدمة بالتحديد. أما اسمه القديم في الكنيسة القبطية كما ورد في واحد من مخطوطات المتحف القبطي فهو (بصالمودوس).
ومن الكتاب الثامن من المراسيم الرسولية جاءت مجموعة القوانين (56 قانونا). فأشار الكتاب الأول إلى المرتل كأحد الرتب الكنسية، أما الكتاب الثاني فتحدث عن زواجه، وصومه، وقطعه من الخدمة.