تتوالى الجرائم الدامية داخل محيط الأسرة وتتخذ أشكالا متعددة، ومن أبرز هذه الأشكال هي التي ترتكب بدافع الحصول على الميراث في حق الأهل أو الأشقاء خاصة، وبرغم اختلاف الدوافع، إلا أن الجريمة دائما ما تخيم بوجهها القبيح على المشهد.
فهي دائمًا كلمة السر في إفساد الأمر برمته، حسب ما يوصفه خبراء القانون، فالقاتل من أجل ميراثه ينتهي به الأمر حتمًا وراء القضبان، دون الحصول على شيء سوى الندم الذي يعتصره، إلى أن يقتص القانون منه.
فنتيجة ارتكاب هذه الجرائم، تكون معادلة مغلقة، فمرتكب الجريمة صاحب الميراث يقبع في السجن دون أن يصل لشيء، والمجني عليه المؤتمن على الميراث يقبع في التراب، بعدما يهدر دمه على يدي الأول؛ “البوابة نيوز” ترصد بعض الجرائم بسبب الميراث:
عقب خلاف بينه وبين شقيقه على ميراث بينهما قطعة أرض، قرر أن يتخلص منه، فلم يكن المجني عليه يرغب في بيع قطعة الأرض كي يحصل المتهم على نصيبه من الميراث، فانتهى الحال بالأخير جثة هامدة، بينما انتهى الحال بالأول خلف القضبان.
الجريمة تم اكتشافها عندما وصل م. أ البالغ من العمر 38 عاما، من سكان قرية كفر العرب التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، إلى مستشفى دسوق العام، جثة هامدة بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة، وبه عدة إصابات تشير إلى وجود شبهة جنائية في وفاته.
اعترافات المتهم
تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بالواقعة، وتوصلت تحريات فريق البحث الجنائي إلى أن وراء ارتكاب الواقعة شقيق المجني عليه، ويدعى «ح. أ»، يبلغ من العمر 27 عاما.
بعد تقنين الإجراءات اللازمة، تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على شقيق المجني عليه، وبمواجهته بما توصلت إليه التحريات، اعترف بجريمته، وقال إن خلافا نشب بينه وبين شقيقه (المجني عليه)، على ميراث بينهما، قطعة أرض، أراد المتهم بيعها من أجل الحصول على ميراثه، إلا أن المجني عليه كان يرفض ذلك، إلى أن اشتد الخلاف بينهما ليحضر المتهم عصا غليظة ويذهب إلى غرفة المجني عليه وينهال عليه بالضرب إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.
بعد تحرير محضر بالواقعة، أثبت فيه ما توصلت إليه التحريات، وأثبت فيه اعترافات المتهم، أحيل إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيق في الواقعة، واستمعت إلى أقوال شهود العيان، واستمعت إلى اعترافات المتهم، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما طلبت سرعة الانتهاء من التحريات واستعجال تقرير الطب الشرعي لبيان السبب الحقيقي للوفاة.
طعن شقيقه بسكين بسبب الميراث
شهدت قرية ميت الخولي عبد الله بمركز الزرقا بمحافظ دمياط جريمة قتل بشعة بسبب الميراث، حيث قتل موزع أدوات منزلية شقيقه بمساعدة نجليه، تم القبض علي الجناة وتحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة.
لقى شاب يدعى أحمد الرمام، مصرعه على يد شقيقه ويدعي هاني ونجليه زياد ومحمد، بقرية ميت الخولي عبدالله التابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط، طعنا بالسكين، وتم إلقاء القبض على المتهمين.
وتلقت مديرية أمن دمياط بلاغا من مأمور مركز الزرقا، بوصول شاب يدعى أحمد الرمام، إلى مستشفى الزرقا المركزي، جثة هامدة نتيجة طعنة نافذة، وعلى الفور انتقل ضباط مباحث المركز إلى مكان البلاغ، وبالفحص وسؤال شهود العيان، أكدوا نشوب مشادة كلامية بسبب خلافات على الميراث، بين المجني عليه أحمد الرمام وشقيقه، قام على أثرها الأخير بطعن المجني عليه بسلاح أبيض (مطواه) بالبطن، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وعلى الفور تم نقله لمستشفى الزرقا المركزي، وجار تحرير محضر بالواقعة، وتم القبض على الجناة وعرضهم على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، حيث تولي ضياء قاعود، وكيل نيابة الزرقا التحقيق.
قتل عمة بـ"منافلة" من أجل الميراث
قتل شاب في العقد الثالث من العمر، عمه بعد أن ضربه بـ "منافلة" ماكينة الري، بسبب خلافات على قطعة أرض ميراث بينهما، في مركز المحمودية، بمحافظة البحيرة.
استقبل مستشفى المحمودية "عبدالله س. م"، 57 عامًا، جثة هامدة، و تبين وقوع مشاجرة بين المجني عليه وابن شقيقه محمد، 27 عامًا، بسبب خلافات على قطعة أرض ميراث بينهما.
جرى نقل الجثة لثلاجة حفظ الموتي بالمستشفى، تحت تصرف النيابة العامة، وتمكن ضباط وحدة مباحث المحمودية من إلقاء القبض على المتهم، وتحرر المحضر اللازم.
7 أسباب وراء دم الميراث
يقول الدكتور فتحي قناوي استاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن سبب ارتكاب هذه الأنواع من الجرائم يكون له عدة دوافع، والتي يمكن ان نرصد من بينها، 7 أسباب لارتكاب تلك الجرائم:
- الحاجة إلى المال والتي في الغالب تكون بدافع الإنفاق وهى من الأسباب المباشرة لارتكاب هذه الجريمة.
- الطمع بعدما يسيطر على الحالة النفسية للحائز على الميراث وهو ما يسوغ ارتكاب الجريمة فى حقه من صاحب الميراث.
- الاستغلال والذي يكون من القائم على الميراث في حق مستحق الميراث ويكون فى الغالب لصغر سن الأخير.
- السوشيال ميديا والدراما وهى من أخطر الأسباب لارتكاب تلك الجرائم من خلال تصوير الأحداث بصورة تسهل من ارتكاب الجريمة، فهناك مسلسلات تأصل مركب الجريمة بأن يأخذ حقه بأيديه.
- غياب الأخلاق وغياب فهم الدين الفهم الصحيح، فعندما يكون هناك فهم خاطئ للأخلاق والدين يؤدي بالضرورة لارتكاب تلك الجرائم.
- غياب فهم الحقوق والواجبات، فقد يكون تقسيم الميراث في وقت ما ضار بمستحقه، فلابد وأن يكون أهلا لذلك الميراث
- بطء إجراءات التقاضي في المسائل المتعلقة بالميراث، يدفع البعض لأخذ حقه بيديه يأسًا منه بطول فترة التقاضي.
