نظمت هيئة قناة السويس احتفالية لانضمام الكراكة حسين طنطاوي أحدث وأكبر كراكات الشرق الأوسط بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء برفع العلم المصري على متنها إيذانا بانضمامها لأسطول كراكات هيئة قناة السويس في مبنى المارينا الجديد شرق قناة السويس ضمن برنامج زيارته اليوم لمحافظة الإسماعيلية.
ومن جانبه قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس خلال الاحتفالية: يطيب لي أن أقف بينكم في يوم مشهود من أيام قناة السويس التي طالما كانت شاهدًا على بطولات وإنجازات المصريين مثلما كانت على مدار تاريخها الشريان الملاحي الأهم علميا بفضل سواعد وعقول ووطنية أبنائها البواسل لنحتفل معا برفع علم مصر على الكراكة حسين طنطاوي والتي تتشرف أن تحمل اسم قائد سوف يخلد التاريخ اسمه بحروف من نور في سجل العسكرية المصرية فهو الرجل الذي تولى منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي لأكثر من 20 عاما أعاد فيها تنظيم وتدريب القوات المسلحة وعمل على تسليحها بأحدث الأسلحة والمعدات فكانت هي الدرع والسيف لمصر كما تولى قيادة مصر في مرحلة مفصلية وحمل الأمانة دون كلل وتحمل ما لا يتحمله بشر وحافظ على مقدرات الوطن وعلى شعبه وأرضه وحدوده في الوقت الذي انهارت خلاله دول وتبددت شعوب فدانت له مصر بالعرفان جزاء ما قدم من عطاء غير محدود على مدار مسيرته الحافلة أطال الله في عمره ومتعه بوافر الصحة والعافية.
وأضاف رئيس هيئة قناة السويس أنه تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمل على تعظيم أصول الهيئة وتطوير وتحديث أسطول الكراكات والوحدات البحرية التابعة لها ضمن الاستراتيجية الشاملة لهيئة قناة السويس 2023 وبدعم كامل من سيادتكم وحكومتكم الفاعلة يأتي احتفالنا اليوم برفع علم مصرنا الأبية على أكبر وأحدث كراكة في الشرق الأوسط وأفريقيا الكراكة حسين طنطاوي التي تعد إضافة غير مسبوقة لأسطول هيئة قناة السويس بما تحمله من مواصفات وإمكانات عملاقة سوف تحدث نقلة نوعية في قدرات هيئة قناة السويس من حيث تنفيذ أعمال ومشروعات التكريك داخل وخارج مصر.
وأوضح أن الكراكة تمتاز بمواصفات فنية متقدمة تضعها في الفئة الأولى عالميا بين مثيلاتها ومزودة بأحدث أنظمة تصوير ومسح القاع بتقنية ثلاثية الأبعاد بالإضافة لنظم التحكم والسلامة والأمان تعد هي الأكثر تطورا بما يواكب أعلى معايير هيئات الإشراف والتصنيف الدولية فضلا عن قدرتها الفائقة على التكريك في مختلف أنواع التربة بما في ذلك التربة الصخرية مؤكدا أن هذا هو ما يتلاءم مع متطلبات أعمال الصيانة الدورية في قناة السويس ويوفر لخزانة الدولة نفقات باهظة بالعملة الأجنبية كنا نسددها فيما سبق.
وأشار إلى أن انضمام الكراكة حسين طنطاوي لأسطول الهيئة كإحدى الخطوات المهمة التي نتخذها ضمن استراتيجية تنموية متكاملة لتطوير المجرى الملاحي للقناة والحفاظ على مكانتها الرائدة رغم التحديات العالمية المختلفة حيث أطلقت الهيئة مشروعها العملاق الذي يستهدف تطوير القطاع الجنوبي من المجرى الملاحي للقناة ونجحنا حتى الآن في تكريك ما يقرب من 4 ملايين متر مكعب من الرمال وفق أعلى معدلات الأداء.
واستكمل الفريق أسامة ربيع قامت هيئة قناة السويس بتنفيذ سلسلة من المشروعات العملاقة لربط ضفتي القناة عبر محاور متعددة للعبور من وإلى سيناء بواقع ستة أنفاق عملاقة وخمسة كباري عائمة و8 محاور للمعديات ودفعا لعجلة الاستثمارات وجذب المشروعات العملاقة إلى منطقة سيناء يجري حاليا بناء عدد (2) معدية جديدة في ترسانة بورسعيد بالإضافة لتطوير المنطقة الخدمية الخاصة بمعدية الأفراد بالقنطرة شرق بما يسهم في تيسير حركة نقل البضائع والمركبات والأفراد من وإلى أرض الفيروز.
وتابع: إن استراتيجية هيئة قناة السويس 2023 التي نسعى من خلالها للتطوير ومواكبة المتغيرات في صناعة السفن والنقل البحري واللوجستيات هي التي مكنت الهيئة من عبور أزمة استثنائية معقدة عقب جنوح السفينة "إيفر جيفن" في قناة السويس في مارس الماضي وهي الأزمة التي جاءت بمثابة اختبار لقدرات وخبرات هيئة قناة السويس على إدارة وتشغيل الممر الملاحي الأهم دوليا والذي لا يتحمل الإغلاق لساعات قليلة ناهيكم عن أيام وأسابيع وربما شهور كما روج البعض فمنذ اللحظة الأولى امتلكت الهيئة عدة سيناريوهات استباقية للتعامل مع الموقف بكل حرفية وكفاءة واقتدار وبفضل الله وبمتابعة ودعم متواصل من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتصميم رجال هيئة قناة السويس البواسل الذين اعتبروا تعويم السفينة الجانحة مهمة وطنية يرصد العالم أجمع كيفية تعاملهم معها.
واضاف قائلا: نجحنا في تعويم السفينة الجانحة خلال وقت قياسي بلغ 6 أيام فقط وتمكنا من استيعاب 422 سفينة منتظرة في مدخلي القناة الشمالي والجنوبي في أقل من أربعة أيام بمعدل عبور يومي تخطى 100 سفينة في ملحمة أخرى تضاف لسجل بطولات رجال هيئة قناة السويس من موظفين ومرشدين ومهندسين وعمال فلهم منا الشكر والتقدير والامتنان على ما سطروه من ملحمة استثنائية على مختلف الأصعدة الفنية واللوجستية والملاحية جعلت العالم ما بين منبهر وغير مصدق حيث تم تنفيذ عملية الإنقاذ والتعويم دون المساس بسلامة بدن السفينة أو طاقمها أو البضائع الموجودة على متنها حتى أن السفينة أبحرت عقب التعويم مباشرة اعتمادا على محركاتها وهو ما يؤكد أن ما قام به أبطالقناة السويس في عملية الإنقاذ هذه كان أشبه بالتدخل الجراحي الدقيق الناجح لأبعد حد وعقب انتهاء الأزمة بدأت عملية من نوع آخر هدفها الحفاظ على حقوق قناة السويس جراء ما تحملته من خسائر بسبب توقف الملاحة من جانب وما قامت به من أعباء جسام نحو تعويم السفينة الجانحة وما اتخذته من إجراءات لإعادة حركة الملاحة إلى وضعها الطبيعي من جانب آخر وإيمانا من هيئة قناة السويس بأهمية التواصل مع شركائنا في الأزمة قررت تشكيل لجنة متخصصة تضم أبرز الخبرات في النواحي القانونية والفنية كان هدفها بالأساس التوصل إلى الإجراء القانوني المناسب الذي يضمن لهيئة قناة السويس تعويض ما تكبدته من خسائر جراء الحادث مع ضمان استمرار التعاون والتواصل مع ممثلي الشركة المشغلة للسفينة والشركة المالكة والحفاظ على أواصر العلاقات الطيبة التي تربط مصر بالدول التي تتبعها السفينة سواء من حيث العلم أو الملكية وهي علاقات استراتيجية تحرص عليها مصر كما تحرص عليها الدول المعنية.
وتابع قائلا: انطلاقا من هذه المبادئ وتأكيدا على أن لغة الحوار هي السبيل الأمثل للتفاوض الجاد استمرت المباحثات ما بين اللجنة الممثلة لهيئة قناة السويس وممثلي ملاك السفينة ونادي المملكة المتحدة للحماية والتعويض على مدار ثلاثة أشهر حتى تم التوصل إلى الاتفاق الذي يحقق العدالة ويُعلي مصلحة الطرفين ويقدم دليلا واضحا على تمسك هيئة قناة السويس بما عرف عنها على مدار تاريخها من حرص على كافة شركائها من مختلف أنحاء العالم مع الحفاظ الكامل على حقوقها.
وتابع قائلا: أن دور هيئة قناة السويس لم يقتصر على إدارة وتشغيل المجرى الملاحي والمشروعات ذات الصلة فحسب بل امتدت المظلة الخدمية للهيئة منذ انشائها لتشمل تنفيذ وإدارة العديد من المشروعات في قطاعات البنية التحتية والإسكان والصحة والمنشآت الرياضية والثقافية بمحافظات القناة الثلاثة فعلى صعيد الرعاية الصحية تسهم الهيئة بنصيب وافر في منظومة التأمين الصحي الشامل وذلك عبر مستشفياتها والعديد من المنشآت الطبية التابعة لها بمحافظات القناة والتي تم تسجيل الاعتماد لها من قبل الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية لدخولها في منظومة التأمين الصحي الشامل كما ساهمت المنشآت الصحية التابعة للهيئة من مستشفيات ومراكز طبية في جميع المبادرات الصحية التي أطلقها السيد الرئيس للحفاظ على صحة المواطنين والكشف المبكر عن الأمراض ومن بينها فيروس سي والأمراض غير السارية فضلا عن أعمال مكافحة فيروس كورونا والوقاية منه وتأكيدا على دور الهيئة في رعاية ذوي الهمم والقدرات وتعزيز قدرتهم على المشاركة في جميع الأنشطة المجتمعية فقد تم إنشاء مركز دعم قدرات ذوي الهمم والذي يوفر خدمات متنوعة لرعاية هذه الفئة الغالية من أبنائنا وعلى صعيد دعم البنية التحتية وتحسين مستوى المرافق العامة والخدمات المقدمة لمواطني مدن القناة فقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاح عدد من المشروعات التي نفذتها هيئة قناة السويس والتي شملت مشروع تطوير المجموعة الأولى بمحطة مياه بورسعيد بطاقة 80 ألف متر مكعب لترتفع بذلك الطاقة التصميمية للمحطة إلى 480 ألف متر مكعب يوم ومشروع عمارات العاملين بالهيئة المحالين للمعاش في محافظة السويس بإجمالي عدد (9) عمارات بإجمالي عدد 270 وحدة سكنية ومشروع عمارات العاملين بالهيئة المحالين للمعاش في محافظة بورسعيد بإجمالي عدد (25) عمارة بإجمالي عدد 856 وحدة سكنية كما يجري العمل على قدم وساق في تنفيذ عدد من المشروعات الأخرى منها مشروع محطة مياه الإسماعيلية بطاقة 180 ألف متر مكعب ومن المقرر الانتهاء منها في أبريل 2022
ومشروع استاد قناة السويس الدولي بطاقة استيعابية 22 ألف متفرج والاستاد مطابق لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم بما يؤهله لاستضافة الفعاليات الرياضية الدولية ومشروع المتحف العالمي لقناة السويس حيث يجري حاليا الانتهاء من أعمال تطوير المتحف لإحياء تراث القناة الممتد لأكثر من 150 عاما تمهيدا لافتتاحه خلال الفترة المقبلة كما أنه ثمة العديد من الأعمال التي تحرص عليها إدارة هيئة قناة السويس في مجال حماية البيئة وتنفيذ أعمال التجميل والتشجير والحفاظ على الوجه الحضاري لمدن القناة لعل مثالها الأبرز ما تم في طريق نمرة 6 بمدينة الإسماعيلية من تطوير شامل تضمن تشجير الجزيرة الوسطى وتجميلها بأنواع مختلفة من الورود وكذلك تجميل ورفع كفاءة جانبي الطريق وإقامة عدد (3) دورات مياه عمومية أما في مدينة السويس فقد قامت الهيئة بتطوير شامل لكورنيش السويس وتحويله لممشى سياحي متكامل المرافق والخدمات أعاد لمدينة الصمود رونقها ووجها الحضاري وأتاح
لأبناء المحافظة وزائريها متنفسا اجتماعيا وترفيهيا يليق بأقدم مدن القناة بينما في مدينة بورسعيد الباسلة فقد قامت هيئة قناة السويس بالمساهمة في تحسين الطرق المؤدية لمحاور العبور بالإضافة لتصميم وبناء سوق نموذجي حديث لبيع الخضروات والفاكهة بما يتماشى مع توجيهات السيد الرئيس نحو إعادة تخطيط الأسواق وتنظيمها وفق معايير الحفاظ على البيئة والصحة العامة.
وتابع قائلا: ولا يفوتني ونحن نتحدث عن الإنجازات الكبيرة التي تحققت من خلال هذا الصرح الشامخ وبسواعد أبنائه المخلصين أن أتقدم بمزيد من الشكر والتقدير والعرفان لقائد هذه المسيرة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كانت توجيهاته ومساندته ودعمه المتواصل لنا خير دافع لبذل أقصى الجهد وخير ملهم للإخلاص في العمل لوجه الله والوطن وعلى صعيد متصل أود أن أؤكد أن ما تلقاه هيئة قناة السويس من دعم متواصل من الحكومة برئاسة
معالي دولة رئيس الوزراء يمثل رصيدا استراتيجيا لكل ما تقوم به الهيئة من مشروعات للتطوير والتحديث كما أنه يمثل تعزيزا لقدرات الهيئة على مواكبة المتغيرات المتلاحقة في مجال صناعة النقل البحري والملاحة وهو ما يؤكد مدى الجدية والاخلاص الذي تقود به هذه الحكومة دفة الأمور ومدى الدأب الذي تنفذ به خطط النهوض بكافة القطاعات في طول البلاد وعرضها كما أتشرف بان أتقدم بكل التحية والتقدير للسيد المشير حسين طنطاوي الذي لن تنسى له مصر ما قدمه طيلة رحلته من عطاء غير محدود مؤكدا له أن إطلاق اسمه على أحدث وأكبر كراكة في الشرق الأوسط وافريقيا هو أقل ما يمكن تقديمه من هيئة قناة السويس عرفانا وتقديرا لشخصه الكريم كما أتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى رؤساء هيئة قناة السويس السابقين لما قدموه للهيئة من جهد وعطاء ساهموا به في تنمية قدرات هيئة قناة السويس وتعزيز إمكاناتها وتحقيق العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة ختاما لطالما كانت قناة السويس رمزا على قوة الإرادة المصرية وعزيمة المصريين في مواجهة أصعب التحديات منذ إنشائها الأول بتضحيات 120 ألف عامل مصري مرورا بما شهدته من عدوان ثلاثي تمكنت من دحره مع جموع الشعب المصري عام 1956 ثم العبور العظيم في حرب اكتوبر 1973 وصولا إلى حفر قناة السويس الجديدة في اقل من عام واحد وعبور أزمة السفينة الجانحة باقتدار وحرفية وهو ما يؤكد أن قناة السويس ستظل دوما الصرح العملاق الذي يمثل الشموخ المصري فهي الممر المائي في طبيعته والصخري في ما يعبر عنه من عزيمة وإصرار.