حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه أمس المدينة الصناعية الغذائية «سايلو فودز» بمدينة السادات محافظة المنوفية وعدد من المشروعات الأخرى بمدن الدلتا، على تناول موضوع الطفل وضرورة الحفاظ على صحته من خلال نظام غذائي صحي، فضلًا عن أهمية ممارسته للرياضة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن إحصائيات الكشف عن السمنة والأنيميا والتقزم تشير إلى إصابة ما يقرب من 4 ملايين طفل بالسمنة، وهذا رقم كبير، متابعا: «ده دورنا كلنا تجاه أولادنا ومش الحكومة بس، وهل الأهم العدد ولا النوعية؟، وهل الهدف إنجاب أطفال كتير؟! ولا أطفال جيدين؟!، ولما نشوف رقم 3.4 مليون طفل يعانون من السمنة، هل فيه رعاية سواء في المدرسة؟، وهذا أمر يحتاج إلى الاعتراف بدون حرج، عدد كبير ما يقرب من 4 مليون طالب يعانون من السمنة.. هل يمارس الرياضة؟».
وأضاف الرئيس: «لما بنتكلم في الموضوع ده ويتم التنبيه على المصانع بسبب السمنة والوزن يعتقدوا نهدف إلى أننا نحرج أنفسنا، لازم يكون في ثقافة الناس من خلال مراقبة حقيقية لوزن أولادهم، ومدى الكفاءة الصحية من خلال نظام غذائي صحي ويمارس الرياضة ويمارس أنشطة رياضية مناسبة طبقا للهوايات لو أمكن، يا ترى العدد المهم ولا رعاية الأطفال ومتابعتهم بشكل جيد، وكل ما نتكلم حد يقولى الحمد لله والرزق على ربنا، صحيح الرزق على ربنا وكلنا عايشين في مصر العالم عايشين على فضل ربنا، بس ربنا أمرنا بالتفكير ونأخد بأسباب الدنيا اللى موجودين فيها».
من ناحيته، يقول الدكتورمجدي نزيه، رئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية، إن البدانة هي الباب العريض لانقراض الجنس البشري، حيث تكمن الآثار السلبية في حدوث أمراض الكبد والأورام السرطانية التي تتعرض لها جميع الفئات، وخاصةً الفئات الحساسة من الأطفال والشيوخ وكبار السن، لافتًا إلى أن أخطاء السمنة تبدأ بأخطاء غذائية يتم ارتكابها ضد الأطفال، واستهلاك الأغذية المملحة بكثرة مثل الحلوى والسكريات بنسب كبيرة، والتي تسبب في تكوين الخلايا الدهنية في مرحلة الفطام، ويجد الفرد صعوبة شديدة في التخلص من السمنة في مرحلة الكبر.
ويستكمل نزيه، لـ«البوابة نيوز»، أن البدانة تدمر أجهزة الجسم، ويبدأ ظهور الامراض المزمنة غير السارية مثل السكر الذي يظهر في سن مبكر قبل 40 عامًا، وتضر الشراهين، فإن خطورة البدانة لدى الأطفال المسبب الأول لظهور هذه الأمراض في سن مبكر، وأجريت العديد من الدراسات حول خطورة السمنة على الأطفال، والتي ترتفع تدريجيًا في مرحلة الطفولة بنسبة 7.5%، وترتفع إلى 21% في مرحلة المراهقة قبل سن الـ 21 عامًا، وترتفع إلى 63% وتصل إلى نحو 80% في مرحلة الشيخوخة، مشيرًا إلى أن التغذية السليمة لجميع الفئات لابد أن تكون الوجبة تقابل احتياجاته، وتلبي لديه 3 اعتبارات لسد جوعه وتغذيته.
ويوضح، أن الجسم يحتاج للطاقة والبناء والدعم للعمليات الحيوية للجسم، من خلال 3 عناصر النشويات والبروتينات ومجموعة الفيتامينات والمعادن والمركبات العضوية، والتي إذا زادت أي منها تسببت في مشاكل عديدة، الأمر الذي يتوقف على التوعية والعناصر التي يحتاجها الجسم، والتي لابد أن تكون متوازنة ومتكاملة، فلابد أن تكون وجبة الطفل ثلاثية الأبعاد، ويمكن اختصار الأمر في "سلطة" خماسية الألوان، والتي تغطي احتياجات الجسم، مشددًا على ضرورة الوعي داخل الأسرة فهو مفتاح إصلاح المشكلات، وأن يكون هناك الثقافة الغذائية.
كما يضيف الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للمناعة والحساسية، أن هناك العديد من السلوكيات الخاطئة التي تسبب الإصابة بالسمنة، ومنها عدم الحركة لمدة طويلة داخل المنازل، سواء النوم أو الجلوس أمام التليفزيون والهواتف المحمولة لفترة زمنية طويلة، فضلًا عن النوم في ساعات متأخرة، حيث أن قلة النوم تؤدي إلى السمنة أيضًا، بالإضافة إلى تناول السكريات بكميات كبيرة يسبب أيضًا السمنة.
وطالب بدران، في حديثه لـ«البوابة نيوز»، بضرورة ممارسة الرياضة وخاصةً للأطفال ومختلف الفئات العمرية، والبعد عن الحلويات الجاهزة في السوبر ماركت والأكشاك الموجودة بالشوارع، واستبدالها بالأغذية الصحية مثل الخضراوات والفاكهة، فضلًا عن ضرورة زيادة الحركة للأطفال ومتابعتهم باستمرار.