مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى الثانية عشرة ظهر أول أمس الأحد، أجواء هادئة كانت عنوان المشهد بشوارع المرج شرق محافظة القاهرة، الصغار لا يتوقفون عن اللهو بينما يمارس أصحاب المحال نشاطهم اليومي المعتاد، إلا أن سقوط سيدة من أحد العقارات عكر صفو تلك الأجواء.
علاج نفسي
على مدار أشهر عدة، خضعت السيدة الأربعينية إلى العلاج بحثًا عن استعادة عافيتها والانخراط مجددًا في الحياة بصورة طبيعية عقب إصابتها بمرض نفسي، إلا أن مساعيها لم تفلح حيث ازدادت حالتها سوءًا خلال الفترة الأخيرة، وتبدلت تصرفات السيدة غريبة الأطوار، أصبحت أكثر انطوائية وعزلة عما سبق، وباتت لا يقوى على الحياة فجسدها الهزيل أجبرها علي عدم الخروج من مسكنها وعقلها فقدت تركيزه ودرايته بما يدور حوله.
جثة سيدة الأرض
ظهر أول أمس الأحد انفرطت آخر حبات في عقد السيدة الأربعينية في غمضة عين، حيث سقطت من شرفة شقتها الكائنة بالطابق ال 14 بأحد العقارات جثة هامدة في ظروف غامضة.
دقائق قليلة كانت كفيلة بتبدل المشهد، توافد الجيران من كل حدب وصوب بعدما هرولت نجل الضحية للشارع مستنجدا بالمارة "إلحقوني أمي ماتت يا ناس".
ذهول وصدمة أطبقا على المشهد، وقف الجميع في حيرة من أمرهم كما لو أنه مشهد سينمائي سرعان ما ستستفيق منه جارتهم المريضة لكنها الحقيقة المرة صعدت روحها إلى بارئها.
بلاغ للشرطة
مع اقتراب عقارب الساعة من ال 12,15 ظهرا كان اللواء قايد الحميلي، مأمور قسم شرطة المرج، يجلس في مكتبه يتابع سير العمل والاطمئنان على حسن معاملة المواطنين، فقطع ما كان ينجزه صوت جهاز اللاسلكي معلنا وقوع سقوط سيدة من أحد العقارات بدائرة القسم، وعلى الفور وجه المأمور بسرعة انتقال قوة أمنية تحت إشراف الرائد هاني منصور؛ للوقوف على ملابسات الواقعة، وعلى الفور استقل الضابط الشاب عربة الشرطة "بوكس" قاصدًا محل الواقعة.
معاينة الرائد هاني منصور ، دلت على وجود جثة سيدة مهشمة الرأس بالكامل وبها كسور بجميع أنحاء الجسد، تدعى "ن .إ.م " تبلغ من العمر 40 سنة، مطلقة وتقيم رفقة نجلها البالغ من العمر. 15 عاما، وتعاني من مرض نفسي وصل لحد انفصام في الشخصيه، وبإخطار النيابة العامة أمرت الجثة إلى المستشفى ووضعها تحت تصرفها لحين ورد تحريات المباحث حول الواقعة.