الأربعاء 18 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

المخرجة منال سعد: أعمل على تطوير سيناريو فيلم عن رحلة امرأة

"البوابة نيوز تنشر النسخة العربية للحوار

المخرجة منال سعد
المخرجة منال سعد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تنشر "البوابة نيوز" حوارا مع المخرجة منال سعد أجرته الكاتبة الألمانية أليس كانتيريان في أسوان خلال النسخة الخامسة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة AIWFF، الذي عُقد في الفترة من 24 إلى 29 يونيو  الماضي.
نص الحوار:

-أُجريّ تحكيم مسابقة سينماتيك في ٢٥ يونيو ، تُبعت بندوة سينماتك في اليوم التالي الموافق ٢٦ يونيه، حيث قابلت أحمد مجدي أحد فريق الحُكام في المسابقة في ٢٥ يونيو. هل حضرت أياً من تلك الجلسات؟ وكيف كانت؟

بسبب ظرف شخصي غير متوقع، وبفضل مساعدة الفريق المُنظم للمهرجان، تمكنت من الحضور في يوم ٢٧ يونيو. وهذا يعني أنه ورُغمًا عن خططي المُسبقة في حضور كافة الندوات والجلسات، لم أتمكن من تحقيق ذلك، ولكني تمكنت من حضور مناقشة كتاب صورة المرأة في السينما العربية ٢٠٢٠.

أندرو مُحسن المدير الفني لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة والذي أكد أهمية تعليم الأجيال الصاعدة في أسوان وقد كان ذلك تحديه الأخير كمدير فني للمهرجان حيث سيتفرغ لتحدٍ جديد كمدير فني لمهرجان القاهرة الدولي، موضحاً أن مهمة المهرجان هي تعليم الأجيال الشابة في أسوان من خلال عرض الأفلام التي تدعم حقوق المرأة وتنظيم ورش للأجيال الصاعدة من صناع الأفلام. 

-حضرت ورشة التمثيل بقيادة الممثلة القديرة سلوى علي، ما تعليقك ؟ وهل حضرتِ أياً من الندوات أو الورش؟ وكيف كانت التجربة بالنسبة لكِ؟

كما ذكرت، وصلت قبل عرض فيلمي لذا لم أتمكن من اول ضمن الورشة، ولكني قابلت وتحدثت مع أندرو مُحسن وسلوى علي. فحديثي مع أندرو كان يتضمن النقاط المذكورة وتوصلنا لرؤية مشتركة عن مدى أهمية دعم وتمكين المواهب الشابة في أسوان كأحد أبرز ميزات المهرجان. لقد رأينا هذا خلال أفلامهم التي أُنتجت ضمن ورشة المهرجان وعكست تفانيهم، شغفهم وتفتحهم. 
وأعتقد أن هنالك شيئاً ما في المجتمعات حديثة التفتح، فهي أقرب لجذورها، وبالتالي أصيلة، وهي تتفتح وبالتالي مبدعة، فتصبح شجاعة وبالتالي مفاجئة.
وهذا ما لاحظته من خلال مشاهدة أفلام ورشة المهرجان. وأعتقد أن أسوان مُزخمة بمواهب ذات قصصٍ أصيلة يُحركها شغف كبير للسينما.  
الهدف الآخر له علاقة بـ بهيجة حافظ، فهي أحد رواد السينما المصرية وحيث ذكر لي عبدالخالق أن السينما المصرية نسائية. فهي لم تكن فقط ممثلة بل أنشأت دار إنتاج لها باسم فنار فيلم في عام ١٩٣٢ التي من خلالها شاركت في إخراج فيلم الضحايا للعام نفسه، والذي لعبت فيه دور مهم، كما أنها كانت مصممة الأزياء، مؤلفة الموسيقى، والمونتيرة. وبخصوص الهدف الثاني للمهرجان هو ترويج سينما صنعتها المرأة عن مواضيع تهمها، حيث أنني أتجنب استخدام التعبير "سينما عن مواضيع المرأة". 
كما أن تعاون أحد مؤسسي المهرجان عزة كامل كان هاماً فإنشاء منتدى نوت في المهرجان لعب دور محوري لدعم حقوق المرأة. وهنا قابلت الشخصية الأكاديمية البارزة فايزة الخرافي، رئيس جامعة الكويت من ١٩٩٣ إلى ٢٠٠٢، كما أنها أول إمرأة ترأس جامعة في الشرق الأوسط، وهي نائب رئيس أكاديمية العالم للعلوم. 

-من هم النشيطين الذين قابلتهم؟ وهل تلعب بهيجة حافظ دوراً يُحتذى به في المجتمع المصري، فقد ضحت بكل شيء ومركزها الاجتماعي كوريثة للقب باشا لتشفي رغبتها في التعبير الفني. أنا أعتبرها أحد الرواد وليست فقط كرائدة نسوية في السينما المصرية، فما هي وجهة نظرك؟

أتفق معك تماماً. بهيجة حافظ لعبت دوراً هاماً في السينما المصرية. في هذه الأيام، مساهمة المرأة في السينما أسهل نسيباً مقارنة بتلك الفترة، ليس فقط لأن المجتمع الارستقراطي في مصر كان ينظر نظرة دونية لأولئك العاملين في السينما، وليس بسبب المقاومة لكل جديد كسلوك بشري نمطي، إنما لأن تجربة المرأة المجتمعية كانت مختلفة تماماً في ذلك الوقت؛ أشد صرامة وتحديداً للأدوار التي يمكن أن تقدمها للمجتمع والأحاديث التي تخوضها، ولكن وعلى كل حال، في كل عصر، أولئك الذين يكسرون قواعده ويزدهرون.  
 

-كنتِ ضمن مسابقة الأفلام القصيرة فيلم "فراولة" الذي تم عرضه في يوم ٢٨ يونيو في سينما توليب ضمن مسابقة المجموعة ٣ من الساعة ١١ ص - ١ م. حينها، حضرت حواراً مع صانعة الأفلام الفلسطينية نجوى نجار في الوقت ذاته وفاتني عرض فيلمك، المتاح الآن على منصة VIU. وفي اليوم السابق فاتني مناقشة الممثلة والمنتجة الفرنسية جودارت ماكا ميريل لأنني كنت في معبد فيلة، وفي اليوم السابق في معبد أبو سمبل، حيث نُظمت تلك الرحلات الرائعة عبر هيئة السياحة المصرية كشريك للاحتفال، ولكن وللأسف فاتني عرض فيلمك، عم يتحدث الفيلم وكيف كانت فقرة الأسئلة والأجوبة التي دارت بعد العرض؟

فيلمي يدور عن مريضة تقابل طبيب التخدير ويجري بينهم حديث عفوي يغير حياتهما. وتم عرضه يومي ٢٨ و٢٩ من يونيو. أما فقرة الأسئلة والأجوبة فأجرتها الناقدة علياء طلعت كانت موجزة وفي صميم الموضوع، فسألتني عن تجربة التصوير، توقع المخرج وعلاقته بفيلمه مع الجمهور ورد فعله، وحرقة تكثيف الأحداث في وقت زمني قصير. خلال العرض، استمتعت برد فعل الجمهور الذي صفق مرتين خلال فيلم قصير لحظة الذروة والنهاية، كما استمتعت تحديداً بتدرج وتناقض مشاعرهم خلال الفيلم من ضحك، لصمت، تصفيق، شهقات، تصفيق.

-لماذا يُعرض فيلمك للمشتركين في منصة VIU؟ كيف كانت تجربتك مع خدمة المُعتمدة على الاشتراكات، ما هو رأيك في المنصات الرقمية مثل نتفليكس و VIU؟

فيلمي لم يُعرض بعد على المنصة. VIU قدمت للفائزين عرضاً سخياً بالسماح لصناع الأفلام بعرض أفلامهم في المهرجانات لمدة ما بين ٦ إلى ١٢ شهر قبل إطلاقه على المنصة، والذي أعتقد أنها ميزة حقيقية لنا حيث سيمر صانع الفيلم بكافة مراحل صناعته وتوزيعه في رحلة العمل.

حضرت لجنة في Berlinale العام الماضي وكانت بتنظيم هيئة المرأة، وفيها تم إنتقاد اللوغاريتم الذي يُميز ضد المرأة، وعلى الجانب الآخر، تدعم نتفليكس إنتاج أفلام محلية مما يمنح صانعي الأفلام المحليين الذين قد يواجهون بعض الصعاب فرصة لإيجاد جمهور ومشاهدين، فما هو رأيك؟

الاختيار الثاني، أحب التركيز على الفرص بدل الصدامات، بهذا ستتمكن المرأة أن تكون أكثر انفتاحاً تجاه فرصها التي ستُمكنها من التعبير عن أفكارها بالطريقة الأكثر ملائمة مقارنةً من التصرف بناءً على مواقف ذهنية مُحددة مسبقاً وبالتالي تكون أكثر تقييداً، أي أنه حتى لو كانت حقيقة، أحب أن أبحث عن الفرصة.

أثارت اهتمامي الأفلام الفائزة بسبب قوتها الروائية التي تساعد المشاهد للتآلف مع الشخصيات والتعاطف معها من طرف لآخر مع استخدام الاستعارات التي تعكس التغيير في المشاعر، أيضاً بسبب تطوير مناقشات مكثفة. فقد فاز الفيلم البرتغالي "تقديم" بجائزة أفضل سيناريو سيناريو التي فاز بها ليوناردو أنطونيو. وعلى الرغم أننا لم نتمكن من رؤية تغاير المشاعر على وجهه أحببت قدرته على نقل المشاعر لنا من خلال شخصيته، مواجهة الحياة كما هي، والقدرة على التعبير على الثبات الداخلي، وكلها اشتملت في الفيلم الحائز على جائزة عن أدائه الممثل دانييل كاتز في فيلم  "الكلب اللي لا يكف عن النباح".

لم تكن فقط الشخصية الرئيسية إننا محورية في دورها الذي نظرت فيه الكاميرا لمدة ١٠٠ دقيقة بينما تتطور القصة خلفها، وتمكنت من عكس تلك المشاعر النرجسية على وجهها للتلاعب بالمشاهد وتتقمص شخصية مضطربة، جائزة أفضل ممثلة تسلمتها ماريانا دي جيرولامو من تشيلي عن دورها في فيلم "فيرونيكا" بإخراج ليوناردو ميديل.

أما عن خلق قصة حميمية ساحرة لمصمم الحرفية Sebastián والتي تتمتد عبر عدد من الأعوام، وقرار التصوير بالأسود والأبيض، مما يقدم منظور خالدة لقصة معاصرة للغاية ، تكاد تكون نبوية والتي تتحدث عن مجلدات عن الأزمة الصحية الوبائية العالمية الفعلية وعنها حازت المخرجة الأرجنتينية آنا كاتز عن فيلمها السينمائي "الكلب اللي لا يكف عن النباح".

للأهمية البارزة عن موضوع الظلم اللاحق بالمرأة اللبنانية وكل السيدات اللاتي يحاربن لأجل حقهن في حضانة أولادهن بعد الطلاق تحت الشريعة الإسلامية، حيث مُنحت جائزة لجنة التحكيم الخاص لفيلم "الجنة تحت أقدامي" للمخرجة ساندرا ماضي، والمنتجة اللبنانية عبير هشام التي حضرت المهرجان.

كما أُعجبت اللجنة بقدرته على توصيل عدم الثقة والقلق، ولتوصيل الديناميكية بين الضحية والعنف من خلال تعزيز مشاعر قوية لدى الجمهور. أما عن التشكك في القوى النامية للعنف أمام الشخصيات الضعيفة، اللجنة قررت عبر التصويت أن جائزة أفضل فيلم وتحمل اسم الفنانة والمنتجة آسيا داغر لفيلم طرق سيئة إخراج ناتاليا فورازبيت. 
 -هل شاهدتِ أياً من تلك الأفلام في المهرجان؟ وأي الأفلام أعجبت بها؟

أحد الأفلام الفائزة التي استمتعت بها هي فيلم "عنها" إخراج رباب من سوريا وكان ضمن مسابقة البرنامج ٣، وتميز بمحاولته الروائية الجريئة التي طغى عليها السيريالية والرمزية لوراء الفيلم، كما أنني استمتعت بمساعدة الفيلم الماليزي "السحابة لاتزال موجودة" للمخرجة ميكي لاي. وكلاهما كان أحد الفائزين في المهرجان.

-ما هي خططك في المستقبل؟

حالياً أعمل على تطوير سيناريو فيلم طويل عن رحلة امرأة، وهو المشروع الأول في قائمتي التي أعمل عليها.

كيف يمكن للمهرجان أن يتطور؟ يرى أندرو محسن أن المهرجان لايزال في البداية ويرغب في إضافة المزيد من الأقسام ودعوة المزيد من الصحفيين من الخارج لضمان تغطية عالمية، مما قد يتطلب ذلك دعوة المترجمين الفوريين في نفس الوقت، وتلك بعض النقاط التي يمكن تطويرها.

هنالك مجال للتطوير في جوانب مختلفة، ولكن إذا ساعد المهرجان المواهب المحلية على صناعة الأفلام وعرض أفلام روائية وقصيرة ٨٠٪ صنعتها المرأة، وساعد الحضور على التواصل وخلق نقاشات فعالة، فقد نجح في تلبية هدفه. أما التطوير فسيحدث على جوانب كيفية تحسين الطرق التي توصل لهذه الأهداف وليس تغيير الأهداف نفسها، وتلك يمكن تحسينها من خلال الخبرة والزمن. 
 

217391623_1197838067399305_1868123422511046106_n
217391623_1197838067399305_1868123422511046106_n
220961749_536602107541880_5543772330819005668_n
220961749_536602107541880_5543772330819005668_n
223110056_347786560376788_8037739220874785307_n
223110056_347786560376788_8037739220874785307_n