بعد يومين من الحديث عن استهداف ناقلة نفط مملوكة لملياردير إسرائيل يدعى إيال عوفر في منطقة بحر العرب، فاجأت إيران اليوم المجتمع الدولي باختطاف 4 ناقلات نفط كانت تمر قرابة سواحل ميناء الفجيرة الإماراتي، حيث تم استهداف إحدى تلك السفن بلغم بحري أسفر عن إصابتها وتعطيلها، ثم أظهرت المعلومات الواردة أن قوات تابعة للحرس الثوري أجبرت تلك السفينة على التوجه قبالة إحد الموانئ الإيرانية على الضفة الأخرى من الخليج العربي.
المعلومات الأولية أشارت إلى أن السفينة المصابة كانت ترفع علم دولة سنغافورة، وأنها اصطدمت بلغم بحري كان في طريقها أثناء الإبحار في منطقة الخليج العربي، ما أسفر عن توقف محركها، لكن المعلومات الواردة من هيئة الملاحة البريطانية تشير إلى أن السفينة أصبحت خارج السيطرة، بالإضافة إلى ثلاثة سفن أخرى تابعة لبريطانيا.
وتشير التقديرات الأولية - طبقًا لمصادر بريطانية - إلى أن مجموعة من المسحلين صعدوا على متن سفينة في الخليج، في إشارة إلى عملية اختطاف محتملة، وذلك بعد ورود إنذارات من سفن عدة بفقدان سيطرتها على القيادة بالمنطقة، ويقدر عدد هؤلاء المسلحين بثمانية أو تسعة مسلحين صعدوا على متن السفينة "أسفلت برينسيس"، ما يعني أنها قد تكون تحت الاختطاف.
أما صحيفة التايمز البريطانية فقد نشرت معلومات تفيد بأن إيران هي المتورط الأول في حادث اختطاف تلك السفن، حيث سبق عملية الاختطاف تلك أن بثت أربع سفن على الأقل في مياه الخليج تحذيرات مفادها أنها فقدت السيطرة على القيادة في ظل ظروف غامضة، حيث أبلغت السلطات عن "واقعة " في المنطقة.
وأفادت السفن- ناقلة النفط غولدن بريليانت، والناقلة كامدهينو، وجاغ بوجا، وأبيس- في الوقت ذاته تقريبا عبر أجهزة تتبع نظام التعرف التلقائي الخاصة بها أنها "ليست تحت القيادة"، وفقًا لموقع "مارين ترافيك دوت كوم"، وهذا يعني عادة أن السفينة فقدت السيطرة ولم يعد بالإمكان قيادتها.
وذكرت هيئة العمليات البحرية البريطانية أن ما حدث يمثل حالة اختطاف واضحة لتلك الناقلات في تلك المنطقة الحيوية من العالم، حيث أوصت الهيئة في إشعار تحذيري استند إلى مصدر من طرف ثالث السفن بتوخي الحذر الشديد أثناء المرور من تلك المنطقة التي تتعرض فيها السفن لعمليات القرصنة والاختطاف من الجانب الإيراني.
وقبل الحادث مباشرة قامت ناقلة كيماويات ترفع علم سنغافورة في نفس الموقع تقريبًا في مياه الخليج، واسمها Golden Brilliant، بتحديث حالة تتبع نظام AIS إلى "ليست تحت القيادة"، وفقًا لبيانات تتبع سفينة Refinitiv.
لكن الجانب الإيراني اعتبر أن تلك الحوادث أو التقارير المتداولة عن حالات اختطاف السفن والناقلات في الخليج العربي بأنها وقائع "مريبة"، طبقًا لما جاء من تصريحات صادرة عن وزارة الخارجية الإيرانية منذ قليل.
ولم يكن ذلك الحادث هو الحادث الأول إذ سبقه هجوم الأسبوع الماضي على ناقلة نفط تديرها إسرائيل في بحر العرب أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها وألقت الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا باللوم فيه على إيران، مع العلم أن إيران أيضًا نفت ضلوعها في هجوم الطائرات المسيرة هذا وقالت يوم الاثنين إنها سترد على الفور على أي تهديد لأمنها.
لكن التقديرات تشير إلى أن إيران قد تكون لجأت إلى ذلك التصرف لأنها تعلم جيدًا أن هناك دولًا تجهز لرد قوي على تصرفاتها التي تمثل استفزازًا لمركز تلك الدول في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد مقتل شخصين أحدهما بريطاني والآخر روماني على متن سفينة تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة إيرانية خلال اليومين الماضيين، ما يشير إلى أن إيران لجأت إلى ذلك التصرف لتسهل على نفسها عملية المساومة حول الرد الإسرائيلي البريطاني الأمريكي على تلك الاستفزازات الإيرانية، وكذلك لتدعيم موقفها إزاء الضغوط التي تمارسها على الدول الغربية حيال التوسط لعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي مرة أخرى.