بنبرة ثورية متحدية، تولى الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي منصبه، كرئيس لإيران، في الوقت الذي تواجه فيه الدولة صعوبات وتحديات لا حصر لها.
وفي تصريحاته عقب تنصيبه، قال رئيسي إنه سيتخذ خطوات لرفع العقوبات الأمريكية "غير العادلة"، ولكن أولويته كانت معالجة الاقتصاد الذي لا يمكنه انتظار إحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية.
رئيسي ونبرة التحدي
وقال رئيسي "بالتأكيد لن نربط سبل عيش الناس والاقتصاد بقرارات القوى الأجنبية"، في إشارته الوحيدة للاتفاق النووي.
يتولى رئيسي المسؤولية في وقت أدت فيه العقوبات الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب في عام 2018، بعد انسحاب واشنطن من جانب واحد من الاتفاق، إلى تدمير الاقتصاد الإيراني وتفاقم الضغوط الاجتماعية.
وتكافح البلاد أيضًا مع أعلى معدل وفيات بسبب فيروس كورونا في الشرق الأوسط بينما انتقد المتظاهرون المناهضون للحكومة نقص المياه والكهرباء.
وأعرب رئيسي عن أسفه لعدم قدرته على تقبيل يد الزعيم بسبب الوباء، وقال إن سياسات حكومته ستكون متوافقة تمامًا مع إرشادات المرشد الأعلى.
نبرة ثورية دون فائدة
إن نبرة رئيسي في تصريحاته هي نبرة ثورية طالما عٌرفت عن المسئولين الإيرانيين منذ الثورة في عام 1979 خاصة ضد الدول الأجنبية أو كما يطلقون عليها العدو.
تصريحات رئيسي بعد تنصيبه ما هي الا استكمال لمنهج المتشددين في التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية في عدد من الملفات وخاصة الملف النووي الإيراني.
المتشددون كانوا يرفضون بشدة الاتفاق النووي الإيراني، وكانوا على خلاف مع المعتدلين بشأن هذا الأمر وكانوا دائمًا يعارضون الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني.
بحسب تصريحات رئيسي ونبرته القوية، فإنه من الصعب على الرئيس الجديد وحكومته الاتفاق حول صيغة جديدة للاتفاق النووي الإيراني، حتى في ظل رغبة الرئيس الأمريكي، جو بايدن الوصول لاتفاق جديد.
ومع حدة تصريحات الإدارة الإيرانية الجديدة، وقبل تنصيب رئيسي بخمسة أيام تحديدًا، أكد مسؤولون أمريكيون أن إيران لن تحصل على المزيد من التنازلات بمحاولة إعادة التفاوض على التفاهمات التي تم التوصل إليها في فيينا، بل وطالبوا الإيرانيين بضرورة العودة لطاولة المفاوضات بسرعة.
رئيسي.. ما بين العناد والرضوخ بسبب الضغوطات
الضغوطات الاقتصادية التي تتعرض لها إيران يمكن أن تثني رئيسي عن رفضه التفاوض مع واشنطن، فالاقتصاد الإيراني منهار تمامًا، ولن يستطيع التقاط أنفاسه دون رفع العقوبات الأمريكية، وفي حال عدم التوصل لاتفاق يمكن للولايات المتحدة زيادة الضغوطات.
ولكن من ناحية أخرى، ستكون هناك صعوبة حال رضخ رئيسي وعاد للتفاوض، ففي أخر مقابلة لروحاني، قال فيها إن الرئيس الجديد لن يستطيع التوصل لصيغة اتفاق بشأن الصفقة النووية.
وأشار إلى أن واحدة من المشاكل التي وضعها البرلمان في قانونه، هو المطالبة برفع العقوبات المتعلقة بالقضايا النووية وحقوق الإنسان والصواريخ، وهذا لا يمكن تحقيقه الآن مع القوى الغربية.
نبرة التحدي والتصريحات القوية التي أطلقها رئيسي ليست المرة الأولى التي يطلقها رئيس إيراني، فطالما تحدث المسئولون الإيرانيون بتلك الصيغة ولكنهم في نهاية الأمر يرضخون نتيجة الضغوطات الداخلية في إيران أو خارجها.