اعلن مجمع التربية الكاثوليكية خلال الأيام القليلة الماضية، سلسلة من التوجيهات حول موضوع في وثيقة حملت توقيع عميد المجمع الكاردينال Giuseppe Versaldi، وأمين السر رئيس الأساقفة Angelo Vincenzo Zani، على أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ مع بداية السنة الأكاديمية المقبلة.
وللمناسبة أجرى موقع “فاتيكان نيوز الإلكتروني” مقابلة مع رئيس الأساقفة زاني الذي سلط الضوء على الأهداف والأبعاد الأساسية للإجراءات الواردة في الوثيقة. وقال: “إننا نعلم أن للتواصل الرقمي تأثيرا قوياً على صعيد الإعلام والتربية، وهذا الأمر ظهر جلياً خلال الجائحة”.
ولفت إلى الدستور الرسولي الذي أصدره البابا فرنسيس في العام ٢٠١٨ وتناول فيه هذا الموضوع، آخذا في عين الاعتبار التطور التكنولوجي الذي شهدناه خلال العقود الماضية. وأتت الجائحة لتفاجئ الجميع في شهر آذار مارس من العام الماضي، ففرضت على الجامعات – على سبيل المثال – إجراء الامتحانات عن بُعد، وسرعان ما تم تبني إجراءات "انتقالية" خلال الأشهر التالية عندما اتضح للجميع أن جائحة كوفيد ستترك بصمتها على طريقة عمل المؤسسات التعليمية والتربوية.
تابع المسؤول الفاتيكاني حديثه، لافتا إلى أن مجمع التربية الكاثوليكية ينطلق من مبدأ أساسي ألا وهو التعليم الحضوري، وأكد أن العديد من طلاب الجامعات والكليات الكنسية أبدوا رغبة في العودة إلى مقاعدهم. وقال بهذا الصدد إن التعليم الحضوري بالغ الأهمية خصوصا فيما يتعلق بالسنوات الأولى لدراسات اللاهوت والفلسفة التي يتابعها رجال ونساء سيصبحون يوما أساتذة، ورعاة ومبشرين. أما فيما يتعلق بالسنوات المتقدمة فالتعليم عن بعد موجود أصلا وبنسب أكبر. فالمعايير المتبعة تكمن في تطبيق التعليم عن بعد بشكل تدريجي.
بعدها توقف رئيس الأساقفة زاني عند بُعد آخر لهذا الأسلوب في التعليم موضحا أنه قادر على بلوغ الطلاب في مختلف مناطق العالم، خصوصا حيث يتعذّر تقديم الخدمات التعليمية بواسطة المؤسسات. وقال إنه يفكر بالعديد من الأديار المنتشرة حول العالم فضلا عن جماعات الحياة التأملية وغيرها. وتحدث عن وجود دورات دراسية من خلال الإنترنت أُعدت خصيصا لهؤلاء الرجال والنساء. وهذا الأمر نفسه ينطبق على العديد من العاملين الرعويين والأساقفة فضلا عن عدد من أصحاب المهن الحرة الراغبين في الحصول على تنشئة لاهوتية أو فلسفية أو أنتروبولوجية ولا يمكن أن يُطلب من هؤلاء التردد إلى الكليات والجامعات كما يحصل مع الطلاب الشبان الذين يتابعون تحصيلهم الأكاديمي.
في ختام حديثه لموقع “ فاتيكان نيوز الإلكتروني” لفت إلى أن مجمع التربية الكاثوليكية تلقى العديد من الطلبات بشأن التعليم عن بعد، وقد قرر أن يمدد هذه المرحلة الانتقالية التي طرأت العام الماضي بسبب الجائحة والتي عنت الجميع، مع أن فكرة التعليم عن بُعد موجودة منذ فترة طويلة. وقال: "من الواضح أن ثمة تفاوتا بين بلد وآخر، بين مؤسسة وأخرى". هذه الإجراءات – ختم قائلا – تحمل بعدا عالمياً، لكن ثمة أوضاعا مختلفة تتطلب تدخلا من قبل المجمع، وهذا يقتضي حواراً مكثفا وتعاوناً وثيقاً بين الدائرة الفاتيكانية ومختلف المؤسسات الأكاديمية".