ما زال عدد القتلى جراء حرائق الغابات غير المسبوقة على الساحل الجنوبي لتركيا في ازدياد مستمر، بينما كان رجال الإطفاء يكافحون الحرائق المتبقية في المناطق السياحية في مانافجات ومارماريس وبودروم.
حرائق تركيا والفشل الذريع
وقال فخر الدين ألتون، المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان، إن رجال الإطفاء سيطروا على 122 حريقًا من أصل 129 حريقًا اندلع خلال الأسبوع الماضي في 35 من 81 مقاطعة في تركيا.
وقال إمري إيسر، مراسل صحيفة "حريت"، الذي سار في منطقة مليئة بالرماد حيث كانت الأشجار تقف بالقرب من مارماريس، المعروفة بجبالها ورؤوسها، "كانت مثل هيروشيما عندما أسقطت القنبلة الذرية".
وأضاف: "سقطت كل الأشجار، احترق كل شيء وتحول إلى رماد، كل شيء كان أسود ورمادي، الدخان يتدفق في بعض الأماكن. كانت أشبه بمقبرة شجرة بلا بداية ولا نهاية... كان من المستحيل ألا تحزن ولا تبكي. "
ووصف إيسر كيف سُودت حجارة المقابر البيضاء، وتصاعد الدخان من المنازل المدمرة، واشتعلت النيران في أعمدة نقل الكهرباء الخشبية.
خسائر مهولة
وفي غضون أيام قليلة، تحولت أكثر من 25 محافظة في تركيا إلى جحيم، مع استمرار حرائق الغابات في اجتياح ساحل البحر الأبيض المتوسط بأكمله في البلاد.
وأظهرت السلطات المركزية والمحلية في تركيا فشلًا هائلًا في مكافحة الكارثة، حسبما أبرز موقع أحوال التركي.
غضب المعارضة
وأدى عدم الاستعداد واليأس الظاهر إلى تأجيج نيران الغضب العميق بين السكان، الذين يشعرون بالفعل بعواقب أزمة سياسية واقتصادية عصفت بأرض البلاد منذ شهور.
فيما وجه فائق أوزتراك، المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، انتقادا للحكومة بسبب التعامل مع أزمة حرائق الغابات التي اندلعت على مدار أسبوع في مختلف المدن.
أوزتراك قال ساخرًا إن "الحكومة التي قالت إنها ستذهب إلى القمر منذ شهرين، لا تمتلك طائرة إطفاء حرائق."
الناطق باسم أكبر أحزاب المعارضة قال إنه لا توجد طائرات لإطفاء الحرائق لكن الحكومة لديها قصور طائرة لمراقبة الحريق.
وأضاف أوزتراك: "ان مثل هذه الغطرسة واللامبالاة تجاه مثل هذه الامة لم نر أو نسمع عنها من قبل."
وتساءل قائلا: "أين ذهبت هذه التريليونات من الدولارات؟ استثمر أردوغان المليارات في قصور الطيران لنفسه، لكنه لم يشتري الطائرات اللازمة لإخماد حرائق الغابات. لا طائرات لإطفاء الحريق"
ونتيجة فشل أردوغان وحكومته، سارع الاتحاد الأوروبي في المساعدة لإخماد النيران المشتعلة منذ أسبوع وأودت بحياة ثمانية أشخاص وفاقمت الضغوط على الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأرسل الاتحاد الأوروبي أمس الإثنين مساعدات إلى تركيا لمساعدتها في التصدي للحرائق الأكثر فتكا منذ عقود، والتي تجتاح مناطق منها منذ أسبوع أودت بحياة 8 أشخاص.
وشكر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بروكسل الإثنين لإرسالها طائرة من كرواتيا وطائرتين من إسبانيا.
وأفاد الاتحاد الأوروبي بأنه يتضامن بشكل كامل مع تركيا في هذه الأوقات الصعبة للغاية، في رسالة هدفها إظهار حسن النية بعد عام من الخلافات بين الطرفين.