الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

انتصارات التيجراى تضع آبى أحمد فى مأزق.. نهاية آبي أحمد.. رئيس الوزراء الإثيوبي يستنجد بالسودان والغرب لوقف زحف التيجراي لأديس أبابا.. رسلان: صياغة نظام سياسى حال توقف النزاع بين الطرفين

رئيس الوزراء الإثيوبى
رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعيش رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد، هذه الأيام أوقاتا صعبة فى ظل الانتصارت المتسارعة لجبهة تحرير تيجراى، وتقدمها فى مناطق الأمهرة بعدما انهيار الجيش الإثيوبى فى ميكيلى، وأصبح بينها وبين العاصمة أديس أبابا ٨٠ كم فقط، وقد بدأ نظام آبى أحمد فى مناشدة المجتمع الدولى لوقف تقدم التيجرانيين.

رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد

وقال وزير الخارجية الإثيوبى ديميكى ميكونين، خلال محادثات افتراضية نظيره الكندى مارك جارنو، إنه على المجتمع الدولى إجبار «جبهة تحرير تيجراى» على التوقف عن شن هجمات جديدة فى البلاد، وفق تصريحاته نهاية الأسبوع الماضى.

وبعد انهيار الجيش الإثيوبى وأسر ٨ آلاف جندى فى تيجراى، حشد آبى أحمد ميليشيات غير مدربة ضد «تيجراى»، التى استعادت مناطق كانت تحتلها ميليشيات الأمهرة خلال حرب الجيش الإثيوبى ضد إقليم التيجراى التى انطلقت فى نوفمبر من العام الماضى، وكان آخرها مدينة لاليبيلا الواقعة بإقليم الأمهرة، والتى تشتهر بالكنائس التاريخية.

وكشفت الانتصارات السريعة للتيجراى المأزق الذى أصبح فيه آبى أحمد، وبدأ فى البحث وساطات للخروج منه، حيث كشف جيتاشيو رضا، المتحدث باسم جبهة تحرير شعب التيجراي، إن نظام رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد، يحشد الشعب ضد عرقية التيجراى فى العلن، بينما يحاول التقارب بمبادرات سرية للحوار مع التيجراي. وأكد «رضا»، فى سلسلة تغريدات، عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، أن «آبى أحمد وعصابته تحاول حشد الإثيوبيين ضد التيجراي، ويصعدون من حملتهم للإبادة الجماعية، بينما يقدمون مبادرات سرية للحوار».

وكشفت وسائل إعلام سودانية، عن أن وفدين لطرفى الصراع فى إثيوبيا وصلا إلى الخرطوم للتباحث فى كيفية توسط رئيس الوزراء السودانى عبدالله حمدوك، لوقف الاقتتال «الإثيوبى- الإثيوبي» بصفة السودان رئيس مجموعة «إيقاد»، وخرجت تسريبات عن اللقاءات الجارية فى الخرطوم، لمحاصرة النزاع الدامى بين حكومة آبى أحمد، وجبهة تحرير تيجراى.

وتأتى هذه التطورات، بعد زيارة سرية لوفد إثيوبى طلب من الحكومة السوانية التوسط لحل النزاع بناء على طلب من حكومة آبى أحمد.

ويتسبب الصراع فى إثيوبيا فى نزوح عشرات الآلاف من الإثيوبيين إلى الأراضى السودانية، ما يمثل عبئا ثقيلا على الخرطوم، فى الوقت الذى خشى مراقبون من امتداد الحرب الأهلية الإثيوبية إلى مخيمات اللاجئين فى السودان، بعد نزوح آلاف الأشخاص من عرقية الأمهرة، إلى المخيمات التى تؤوى التيجرانيين.

ودخلت فرنسا على خط الأزمة، حيث أجرى الرئيس إيمانويل ماكرون، مباحثات هاتفية مع رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد، ونظيره السودانى عبدالله حمدوك، السبت الماضى، دعا إلى بدء محادثات لإنهاء الأعمال القتالية فى منطقة تيجراى بشمال إثيوبيا، وركزت المباحثات على ضرورة رفع جميع القيود للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية فى تيجراى.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» كشفت فى تقرير لها أن آبى أحمد، متورط فى استهداف القوافل الإنسانية إلى إقليم تيجراى بتحريض ميليشيات تابعة له فى الهجوم على القوافل.

فى هذا السياق؛ قال الدكتور هانى رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن جبهة تحرير تيجراى، لديها صلات قوية بالغرب، نتيجة شبكة العلاقات الدبلوماسية التى أنشأها ميليس زيناوى، الذى قضى فترة طويلة فى حكم إثيوبيا؛ مؤكدًا أن تيجراى مدعوم من الغرب، فى حربه ضد آبى أحمد، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فى حربه بإقليم تيجراى، وكان يسعى لإبادتهم.

وأوضح «رسلان»، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن التصريحات الأمريكية، بدأت تدعو للحوار، بين كل الأطراف الإثيوبية، للخروج من الوضع المتأزم، وكان ذلك مطلب أمريكى سابق لآبى أحمد، إلا أنه قوبل بالرفض من النظام الإثيوبى، الذى استصدر قرارًا من البرلمان، بأن التيجراى حركة إرهابية، ليقطع الطريق على مشاركتها فى أى حوار سياسى، لكن الوضع تغير، وآبى أحمد هو الذى يدعو للتدخل الدولى، بعدما كان يرفضه رفضًا قاطعًا.

الدكتور هاني رسلان

وأكد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أنه إذا ألقت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبى، بثقلهم لإجراء حوار بين طرفى النزاع، فيمكن أن يتوقف تقدم التيجراى، وسينتج عن ذلك صياغة نظام سياسى جديد، وهو ما يمثل نهاية لحكم آبى أحمد. وأوضح أرسلان»، أن الحكومة الإثيوبية تترنح خاصة وأن إقليم أمهرة الذى يمثل القاعدة السياسية الكبيرة لرئيس الوزراء يتعرض لهزائم متتالية ومروعة من التيجراى.

على الصعيد الميدانى؛ قطع ميليشيات الطريق الواصل بين أديس أبابا إلى ميناء جيبوتى، وهو المنفذ الوحيد لإثيوبيا، على العالم، فى الوقت الذى توقع فيه الباحث بمعهد «أمريكان انتربرايز» مايكل روبين، حدوث انقلاب ضد رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بسبب الأزمة التى تحيق بالبلاد.

فيما بدأت إريتريا فى الحشد عند منطقة الحميدات الاستراتيجية، الواقعة عند المثلث الحدودى بين إثيوبيا والسودان وإريتريا، ما يزيد الموقف اشتعالا، وقال اللاجئون الذين عبروا من شمال إثيوبيا، إن الجيش الإريترى حشد قوات مدججة بالسلاح، بالقرب من منطقة الحدود الثلاثية فى الحمديات، حيث تلتقى الحدود السودانية الإثيوبية والإريترية.

كما أقام الجيش الإريترى معسكرا حدوديا قرب منطقة الديمة بولاية كسلا وسط تحركات عسكرية فى المنطقة الحدودية المتاخمة لإقليم تقراى والفشقة فى السودان.