أثار نصب تذكاري ضخم مصنوع من حطام انفجار مرفأ بيروت الذي وقع الصيف الماضي مشاعر متباينة بين تأييد البعض ورفض آخرين يعتقدون أن الأولوية، لتحقيق العدالة في هذه القضية.
ابتكر العمل الفني الذي يحمل اسم "الرمز" المهندس المعماري اللبناني نديم كرم الذي أشار إلى أن "الدافع وراء إقامة النصب هو الرغبة في إبداء الاهتمام وتقديم لفتة طيبة لعائلات ضحايا الانفجار.
وقال كرم: "لدينا عمل عملاق مصنوع من رماد المدينة وجروحها وجروح الناس التي لم تلتئم"، آملا أن "يلقى العمل استحسان الأسر التي فقدت أحبتها في الانفجار".
وحضر بعض أقارب الضحايا المناسبة، وقالوا إن كرم كان يحاول المطالبة بجزء من المدينة للجمهور.
وقال جوزيف شرتوني (46 عاما) وهو مهندس معماري فقد والدته في الانفجار "عندما يكون لديك شركات مستقلة تدعم وتبني مثل هذا المشروع على مدى سبعة أشهر أو ثمانية...فأنا أؤيد ذلك بالتأكيد".
لكن آخرين أبدوا غضبهم وقالوا إنه لا ينبغي إحياء الذكرى دون تحقيق العدالة.
وانتشرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تندد بكرم وتتهمه بالتعاون مع الحكومة قبل أسبوع واحد من كشف النقاب عن النصب.
وقالت المخرجة روان ناصيف التي أثار استيائها المشروع إن "الانفجار لا ينبغي التعامل معه على أنه تحول إلى ذكرى".
وأضافت "يتمتع القتلة بحصانة كاملة ونحن نتظاهر بالفعل بأن شيئا ما حدث في الماضي ونحاول تجاوزه من خلال الفن.. أشعر أن هذا مسرح جريمة لا يمكن لمسه بعد، ويجب التحقيق فيه، فلا يمكنك أن تأتي وتقوم بفعالية من مسرح الجريمة".
لكن كرم دافع عن عمله قائلا: "كل نوايانا إيجابية وليس لدينا انتماء لأي حزب سياسي ولا لأي ساسة".
وأضاف أن مزاعم ارتباطه بكبار المسؤولين كاذبة، معتبرا أن النصب "يعبر عن بيروت بحزنها وندوبها".
وأسفر الانفجار عن مقتل أكثر من 200 شخض وإصابة الآلاف وتدمير مساحات شاسعة من المدينة.
وبعد مرور عام عليه، لم تتم محاسبة أي من كبار المسؤولين بعد توقف التحقيق.