قال المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، إن تأكيد الرئيس السيسي على تنقية الخطاب الديني مما علق به من أفكار مغلوطة، وأنها مهمة أساسية تحتم تكامل جهود جميع علماء الدين من رجال الإفتاء والأئمة والوعاظ، أمر في غاية الأهمية؛ موضحًا أن تجديد الخطاب الديني وعرض الإسلام بصورة تتفق مع مراد الله قضية حتمية ومستمرة لم ولن تنقطع.
وأضاف "أبو العطا"، في بيان اليوم الاثنين، أن معظم أزماتنا تتمثل في عدم فهم الدين وفهم أحكام الله ولو فهمناها لانتهت جميع مشكلاتنا سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، فلو تمعنا في أحكام الدين لوجدنا أنها مُحلة لجميع مشكلات الحياة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل مُحلة لمشكلات المجتمع وأيضًا المشكلات الدولية، وكل ما يتعلق بحقوق الإنسان وحرياته حسمها الله سبحانه وتعالى، وكل ما في الأمر أن الله وضع حدودًا للحريات وليس قيودًا، حتى يستقيم حال الإنسان والمجتمع.
وأوضح رئيس حزب "المصريين"، أنه لا يجوز الخلط بين العمل السياسي والعمل الديني؛ وهنا يصبح الاختيار واضحًا؛ فرجل الدين إما أن يعتلي المنبر الديني أو يشتغل في السياسة، مشيرًا إلى أن تنظيم العلاقة بين الدين والسياسة يأتي في صالح استقرار المجتمع وصالح المواطنة؛ لأن تسييس الدين يقود إلى تقسيم المجتمع على أسس طائفية ومذهبية.
وأشار إلى أنه حتى يصبح الفصل لصالح الدين والسياسة والحداثة والتحديث فلا بد من آلية واضحة لا لبس فيها، ولا استثناء لجهة، ولا تحايل على القانون وذلك لضبط هذا الفصل، موضحًا أن الحرص على فصل الدين عن السياسة يأتي من منطلق الخوف من أن يوظف الدين في خدمة السياسة وللحفاظ على قدسيته؛ لافتًا إلى أن الفصل بين الدين والسياسة ليس فصل الدين عن المجتمع؛ لأن الدين نسق أساسي في حياتنا.
وأكد أن الحلول لمعضلة العلاقة الملتبسة بين الدين والسياسة في المجتمعات العربية والإسلامية عديدة؛ منها منع قيام أحزاب سياسية على أساس ديني، لأنه غير مقبول ومضاد للديمقراطية، لأنك عندما تدخل في صراع سياسي ستحارب بسلاح الدين، وقد تلجأ إلى تهمة التكفير كما فعلت جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات الاسلامية وجماعات الجهاد، وهذا مضاد للديمقراطية التي تعتمد المواطنة أساسا وليس الدين، فجميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن انتمائهم الديني، ومن هنا فأن تكوين أحزاب سياسية دينية أمر مضاد للديمقراطية.
ولفت إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية استغلت الدين لأغراض سياسية في دعم "المعزول مرسي" في الانتخابات الرئاسية، وكذلك الحال في الانتخابات البرلمانية عندما استخدموا شعار "الإسلام هو الحل" لدعم المرشحين ذوي الاتجاهات الدينية؛ موضحا أن الخلط المؤسسي والحقيقي بين الدين والسياسة يسيس الدين ويدخل عليه آفاقا معروفة في العمل السياسي، مثل الصفقات السياسية والتحالفات الآنية وتلاقي المصالح المادية؛ وهكذا يتسبب الخلط بين الدين والسياسة في أن يجعل الدين أقل قدسية.
وطالب رئيس حزب "المصريين"، بتنقية المكتبات الدينية من الكتب والأفكار التي لا تتناسب مع صحيح الدين وتهدف إلى العنف وإزالة كافة المعلومات والأفكار المغلوطة سواء في الكتب والمراجع أو المناهج الدراسية الدينية واستمرار تأهيل وانتقاء رجال الدعوة بما يتناسب مع هذه الرسالة العظيمة.
وكان أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، على الأهمية البالغة لتنقية الخطاب الدينى مما علق به من أفكار مغلوطة، وهى مهمة أساسية تحتم تكامل جهود جميع علماء الدين من رجال الإفتاء والأئمة والوعاظ، وذلك من أجل التصدي للرؤى المشوشة التى تمس ثوابت العقيدة، وتدعو إلى استغلال الدين لأهداف سياسية من خلال أعمال التطرف والإرهاب.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي وفد المشاركين في المؤتمر العالمى لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، والذى تنظمه حاليًا دار الإفتاء المصرية تحت عنوان "مؤسسات الفتوى فى العصر الرقمي"، وذلك بحضور الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية.