قال الدكتور القس هاني حنا عميد كلية اللاهوت الانجيلية بالمشيخية بمصر، إن أهم تحديات التعليم اللاهوتي في مصر، هى نفس مشاكل التَّعليم في مصر، مثل: السَطحيَّة والتَلقين، وحصر الدارس للهدف من التعليم في الحصول على شهادة، عند حدوث ذلك، لا يكون هناك مكانٌ كافٍ للتَّمتُّع ولذَّة الصِّراع والتغيير في رحلة التَّعلُّم، إذ الأهمّ هو المحطة النِّهائيَّة أي شهادة التخرج. ومن الرائع أن وزارة التعليم المصرية تعمل حاليًا على تغيير هذا الواقع. إنَّ المعرفةَ ليست كبسولةً، إنَّها رحلةٌ تستدعي بحثًا وحوارًا وصراعًا وفَهْمًا وإعادة صياغة، إلخ. والمهم في رحلة التَعليم هو التَّشكيل على مستوى العقل والوجدان، والنمو في فهم الحياة والتَّأثير في المجتمع. والتركيز على مجرَّد الحصول على شهادة، هو أمرٌ يؤثِّر أيضًا على بعض المُنْخَرِطِين في التَعليم اللاهوتي.
وأشار “حنا” خلال حواره الصحفي الذي اجراه المركز الاعلامي التابع لكلية اللاهوت الانجيلية المشيخية بمصر، وقامت الصفحة الرسمية للمركز بنشره منذ قليل، إلي ضعف القراءة، حتى بين المتعلِّمين والمثقَّفين، موضحا إنَّ القراءة وسيلة أساسية للبحث والتعلم. لكنَّ هناك الكثيرين مِمَّن يبحثون عن إجابات سَهلة لأسئلة صعبة، بدون تكلف مشقة القراءة والبحث أو تقدير الاختلاف المشروع بشأن بعض القضايا. لكنَّ كلمة الله تق “فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ” (١كورنثوس ١٣: ١٢). وهذا النص الكتابي يحثنا على التواضع والرجاء. لكنه يحثنا أيضًا على الخروج في رحلة السعي للمعرفة، حتى ولو كانت تلك المعرفةُ جزئيَّةً. إنَّ التعليم اللاهوتي رحلةٌ يتشكلُ فيها الإنسانُ، أثناء تَفَاعُلِهِ المستمر مع سِياقاته المتنوِّعة، لينتقلَ خطوةً للأمام. ورحلَةُ المعرفة هي عمليَّةُ تشكيلٍ تَشمل الحياةَ كلّها وتتطلب سعيًا جادًّا في القراءة والبحث.
وتابع “حنا” : غياب أو ضعف التمييزَ بين التعليم اللاهوتي الذي يَحدثُ في الكنيسة والذي إطارُهُ تَعَبُّدِيٌّ، وبين التعليم اللاهوتي الذي يحدثُ في كلية اللاهوت والذي إطارُهُ أكاديميٌّ (أي مَنْهَجِيٌّ، مِعياريٌّ، تَقْييمِيٌّ). وعدم التمييز هذا يؤدي أحيانًا إلى توقُّعات غير واقعيَّة لدى الدارسين من جهة الدراسة بكلية اللاهوت، الأمر الذي يتسبب في ضعف عملية التَعَلُّم اللاهوتي.