قال الدكتور القس هاني حنَّا، العميد الجديد لكلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة، في أول تصريحات له بعد توليه عمادة الكلية، أنه لن يهدم ما قام بهد العميد السابق الدكتور عاطف مهني، فالوقت السَّابق كان وقت امتداد، والوقت القادم ترسيخ وتجويد وتطوير لما قد تَمَّ. وذلك في ضوء رسالة الكلية وإقرار إيمانها وقيمها الجوهرية، وبحسب الإمكانَات المتاحة. معتبرا أنَّ هَدْمَ الماضي هو فِعْلٌ لا إنسانيّ، فهو إنكارٌ للإنسانية. فالإنسانَ كائنٌ تاريخيٌّ، والمؤسَّسةُ تعكسُ هذا البعد التاريخي بانتقالها من حِقْبَةٍ إلى أُخْرَى تتغير فيها أدوار البشر العاملين بها. والاستمرارية التَاريخيَّةُ تُعَبِّرُ عن إنْسَانِيَّةِ الأفراد وأصالة المؤسسات. كما إنَّ هَدْمَ ما مَضَى هُوَ بمثابةِ إنكار لعَمَلِ الله في الماضي. هذا بالإضافة إلى انه وكل فريق العمل بالكلية قد شَارَكْوا في تحقيق الامتداد الذي حَدَثَ بالكلية. وبالتالي، هَدْمُ الماضي هو أيضًا هدمٌ للحاضر والمستقبل، بل هو هدمٌ عبثيٌّ لأنفسنا.
وأكد الدكتور هاني حنا، أن رؤيته الإدارية في إدارة الكليَّة في المرحلة القادمة نابعة من ارتباطه بالكليَّة لمدة عشرين عامًا، حَدَثَ خلالها تحت قيادة الدكتور عاطف مهني- العميد السابق- تَطَوُّرٌ وامتدادٌ كبيرٌ في جميع المجالات، الأكاديميَّة والإداريَّة والإنشائية، إلخ. فالمرحلة القادمة تُركز على تَجويد وتطوير ما تم تحقيقه، بكيفيةٍ تُحقق الاستدامةَ الحيويةَ للكلية.
وحول علاقة كليَّة اللاهوت الإنجيليَّة مع الكليَّات الأخرى في مصر أو في الوطن العربي أشار إلى أن جزءٌ أصيل مِن دعوتنا كمسيحيين إنجيليين هو انتماؤنا لكنيسةٍ أكبر مِنَ الحُدُودِ المَذْهَبِيَّة. وبالتالي، لا للانعزال. فالعلاقات بين كليَّات اللاهوت مُهمَّة بهدف الشَّركة والصَّلاة والتَعاون، مع ضرورة وضع أُطُرٍ صحيَّةٍ لهذه العلاقات لكي تؤدي إلى نمو جميع الأطراف بِمَا يَتناسبُ مع رؤية ولوائح وظروف كل كلية. وهناك بالفعل تخطيطٌ لِعَقْدِ شَرَاكةٍ في المستقبل القريب مع كليَّات لاهوت أخرى في الشرق الأوسط. وأتمنَّى لكلّ كليَّات اللاهوت بمصر والوطن العربي أن تستمر في تطوير نَفْسِها لِتَخْدُمَ الكنيسةَ والمجتَمَع بأفضل شكل ممكن.