أكد جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة أن التحول الرقمى فى الخدمات والتمويل والدعم الفنى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة يمكنها من استخدام التطبيقات الحديثة وتقديم جزء من خدماتها من خلال الاقتصاد الرقمى، مشيرًا إلى أنه سوف يتم التوسع خلال الفترة القادمة في مجال تقديم مجموعة من الخدمات غير المالية اعتمادًا على التطبيقات التكنولوجية.
وقالت نيفين جامع، وزيرة الصناعة والتجارة ورئيس الجهاز، إن الجهاز قام بتنفيذ العديد من المبادرات فى هذا المجال حيث تم إتاحة تقديم مجموعة من الخدمات غير المالية، منها برامج ريادة الأعمال التى يتم تنفيذها بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، من بعد حيث يتم إتاحة تلك البرامج التدريبية من خلال الإنترنت والبرامج الحديثة.
وأكدت جامع، أن جهاز تنمية المشروعات أدرك مبكرًا أهمية التحول الرقمى فى استمرار المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتي فرضتها جائحة كورونا، ويعمل الجهاز على إتاحة آليات تكنولوجية تمكن أصحاب المشروعات الصغيرة والشباب بالتقدم للحصول على تمويل لمشروعاتهم الجديدة أو القائمة من خلال الموقع الإلكترونى للجهاز.
وأوضحت في تصريحات ردًا على أسئلة "البوابة نيوز" أن الجهاز اتخذ الخطوات التنفيذية لتفعيل قيام عملاء الإقراض المباشر بسداد الأقساط من خلال الوسائل التكنولوجية عن طريق شركة متخصصة فى هذا المجال بهدف التيسير على عملائه، وتم منتج تمويلى موجه لأصحاب المشروعات لدعم عمليات التحول الرقمى فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعمها بأجهزة الحاسب الآلي أو البرامج والأنظمة التكنولوجية التى ستساعد هذه المشروعات على الاستمرار وتقديم خدماتها بشكل أفضل.
وأكدت جامع، أن التحول الرقمى يساعد على مساعدة المواطنين على الحصول على الخدمات المختلفة دون حاجة إلى التنقل إلى مكان تأدية الخدمة وهو ما سيساهم فى الحفاظ على معدلات النمو الاقتصادى المحققة وكذا التيسير على المواطنين من خلال تلقيهم مختلف الخدمات فى أمان، ويساهم التحول الرقمى في تحقيق مزايا للمشروعات والخدمات، فكلما زاد الاعتماد على التطبيقات التكنولوجية فى إتاحة الخدمات المختلفة سواء الحكومية أو الخاصة وكلما أدى ذلك إلى انخفاض معدلات التأثر الاقتصادى بانتشار تداعيات "كورونا".
وقال المهندس علاء السقطي، رئيس اتحاد مستثمري المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إن التحول الرقمي يساهم في تنوع مصادر الدخل للمشروعات الصغيرة، وفتح آفاق واسعة أمام أصحاب المشروعات للوصول إلى أفضل الأسعار في الخدمات وقطاعات التدريب، وتسريع طريقة العمل اليومي، بحيث يتم استغلال تطور التكنولوجيا الكبير في خدمة العملاء وفي سير العمل اليومي.
وأضاف السقطي لـ"البوابة نيوز" أن التحول الرقمي يساعد الشركات الصغيرة في تعزيز الثقة بالمشروعات في التعامل مع الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات التمويل، مؤكدًا على ضرورة سعي أصحاب المشاريع الصغيرة لتواجد مشروعاتهم على الإنترنت، نظرًا لكونه مجال واسع ومرئي من أكبر عدد من المتعاملين، مما يساعد في تسهيل التواصل وذلك من خلال عمل موقع الكتروني للمشروع على الإنترنت والتواجد على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال السقطي: من أهم وسائل الترويج والتسويق للمشروع، التوجه نحو الرقمنة، فتوافر الخبرة في مجال التسويق يسهم في إنجاح المشروعات الصغيرة، ويدعم خلق الثقة في التواصل مع المتعاملين عن طريق الرسائل أو الإنترنت ومعرفة شكاواهم والعمل على حلها، ومعرفة ما يريدون استمراره وتنميته وتطويره.
وأكد الدكتور رأفت عباس، رئيس القطاع المركزى للخدمات غير المالية بالجهاز، أن وحدات الشباك الواحد التابعة للجهاز بكافة المحافظات تعمل بالتعاون الوثيق مع مختلف الجهات المعنية بالدولة على تطوير الخدمات التي يتم تقديمها لأصحاب المشروعات لمساعدتهم في استصدار التراخيص واستخراج المستندات الضرورية لبدء مشروعاتهم كالسجل التجارى والبطاقة الضريبية.
وأضاف، أن الجهاز يقوم بالعمل على رقمنة هذه الخدمات ليتمكن أصحاب المشروعات من الحصول عليها إلكترونيًا والذي سينعكس إيجابيًا بشكل كبير على تيسير إجراءات فتح الملف الضريبي، حيث إنه سيتم إعطاء العميل إفادة فتح الملف الضريبي في نفس اليوم وأيضًا دعم منظومة التحول الرقمي.
أكد أحمد عثمان، رئيس المجلس الدولي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن مصر تعد وجهة لمشاريع ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، مشيدًا بجهود الحكومة المصرية في خلق بيئة داعمة لمشاريع الشباب، مشيرًا إلى أن الحكومة نجحت في دعم ريادة الأعمال على كافة المستويات بفضل التحول الرقمي بشكل سريع خاصة في مجال التعليم والتدريب، بجانب الشق التمويلي حيث تسعي الحكومة إلى إيجاد وتوفير طرق مختلفة لتمويل مشاريع الشباب وخلق البيئة الداعمة للمشاريع متناهية الصغر وخاصة التي تستهدف المرأة.
وأضاف عثمان، أن مشاريع التحول الرقمي في مصر أتاح العديد من الأدوات لتدريب الشباب عبر الإنترنت والتي تقدمها عدد كبير من الجهات الحكومة الداعمة وعلي رأسها برنامج رواد 2030 التابع لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بجانب جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة فضلًا عن اتاحة العديد من الجهات محتوي إلكتروني باللغة العربية واللغات المختلفة لتقديم دورات تدريبة على سلوكيات ريادة الأعمال.
وتشير دراسة لجهاز تنمية المشروعات حول أهمية التحول الرقمي لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى أنه يمكن الشركات العاملة في الصناعات الرئيسية مثل الوسائط المتعددة وتجارة التجزئة والتقنية، من الاستفادة بشكل كبير من الابتكارات التكنولوجية الجديدة، مع جمع البيانات وتحليلها لتبني فهمًا أفضل لعملائها، وفي الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي إنشاء العمليات والخدمات في الرقمية إلى تحقيق الكفاءة وتوفير الوقت والمال لتحرير الموارد القيمة التي يمكن استخدامها لخدمة العملاء بشكل أفضل وضمان استمرار التطور الرقمي للأعمال، وبالتالي يمكن أن تظل متقدمة على المنافسين.
ويقدم التحول الرقمي قدرة التأثير على مجموعة كاملة من العمليات التجارية، من تصميم المنتج والتسويق وصولًا إلى الأنظمة المالية واللوجستية، لكن ينبغي معرفة كيف يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة التعامل مع ما يمكن أن يكون مهمة شاقة.
وأضافت إلى أنه وفي إطار إستراتيجية التحول الرقمي، يجب أن تبدأ المشاريع الصغيرة والمتوسطة عن طريق تطوير فهم كامل لمتطلبات العمل الحالية والمستقبلية، بما في ذلك البنية التحتية وبيئات الأمان والتطبيق، وذلك لضمان نجاح المشروع والعملية على نحو سلس قدر الإمكان، وعلى سبيل المثال، عند التفكير في حل سحابي لمؤسستك، فإنه يجب أن تجمع آراء من جميع أنحاء الشركة قبل إجراء انتقال سحابي كامل، وقم بتقييم محفظة تكنولوجيا المعلومات الحالية لتحديد ما هو الأنسب لمنصة السحاب العامة أو بدائل.
وقالت: إن التحول الرقمي يعني بالضرورة تحول الأعمال، لذلك، سوف تشمل المشاريع التغييرات في ثقافة الشركة وكذلك الأنظمة والعمليات التي يستخدمها الأشخاص، وفي حين أن التغيير التكنولوجي نفسه يمكن تنفيذه بسهولة، إلا أن وجود موظفين وإدارة تدعم إجراء التغييرات بشكل طوعي قد يكون معقدًا.
وأكدت الدراسة على أنه ينبغي إعطاء الأولوية للمكاسب السهلة والحلول السريعة أثناء تطوير خطة مشروع متعدد الوظائف لبنية المشروع، حيث يساعد هذا على تحفيز الناس عند رؤية التحسينات والكفاءات، ويساعد المسؤولين على توفير الدعم من أجل تنفيذ مشاريع أخرى في خريطة طريق التحول الرقمي، ومن المهم وجود فكرة واضحة عن التكاليف المحتملة والحصول على الدعم والاستثمار من الفريق المالي.
وأوضحت أن رحلة التحول الرقمي بمثابة رحلة مستمرة، إذ بمجرد أن تقوم بتحويل الخوادم وإنشاء بيئة تقنية معلومات مرنة، فإن لديك فرصة لتقييم النجاح بالاعتماد على مؤشرات الأداء الرئيسية وإجراء التحسينات باستمرار، وقد يتضمن ذلك تشغيل تحليلات تنبؤية أو تحديد طرق لخلق كفاءات إضافية.