محمد علي باشا المسعود بن إبراهيم آغا قوللي الألباني، مؤسس مصر الحديثة، يمر اليوم الإثنين، الذكرى 172 على رحيله، حيث توفى فى 2 أغسطس عام 1849.
واستطاع محمد علي، أن يعتلي عرش مصر عام 1805 بعد أن بايعه أعيان البلاد ليكون واليًا عليها، بعد أن ثار الشعب على سلفه خورشيد باشا، ومكّنه ذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر لكل تلك الفترة، ليكسر بذلك العادة العثمانية التي كانت لا تترك واليًا على مصر لأكثر من عامين.
ونجح محمد علي في بداية حكمه فى الانتصار فى حروبه الداخلية ضد المماليك والإنجليز إلى أن خضعت له مصر بالكليّة، ثم خاض حروبًا بالوكالة عن الدولة العثمانية في جزيرة العرب ضد الوهابيين وضد الثوار اليونانيين الثائرين على الحكم العثماني في المورة، كما وسع دولته جنوبًا بضمه للسودان. وبعد ذلك تحول لمهاجمة الدولة العثمانية حيث حارب جيوشها في الشام والأناضول، وكاد يسقط الدولة العثمانية، لولا تعارض ذلك مع مصالح الدول الغربية التي أوقفت محمد علي وأرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمها.
خلال فترة حكم محمد علي، استطاع أن ينهض بمصر عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا، مما جعل من مصر دولة ذات ثقل في تلك الفترة، إلا أن حالتها تلك لم تستمر بسبب ضعف خلفائه وتفريطهم في ما حققه من مكاسب بالتدريج إلى أن سقطت دولته في 18 يونيو سنة 1953 م، بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في مصر.
ومحمد علي يعد هو مؤسس مصر الحديثة، فمنذ توليه مقاليد الحكم في مصر سنة 1805، أدخل محمد علي باشا إصلاحات عديدة على هياكل الدولة، إذ عمد إلى إنشاء الدواوين للنظر في شؤون البلاد، كما برز خلال عهده الديوان العالي، الذي أوكلت إليه مهمة النظر في المشاريع العامة قبل تنفيذها، كما شهد عهده إصلاحات عديدة طالت قطاع التعليم، حيث أنشئت المدارس الابتدائية والثانوية والمعاهد العليا فضلا عن ذلك لم يتردد والي مصر في تشجيع البعثات العلمية المصرية نحو البلدان الأوروبية.
وفى المجال الاقتصادى، ازدهر قطاع الصناعة والتجارة بشكل لافت، وشهدت مصر خلال تلك الفترة تشييد مصانع الأسلحة والسفن والسكر والورق والنسيج.
ومن الناحية العسكرية، اهتم محمد علي باشا بالأسطول الحربي، فقام بتجهيزه بقطع حربية أوروبية حديثة وأنشأ دارا لصناعة السفن بالإسكندرية لتعويض خسائره بمعركة نافارين (Navarino).