يبقي العنف الموجه ضد المرأة، إشكالية كبرى تؤرق حتى أكثر المجتمعات تحضرًا وتقدمًا، فهي تكاد تكون القاسم المشترك في العديد من المجتمعات والثقافات المختلفة؛ وهو ما استدعي أن تخصص الأمم المتحدة يوم الـ25 من نوفمبر من كل عام، ليكون يوما عالميا لمناهضة كل أشكال العنف، سواء كان لفظيًا أو جسديًا أو اقتصاديًا.
السينما بطبيعة الحال، أخذت على عاتقها، مسئوليتها التاريخية، في تصوير الصراع الإنساني بكل أشكاله، وأخذت تطوع أداتها البصرية لتسليط الضوء على قضايا العنف ضد المرأة، والتركيز على موضوع العنف الأسري والمنزلي، على مدي عقود. أعمال قدمت قصصا ملهمة، تلجأ فيها النساء إلى المكر وحتى القتل، لاستعادة السيطرة على حياتهن وكرامتهن.
"Enough"
صدر فيلم "Enough" عام 2002، وقامت ببطولته النجمة الأمريكية جنيفر لوبيز، وتمت معالجة قصته بناءً على رواية "Black and Blue" لآنا كواندلين الصادرة عام 1998.
يتعرض الفيلم لقضية العنف ضد المرأة، من خلال تتبع شخصية سليم (جنيفر لوبيز) تزوجت من رجل أحلامها ميتش (بيلي كامبيل) وأنجبت منه طفلتها، لتكتشف فيما بعد أنه ليس كما ظنته، حيث تتعرض للضرب المبرح والتعدي اليومي عليها.
في البداية تحاول المرأة المستضعفة الانفصال بشكل رسمي، لكن الزوج يستخدم نفوذه وسلطته للحد من تحقيقها ذلك الأمر، لتجد أنه لا مفر لها سوي الهروب وابنتها بمساعدة صديقها السابق، ولكن الزوج الغاضب يجد مكانها ويحاول خطف ابنتها وقتلها، إلا أن سليم تقرر تدريب نفسها للقتال لتوفير الحماية لها ولابنتها.
"Sleeping With The Enemy"
في فيلم "Sleeping With The Enemy" أو "النوم مع العدو"، تبدأ القصة بعد مرور 4 سنوات على زواج لورا (جوليا روبرتس) من رجل وسيم يدعي مارتن (باتريك بيرجن)، علاقة قد تبدو مثالية في أعين الكثيرين، ولكن الحقيقة تختلف تمامًا عن هذه الصورة.
يعامل مارتن المتسلط، لورا بعنف ووحشية، ويعتدي عليها، لتصل الزوجة لنقطة تستعد فيها لفعل أي شيء مقابل التخلص من حياتها البائسة. لتضطر لورا لوضع خطة للنجاة، والتي تتلخص في قيامها بادعاء الوفاة، وتلفيق كل شيء؛ بحيث تنطلي الخدعة على مارتن.
بالفعل، يسير كل شيء حسب الخطة، وتبدأ لورا في العيش بسعادة بهويتها الجديدة، ولكن السعادة لا تدوم طويلًا في ظل تطور الأحداث لتكتشف لورا أن الهروب ليس أفضل الطرق لمواجهة الصعاب.
"Dolores Claiborne"
أحد الأفلام المأخوذة عن رواية الكاتب الأمريكي المخضرم ستيفن كينج، ولكن هذه المرة لا وجود للأشباح أو القوي الغامضة الخارقة، إنها قصة إنسانية خالصة.
تدور أحداث الفيلم حول دولوريس كليبورن (كاثي بايتس)، التي تواجه اتهاما بقتل سيدة أرملة فيرا دونوفان (جودي بارفيت) كانت دولوريس تعمل خادمة لديها. تغري هذه القصة كاتبة ناجحة في مجلة مانهاتن تدعي سيلينا (جينيفر جاسون لي).
فتقرر السفر إلى بلدتها التي تركتها قبل 15 عاما لتغطية القصة، لتكتشف أن الجاني هي والدتها، ونتعرف معها على سر دفين عفي عليه الزمن، وهو أن والدتها كانت قد اتهمت قبل عشرين عاما بقتل زوجها المسيء، وتبدأ مرحلة الاصطدام مع الأم والتى قد ينتج عنها الكثير من التغيرات.
"The Stoning of Soraya M"
استنادًا على رواية "رجم ثريا"، للكاتب الفرنسي الإيراني فريدون صاحب جيم، ينسج المخرج الأمريكي ذو الأصول الإيرانية، سايروس نوراسته، قصة فيلمه الذي حمل نفس الاسم وتستند أحداثه حول وقائع حقيقية حدثت بالفعل في إيران عام 1986.
تدور الأحداث حول "ثريا"، زوجة تتعرض للخيانة على يد زوجها الراغب في تطليقها للزواج من أخرى، إلا أنها ترفض التطليق لعدم قدرتها على إعالة أطفالها بمفردها أو إيجاد ملاذ للسكن، فما يكون من زوجها سوى إرهابها نفسيًا وتعنيفها لتستجيب لقراره.
وحين تفشل محاولاته يلجأ لتلفيق تهمة الزنا لها بمعاونة من رجل الدين في البلدة، الذي يحكم عليها بالرجم حتى الموت دون تحرٍّ عن الواقعة. لتموت الزوجة المستضعفة تحت ستار الدين والسطوة الذكورية التي تغلف العديد من المجتمعات الشرقية.