الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

احكى يا شهر زاد.. جرائم القتل النسائية بعيون السينما المصرية

فيلم احكي يا شهرزاد
فيلم احكي يا شهرزاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طارق الشناوى: الجريمة إنسان تاريخيا مرتبطين بأن الجرائم رجال لكن خلف كل جريمه امرأة
ماجدة موريس: ما يحدث من جرائم قتل نسائية مؤخرًا رد فعل طبيعي على تهميش وتجاهل المرأة
 
طالعتنا الصحف والمواقع الإلكترونية مؤخرا، بكم رهيب من الحوادث والجرائم الأسرية، كان اللافت فيها للنظر، والأشد خطورة هى جرائم النساء، وقتل الزوجات لأزواجهن، خلال الأيام الماضية، وكل جريمة قتل لها أسباب مختلفة عن الأخرى.
وقد ناقشت السينما المصرية، في العديد من الأفلام، مثل هذه القضايا، خاصة وأن مثل هذه الجرائم تفتك بحياة أسر بأكملها، وتعرض أطفال لا ذنب لهم لمستقبل مجهول الملامح، لذلك لم تغفل السينما عن مناقشة تلك القضايا، وكانت سباقة في طرحها بكل أبعادها في أكثر من عمل فنى، نظرا لخطورة هذه الجرائم على الأسرة من ناحية، وأثرها على المجتمع من ناحية أخرى.
حيث يعتبر إجرام النساء من أخطر الظواهر الاجتماعية، لأن المرأة عضو فعّال في المجتمع، وأي انحراف في سلوكها، من الممكن أن يترك آثاره على المجتمع، وإن عدم الاهتمام بظاهرة إجرام النساء يؤدي إلى تفشي هذه الظاهرة بشكل كبير في المجتمع، فالمرأة نصف المجتمع، إن لم تكن المجتمع بأكمله.
وكما يقال حينما تربي رجلا فأنت تربي فردا، وحينما تربي امرأة، فإنك تربي أسرة بأكملها، والمجتمع الذي يُحسن تربية فتياته يقدم لمستقبله أمهات صالحات، ينجبن أجيالا من الأبناء والبنات الأسوياء، بعيدا عن الوقوع في مستنقع الجريمة، وكما يقول الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددتَ شعب طيّب الأعراق، فالمجتمع الذي تتمكن الجريمة من نسائه، يسير نحو الهاوية، وتسقط القيم والمثل العليا فيه.
والجريمة فعل شائن، أيا كان مقترفها، ومهما كانت ثقافته أو درجته الاجتماعية، ورغم أن القانون لا ينظر إلى الاختلافات بين الجنسين، عند تحديد العقوبة للفعل المجرَّم، إلا أن المجتمع يحمِّل المرأة مسئوليةً أكبر من الرجل، عند اقتراف العديد من الجرائم.. وترصد "البوابة" أبرز الأفلام التى تناولت قضايا تتضمن جرائم نسائية، وقتل زوجات لأزواجهن، ويأتى على رأسها:

عام 1952 فيلم الأستاذة فاطمة


يُتهم عادل "كمال الشناوى"، في جريمة قتل، لوجوده في مكان الواقعة، حيث قامت "كوثر" الفنانة لولى صدقى، بالاتفاق مع عشيقها "صلاح نظمى"، بقتل زوجها، ويطلب عادل من فاطمة "فاتن حمامة"، أن تتولى الدفاع عنه، رغم أنها لم تمارس المهنة بطريقة جدية، وتضع فاطمة كل جهودها لإثبات براءته.
العمل من ﺇﺧﺮاﺝ فطين عبدالوهاب، وتأليف على الزرقاني، بطولة: فاتن حمامة، وكمال الشناوي، ولولا صدقي، وعبدالفتاح القصري، وسعيد أبو بكر، وعبدالوارث عسر.

 

فيلم الاستاذة فاطمة 

عام 1953 "ريا وسكينة"
الفيلم من إخراج صلاح أبوسيف، عن قصة نجيب محفوظ، ويتناول قصة حقيقية تعود لعام 1920 عن ريا وسكينة، أشهر عصابة في خطف الفتيات وقتلهن، لسرقة مصاغاتهن الذهبية، بطولة: نجمة إبراهيم، وزوز حمدى الحكيم، وشكرى سرحان، وأنور وجدى، وسميرة أحمد، وفريد شوقى، الاعور، ورياض القصبجى، وبرلنتى عبد الحميد.

فيلم ريا وسكينة 

في عام 1964 فيلم "الطريق"
الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب الكبير نجيب محفوظ، سيناريو وحوار حسين حلمي المهندس، ومن ﺇﺧﺮاﺝ حسام الدين مصطفى، وتدور أحداثه حول صابر الرحيمي "رشدي أباظة"، الذى يحاول البحث عن والده، لكي يهتدي إلى الطريق، ويقع في حبائل مالكة فندق تعشقه، وتدعى كريمة، وجسدت دورها "شادية"، وتطلب منه قتل زوجها، وفي نفس الوقت يقع في حب "سعاد حسنى"، صحفية في أخبار اليوم.
الفيلم بطولة: شادية، وسعاد حسني، ورشدي أباظة، وتحية كاريوكا، ومحمد توفيق، وحسن البارودي.
 

فيلم الطريق 

في عام 1985 فيلم "عفوا أيها القانون"
كما تناول تلك القضية فيلم "عفوا أيها القانون، بطولة: نجلاء فتحي، محمود عبد العزيز، وهياتم، حيث دارت أحداثه حول على وهدى، زوجان يحبان بعضهما، ولكن يعاني على من عقدة نفسية تجعله غير قادر على الإندماج مع الجنس الآخر.
وكانت هدى تحاول مساعدته وعرضه على أطباء أخصائيين لمعالجته، وحين يخف وتختفى تلك العقدة النفسية، يخون على زوجته هدى مع صديقة لهما تدعى لبنى، ما يدفع هدى لقتل زوجها الخائن بإطلاق النار عليه.

فيلم عفوًا أيها القانون 

في عام 1986 فيلم "الضائعة"
الفيلم من بطولة نادية الجندي، وسعيد صالح، على هذا المنوال، حيث دارت قصته حول زينب التى تذهب للعمل كممرضة في إحدى الدول العربية، لتوفر الأموال والسكن لأسرتها بعد تدهور حالتهم، وتبدأ ترسل مدخراتها إلى زوجها ليشترى لهم سكن.
وبعد عدة سنوات من العمل تعود لتكتشف أنه طلقها وتزوج عليها في شقتها ويحرمها من رؤية أولادها، ما يدفعها للانتقام منه، فتطلق عليه النار هو وزوجته وأم زوجته.

فيلم الضائعة 

في عام 1988 فيلم "غرام الأفاعي"
الفيلم من بطولة ليلى علوى وهشام عبد الحميد وصلاح قابيل، حيث قتلت ليلى علوى زوجها الأول والثانى عن طريق السم، ويحكى الفيلم قصة حب جمعت بين مهجة ووجدى خريجى كلية الصيدلة، واتفقا أن يتوجا قصة حبهما بالزواج، لكن فقره ومستواه الاجتماعي المتدنى حال بين تحقيق ذلك.
حيث رفض والدها ارتباطهما وأرغمها على الزواج من أحد الأثرياء، وحينها لا تجد مهجة إلا الانصياع لرغبة والدها وتتفق مع وجدي على التخلص من الزوج بوضع السم له، ويتزوجان بعدها رغم رفض والدها للمرة الثانية.
وبعد الزواج يتمرد وجدي على مهجة ويبدأ في ابتزازها للاستيلاء على أموالها، فتدس له السم في طعامه، وهو في نفس الوقت يدس لها السم في عصير البرتقال حتى يتخلص منها، فيموتا معا.

فيلم غرام الافاعي 

في عام 1988 فيلم "المرأة والقانون"
تشتعل شرارة قصة حب بين نادية "شريهان"الطبيبة الشابة وأحمد المحامي الشاب" فاروق الفيشاوى "، ويحاول المعلم محمود"سامى العدل" الزواج من نادية، ﻷنها قد خُطبت بالفعل، ويقرر الزواج من اﻷم وتدعى سيدة "ماحدة الخطيب" بنية الوصول إلى الابنة.
وكان المعلم محمود مدمنا لشم الهيروين، الذى يشتريه من متولى (وحيد عزت) وأنفق محمود كل مايملك على الكيف، وأخيرا باع لمتولى منزله، ليتعاطى بثمنه الهيروين، وكان متولى يزوره في المستشفى سرا، ويمده بتذاكر الهيروين.
وفى أحد الأيام غافل محمود زوجته وهى نائمة، وهرب من المستشفى، ليفاجأ نادية وحدها في المنزل، وحاول اغتصابها فقاومته، وتوسلت إليه أن يرحمها، ولكن المعلم محمود تمكن من تقييدها بالسرير، وقام بفض بكارتها.
فلما تنبهت سيدة لهروب المعلم، خافت على ابنتها، فاتصلت بأحمد، وأسرعوا للمنزل لإنقاذ نادية، ولكنهم وصلوا متأخرين، وفوجئت سيدة بالدماء تنزف من ابنتها، فتناولت مسدس المعلم وأطلقت النار عليه فقتلته.
ونقلت نادية للمستشفى، وقبض على سيدة، التى تولى الدفاع عنها أحمد، العمل من ﺇﺧﺮاﺝ نادية حمزة وﺗﺄليف سميرة محسن، وبطولة: شريهان، ماجدة الخطيب، فاروق الفيشاوي، سامي العدل، سعيد طرابيك، اعتدال شاهين.

فيلم المرأة والقانون 

في عام 1996 فيلم "المرأة والساطور"
نوقشت قضية قتل الزوجات لأزواجهن، في فيلم "المرأة والساطور،"لـ نبيلة عبيد وأبو بكر عزت، الذى استند إلى قصة حقيقية، حول جريمة قتل بشعة، عرفت باكتشاف حقيبة تضم أجزاء لجثة بشرية، تم قتلها وتقطيعها بالساطور.
وتصل التحقيقات إلى أن الزوجة قتلت زوجها بعد أن اكتشفت أنها ضحية نصب جديدة من ضحايا زوجها النصاب للاستيلاء على أموالها فقررت التخلص من ذلك العذاب بقتله، وخاصة بعد أن اعتدي على ابنتها.

فيلم المرأة والساطور 

في عام 2009 "احكى يا شهرزاد"
من تأليف وحيد حامد وإخراج يسري نصر الله، وبطولة منى زكي، محمود حميدة وحسن الرداد ورحاب الجمل، وتضمن العمل مجموعة من القضايا، فقدّم "وحيد" علاقة البنات الثلاث مع الصّبى الذي يعمل بمحل والدهن، البنات هن حسب السّن: "رحاب الجمل"، "نسرين أمين"، و"ناهد السباعى".
الجريمة التي أدت أن "رحاب" الشقيقة الكبرى لا تجد أمامها سوى أن تقتل العامل في محل أبيها، الذي أدى دوره "محمد رمضان"؛ لأنه أقام علاقة جنسية مع الثلاثة، بزواج شفهى، فكان مصيره القتل.

فيلم احكي يا شهرزاد 

في عام 2020 فيلم "حظر تجول"
فيلم "حظر تجول"، للنجمة إلهام شاهين وأمينة خليل، دارت أحداثه حول خروج (فاتن) من السجن، بعد قضائها عشرين عامًا، بسبب قتلها لزوجها، وتجبر على قضاء ليلة مع ابنتها التي لا تطيق وجودها، وتكون غير قادرة على تجاوز الماضي، والعفو عن والدتها، وليس في ذهنها سوى أن والدتها قتلت والدها.
وذلك في مقابل رفض تام من فاتن للإفصاح عن سبب الجريمة، ما يضع الابنة في صراع ما بين عقلها الرافض للأم وقلبها الذي يميل لها تدريجيا، ليتضح أن سبب قتل فاتن لزوجها هو اعتداؤه على ابنتها.

فيلم حظر تجول 

الجريمة إنسان والإنسان ذكر وأنثى
من جانبه؛ علق الناقد الفنى طارق الشناوي، على تلك الظاهرة، مؤكدًا أن الجريمة إنسان، والإنسان ذكر وأنثى، ولا يوجد شيء في التكوين الجيني يشير إلى ان الرجل هو فقط السفاح، وإن كنا في التاريخ مرتبطون أكثر بأن الجرائم رجل، لكن نحن مرتبطون أيضا تاريخيا بأنه خلف كل جريمة امرأة؛ مشيرًا إلى أن الإجرام جزء من النفس البشرية، سيدة أو رجل.
وتابع "الشناوى": من أهم الأفلام التى ناقشت قضية الجرائم النسائية، وقتل الزوجات لأزواجهن، أقدمهم تاريخيا فيلم ريا وسكينة، أنتج عام 1953، عن قصة حقيقية وقعت بالإسكندرية، و"المرأة والساطور"، و"اغتيال مدرسة"، و"غرام الأفاعى"، و"احكي يا شهرزاد".
ويرى "الشناوى"، أن العنف جزء من الحياة، وأنه زاد بالفعل خلال السنوات الأخيرة، في الشارع بشكل كبير، إضافة إلى الانفلات اللفظي؛ مشيرا إلى انه للاسف كان موجودًا بشكل أقل من ذلك، لكن السوشيال ميديا منحته قدرًا من المشروعية، وهذه مشكلة أخرى، فتبادل الالفاظ كان طول عمره مستهجن، وغير مقبول، لكن جاءت السوشيال لتغلفه بنوع من أنواع "السماح"، فكانت بعض الألفاظ مستهجنة في الماضي، ولكن بعد تكرار استخدامها أصبحت لا تثير الغضب العارم، وهذا نوع من أنواع العنف اللفظي، الذي يمهد للعنف الجسدي.

الناقد طارق الشناوي 

رد فعل طبيعي للتهميش
من جانبها؛ أكدت الناقدة الفنية ماجدة موريس، أن ما يحدث من جرائم قتل نسائية مؤخرًا رد فعل طبيعي بعد سنوات طويلة من تهميش وتجاهل المرأة، وخذلان وظلم المجتمع لها، رغم أن رئيس الجمهورية يحاول جاهدا تحسين أوضاع المرأة؛ مشيرة إلى ان القوانين مثلا لم تحم المرأة حتى الآن من الختان، ومازالت في الصعيد ووجه قبلى يتم ختانها بكل قسوة.
وتابعت "موريس": "ثانيا مازالت الأسرة تفضل الولد على البنت، في التعليم، وعندما يكون هناك خيارات تكون الكفة الراجحة للولد، أما ثالثًا فإن قوانين الأحوال الشخصية غير منصفة للمرأة، فالرجل يمكن أن يتزوجها، لكنه يطلقها شفهيًا للأسف.
وأضافت "موريس"، أن النقطة الرابعة تكمن في الظلم والضغط الموجه ضد المرأة، من كل أفراد الأسرة، لتقوم بحل كافة المشكلات، وذلك يدفعها للخروج عن شعورها؛ مؤكدة أن الرجل المصري غير مؤهل لكى يعيش حياة بها شراكة حقيقية، فكل الأعمال المنزلية والمعنوية، وكل المشكلات ملقاة على كتف المرأة، وهناك أزواج يضربون زوجاتهم، من أجل العمل، وجلب المال، ليصرفوها على السجائر، وشرب الحشيش، فتجد المرأة نفسها مهانة، وأمام مجتمع ضاغط، وكله عنف وقسوة، رغم محاولة رئيس الدولة إنصافها.
وأكدت "موريس"، أننا بحاجة إلى قوانين شاملة، ومناقشتها دفعة واحدة، حتى يكون هناك حل جذرى، وشعور بنوع من العدالة تجاه المرأة؛ مشيرة إلى أن أفضل الأفلام في السينما المصرية، كان لها تأثير إيجابى من وجهة نظرها، فيلم "أريد حلا"، بطولة فاتن حمامة ورشدى أباظة؛ حيث كانت مقهورة، ويردد زوجها جملة: "هخليكى زي البيت الوقف، ولم تستطع فاتن حمامة أن تتخلص منه، فهذا العمل من أهم الأفلام، لأنه استطاع أن يؤثر في الدولة، لدرجة صدور قانون الخلع".

الناقدة ماجدة موريس