أعربت صحف السعودية عن الأمل فى عودة قطر إلى جادة الصواب ومراجعة سياستها واحترام خصوصية كل بلد وعدم التدخل فى شئونه.
فمن جانبها، قالت صحيفة "الرياض" - فى افتتاحيتها تحت عنوان (إلى أين ستذهب العلاقات الخليجية؟) - "إنه ليس من مصلحة قطر أن تخلق مشكلا مع محيطها الخليجي، وعملية احترام خصوصية كل بلد، وعدم التدخل في شؤونه ورعاية أمنه، أمر لا تقرره فقط الاتفاقات وإنما المصالح العليا المشتركة، مشيرة إلى أن الخلافات العربية التي نشأت منذ الخمسينيات من القرن الماضي وانتهت إلى ثورات لا أحد يعرف نهاياتها، ظلت دول الخليج أكثر بعدا عنها، معربة عن أملها فى أن تكون هذه المسألة سحابة عابرة وأن لا تتطور إلى قطيعة ربما تؤدي إلى تطورات تغير مسار هذه الدول".
ولفتت إلى أن تراكم القضايا بدءا من توجه محطة الجزيرة، وإلى ما دار في كواليس اجتماع القادة والوزراء واللجان الأخرى كشف عن أن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح مما فجر الوضع كأول حادثة بينها بسحب السفراء، وهو الموقف الذي تجاوز حدود التفاهم إلى الفعل.
وأضافت الصحيفة "أن قطر تعرف أنها بحاجة أساسية لدول جوارها اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، ومن يعتقد من دول المجلس أنه في غنى عن غيره، فهو لا يرى الأمور بواقعيتها وحقيقتها، لأن هناك ترابطا جغرافيا حساسا لا نريد أن يدخل في المشكل الجديد، لأن تدفق العائلات المتصاهرة مع بعضها أو البضائع أو الحركة المستمرة بين المجتمع العربي الخليجي هو الذي لم تؤثر فيه أي حوادث قديمة، كذلك الأمر أو الجوهر الجامع بينها وهو الأمن، والذي يتعرض في الظروف الراهنة إلى تقلبات على المستويين العربي والإقليمي، ونجاح هذه الدول كان في تجنبها الصراعات والتدخلات الأجنبية.
ومن جانبها، قالت صحيفة "عكاظ" - تحت "قطر خارج منظمتنا" -"يعزعلينا نحن دول مجلس التعاون الخليجية أن تغرد دولة من دولنا خارج سرب المجموعة أو أن تنفذ سياسات لا تخدم بأي حال من الأحوال أمن واستقرار وطمأنينة دولنا وشعوبنا، موضحة أن ما فعلته المملكة والإمارات العربية المتحدة والبحرين بسحب سفرائها من الدوحة إنما يهدف إلى تحصين العمل الخليجي من الداخل توخيا للسلامة وأملا في تدارك ما قد يترتب على خطأ أي مسارات خاطئة وضارة بحق أمتنا ومستقبل بلداننا".
وأعربت عن أملها فى أن تراجع قطر سياساتها، وأن تضع مصالح الجميع في حسابها بدلا من الإنجرار وراء "أوهام" ضررها على قطر أكبر من فوائدها وخسائرها أعظم من كل ما تظن وتعتقد.
وبدورها، قالت صحيفة "الوطن" - تحت عنوان "إلى الإخوة في قطر.. المرحلة لا تحتمل الانفراد" - "مخطئ من يظن أن توحيد المواقف والسياسات الخليجية يعني التبعية أو الذوبان، وواهم من يرى أنه يمكن تجزئة أمن دول الخليج، ذلك أن من أهم متطلبات التكتل السياسي الاتفاق على الإجراءات الأمنية الكفيلة بالاستقرار، والضامنة للوقوف في وجه التهديدات".
وأضافت أن الانفراد بالأدوار أو البحث عنها لا يعني المجد السياسي ولا يعني القدرة على التأثير الدولي، كما لا يعني تحقيق الذات بوصفها كيانا، ما لم يكن قائما على رؤية واضحة تستشرف المستقبل، وتقرأ آثار المواقف قبل اتخاذها، أما أن يكون الانفراد للانفراد المجرد، فذلك خارج عن الأطر السياسية إلى مبدأ "التكافؤ النفسي" الذي يمكن أن يكون صالحا للأفراد، لكنه غير صالح للسياسات والدول.
وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان السعودية والإمارات والبحرين عن سحب سفرائها من قطر خلال بيان يحتوي على الأسباب بشكل واضح لا لبس فيه ولا غموض، هى سابقة في تاريخ مجلس التعاون الخليجي، ومعناها إصرار الساسة القطريين على "التغريد خارج السرب"، مما لم يعد مقبولا، خاصة في الظروف الراهنة التي تتطلب توحيد المواقف والشعور بالمسؤولية المشتركة من أجل أمن الجميع.
وشددت على أنه لم يعد مقبولا في هذه المرحلة أن يكون تنسيق بعض دول الخليج مع أطراف إقليمية ودولية ذات مستوى، أعلى منه مع دول مجلس التعاون، لأن المعطيات الموضوعية كلها تتناقض مع هذا الواقع وتحتم تصحيح المسار والعودة إلى "الأهل"، على حد تعبيرها.