انتشرت مؤخرا ظاهرة النصب على المواطنين، واستغلال البعض والاستيلاء على أموالهم، من خلال الترويج لأعمال الدجل والشعوذة، وإيهامهم بقدرته على حل المشكلات، لدرجة أن تلك الظاهرة، أصبحت مهنة العاطلين والباحثين عن الثراء السريع والمال السهل، ومدخلا لارتكاب جرائم القتل والنصب والسرقة والتحرش.
وخير دليل على ذلك ما فعله عاطل بمنطقة الجيزة، فقد قرر أن يسلك طريق الإجرام، ويعمل في مجال الدجل والشعوذة، بعد قدومه من إحدي قرى الصعيد، حتى يتمكن من جمع المال سريعا، ولكن شاء القدر أن يلعب معه، ليجد نفسه خلف قضبان السجن، بعدما تم القبض عليه بتهمة النصب على المواطنين، وإحالته للمحكمة، لينتظر العقوبة المقررة عليه.
تفاصيل تلك الواقعة كشفتها التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، بشمال الجيزة، والتي بدأت برصد الأجهزة الأمنية، إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يزعم مالكها قدرته على العلاج الروحانى، والقيام بأعمال السحر والدجل، والإيهام بقدرته على حل المشكلات العائلية، نظير مبلغ مالى.
وبإجراء التحريات؛ تبين صحة ما تم رصده، وبعد تحديد مكان تواجده بدائرة قسم شرطة العجوزة بالجيزة، تم القبض عليه، وتبين أنه يدعي "ح. أ"، عاطل، مقيم بمحافظة المنيا؛ وبمواجهته بما جاء في التحريات، وما تم رصدته الأجهزة الأمنية، أكد أنه حضر من إحدى محافظات الصعيد "المنيا"، بعدما ساءت أحواله المادية، وقرر البحث عن عمل، لكن لم يحالفه الحظ، لكونه لا يحمل شهادة تعليمية.
وأضاف المتهم، أنه يأس من إيجاد أي فرصة عمل، فقرر أن يسلك طريقا مختصرا لجني المال، وخلال تصفحة مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وجد أن بعض الأفراد يلجأون إلى الدجالين لحل مشكلاتهم، فقرر ممارسة نشاطه الإجرامي، وأنشأ صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، من خلال هاتفه المحمول، وقام من خلالها بالترويج لأعمال السحر، واستقطاب ضحاياه، والاتفاق معهم على دفع مبالغ مالية، مقابل حل مشكلاتهم، سواء كانت أسرية أو خاصة الزواج والإنجاب والعمل وغيرها عن طريق إيهامهم بأن له علاقة بالجن.
وأشار المتهم، إلى أنه بدأ في استقبال طلبات ضحاياه، داخل الشقة التي اتخذها مسرحًا لذلك بمنطقة العجوزة، وعندما وجد إقبالا كبيرًا على هذا الموضوع، قرر أن يتعامل مع كل ضحية حسب ظروفها، إذا كانت ميسورة الحال يطلب منها مبلغا ماليا كبيرا، قد يصل إلى ٥ آلاف جنيه، وإذا كانت ظرفها معسرة يمكن أن يأخذ ٥٠٠ جنيه أو أقل.
وكانت بعض الأمور تصل لحد إقامة علاقة مع الضحية، بحجة أن الجن هو من طلب ذلك، استمر هكذا لعدة أشهر، حتى أنه أصبح معروفًا لدي عدد كبير من الأفراد، كما أن صفحة فيس بوك التي أنشأها لاقت رواجًا على نطاق واسع، حتى علمت الأجهزة الأمنية بنشاطه، وتم الإيقاع به، وضبط الهاتف المحمول الخاص به، والتحفظ على الرسائل والمحادثات الدالة على نشاطه.
كما ضبط مبلغ مالى، والأدوات المستخدمة في أعمال الدجل والسحر، وصدر قرار من النيابة العامة، بحبسه، ومن ثم التجديد له، وفور ورود تحريات الأجهزة الأمنية، التى أثبتت نشاطه، وكذلك أقوال عدد من الضحايا، الذين أكدوا قيام المتهم باستدراجهم، والنصب عليهم، والحصول منهم على أموال، مقابل حل مشكلاتهم.
وبناء على ذلك؛ أمرت النيابة العامة بإحالة المتهم للمحاكمة الجنائية، بعد توجيه تهم: النصب وانتحال صفة وسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي له.
