السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

إبراهيم المازني.. قصة حياة ساخر

تميز أسلوبه بالسخرية والفكاهة

إبراهيم المازني
إبراهيم المازني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عُرف إبراهيم عبدالقادر المازني بأسلوبه الساخر، سواء في الكتابة الأدبية أو الشعرية، نال شهرة واسعة ومكانة أدبية مميزة، دفعته لأن يؤسس مع كل من عباس العقاد، وعبدالرحمن شكري مدرسة الديوان التي قدمت مفاهيم أدبية ونقدية جديدة، استوحت روحها من المدرسة الإنجليزية في الأدب، كما انتخب عضوا في كل من مجمع اللغة العربية بالقاهرة والمجمع العلمي العربي بدمشق. 
برع المازني في كتابة الشعر والنثر، وكان له دور بارز ومتميز في معالجته للموضوعات التي طرحها بأسلوب لا يعرف التكلف أو قيود الصنعة وكلها مستوحاة من حياته الشخصية أو حياة ممن يحيطون به أو من وقائع الحياة العامة، وهي تعكس بدقة صورة المجتمع المصري كما رأها الكاتب، أصدر ديوانه الشعري بجزئيه الأول والثاني، ودراسة أدبية عن الشعر عام 1913. 
وعلى امتداد رحلة عمره، بين أغسطس 1890 وأغسطس 1949، أعطى المازني للشعر والفكر والأدب ثلاثين عاماً كاملة، عاشها مشرع القلم، ينظم ويؤلف ويترجم، ويكتب فى الوطنيات، والسياسة، والقصة ومشكلات المجتمع والمرأة، والحب والزواج والعاطفة .
اطلع المازني على العديد من الكتب الخاصة بالأدب العربي القديم، وكذلك الأدب الإنجليزي، وعمل على قراءة كتب الفلسفة والاجتماع، وقام بترجمة الكثير من الشعر والنثر إلى العربية حتى قال العقاد عنه "إنني لم أعرف فيما عرفت من ترجمات للنظم والنثر أديبًا واحدًا يفوق المازني في الترجمة من لغة إلى لغة شعرًا ونثرًا"؛ كذلك يُعّد من رواد مدرسة الديوان وأحد مؤسسيها مع عبدالرحمن شكري، وعباس العقاد، وتحرر في شعره من الأوزان والقوافي، ودعا إلى كتابة الشعر المرسل؛ في الوقت نفسه اتجه المازني للنثر، وأدخل في أشعاره وكتاباته بعض المعاني المقتبسة من الأدب الغربي، وتميز أسلوبه بالسخرية والفكاهة، لتأخذ كتاباته الطابع الساخر، وعرض من خلال أعماله الواقع الذي كان يعيش فيه من أشخاص أو تجارب شخصية، أو من خلال حياة المجتمع المصري في هذه الفترة، وكان ذلك برؤيته الخاصة بعيدًا عن التكلفات الشعرية والأدبية.
مع إرهاصات الثورة المصرية سنة 1919، ترك المازني الاشتغال بالتدريس فى مدارس الحكومة وبعدها المدارس الأهلية، ليقدم المازني العديد من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة منها روايتي "إبراهيم الكاتب"، و"إبراهيم الثاني"، ومقالات "أحاديث المازني"، "في الطريق"، "قصة حياة" و"الجديد في الأدب العربي" بالاشتراك مع طه حسين وآخرين، وحديث الإذاعة بالاشتراك مع عباس محمود العقاد وآخرين. كما نال كتاب "الديوان في الأدب والنقد" الذي أصدره مع العقاد عام 1921 شهرة واسعة، كما ترجم "مختارات من القصص الإنجليزي".
سخر المازني فى كتاباته -كما في حياته- من كل شيء، حتى من نفسه، ولكنها كانت سخرية سمحة، تنثر البهجة والبسمات، وتعطى أدباً مصرياً خالصاً ممتعاً، وباقيا، ورغم تأثره الواضح بكتابات "مارك توين" الكاتب الأمريكي الآخر، كما ذكر هو فى كتابه" صندوق الدنيا"، فقد كان فى فكاهته وسخريته فناناً رائداً خلاقاً، وكان فى ذات الوقت عميق الغور، واسع الأفق، انطبعت فى نفسه صور الحياة المصرية فى مختلف مظاهرها، غاية فى القوة والوضوح.