تشهد أسعار فاكهة المانجو ارتفاعا ملحوظا، رغم أنها فاكهة صيفية، ومرور نحو خمسة أشهر على موسم زراعتها، والذي يبدأ من منتصف شهر مارس إلى شهر مايو، حيث يقبل تجار الفاكهة، سواء الجملة أو القطاعي، على شرائها من المزارعين، لطرحها في الأسواق، كما يتنظر المواطنون، طرحها للإقبال على شرائها، حيث تعد الفاكهة المفضلة لدي الأغلبية.
"البوابة" تجولت في محلات بيع الفاكهة، بمدينة المنصورة، لترصد أسعار المانجو، ونسبة الإقبال على شرائها، حيث تتراوح أسعار المانجو السكري والزبدية بين 25 و35 جنيها، للكيلو القطاعي، وفقا للحجم، ووصل سعر المانجو الهندي والناعومي إلى 35 جنيها للكيلو القطاعي، بينما وصل سعر كيلو المانجو الصديقة إلى 50 جنيها، وتزداد أسعار المانجو الفص فتتراوح بين 70 و80 جنيها، للكيلو القطاعي، فيما تتراوح أسعار المانجو العويس بين 50 و60 جنيها، للكيلو القطاعي.
وقال الدكتور رأفت خضر، مدير معهد بحوث الصحراء، بمركز البحوث الزراعية، لـ"البوابة"، إن الانخفاض السلبي لكمية إنتاج محصول المانجو، يرجع إلى تقلب الجو، وارتفاع درجات الحرارة، مما أثر سلبيا على عملية تزهير وعقد محصول المانجو، مما أدي إلى انخفاض الكميات المعروضة، وارتفاع الأسعار، مقارنةً بالعام الماضي، وأضاف أن العديد من المزارعين تكبدوا الخسائر، لفساد زراعتهم من محصول المانجو هذا العام.
وأشار "خضر"، إلى أن المانجو السكرية "مانجو الغلابة"، وصلت إلى 30 جنيها للكيلو، وأوضح أن طرح المنتج بالسوق يعتمد على عدة عوامل معقدة، وأن قلة الإنتاج ساهمت في ارتفاع الأسعار، نظرًا لقلة الكميات المعروضة بالأسواق.
وتابع بأن شهر يوليو شهد رطوبة عالية طوال الشهر، مما ساهم في نشر بعض الفيروسات والحشرات والبكتيريا، مما أثر سلبا على إنتاجية مختلف المحاصيل، وأوضح أن وزارة الزراعة واجهت التقلبات الجوية وارتفاع درجات الحرارة، من خلال اعتماد خطة التكنولوجيا الحيوية وزراعة الصوب الزراعية.
وأشار إلى أنه تم زراعة 100 ألف فدان من الصوب الزراعية بالمحاصيل والبذور، التي تتأثر بالعوامل الجوية، وأن تلك الزراعة تقاوم الحرارة، وتتحكم في درجات الحرارة والرطوبة، وتسهم في زيادة ازدهار المحاصيل الزراعية.
من جهته؛ أوضح حسين أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، أن ارتفاع درجات الحرارة، خلال شهري فبراير ومارس، أثناء تزهير أشجار المانجو، أثر تأثيرًا سلبيًا على إنتاجية معظم حدائق المانجو، كما أثر على معظم أنواع الفاكهة الأخري؛ مشيرًا إلى أن قلة الإنتاج أدت لضعف عمليات التصدير، وأن نضج ثمرة المانجو، طبقا لتقلبات المناخ، ونوع التربة، ونوع شجرة المانجو، خاصةً وأن شهر سبتمبر، هو موسم جني معظم أنواع المانجو في مصر.
وتابع بأن نضج الثمار في غضون 5 أشهر لمعظم الأنواع، وأن شجر المانجو حساس للغاية، فيتأر بالتقلبات الجوية، ومنها ارتفاع درجة الحرارة، وارتفاع نسبة المياه الجوفية في التربة، ونسبة الرطوبة والجفاف، مما ينتج عنه قلة نسب العقد، وضعف الإنتاج، معتبرًا أن درجة الحرارة المثالية لنمو ثمار المانجو تتراوح بين 25 و30 درجة مئوية.
من جهته؛ قال على العصفوري، نقيب الفلاحين بمحافظة الدقهلية، لـ"البوابة"، إن قلة إنتاج محصول المانجو هذا الموسم، ترجع إلى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، خاصة وأنها "فاكهة موالح لا تحتمل دراجة الحرارة، وأن ارتفاع درجات الحرارة أدي إلى فساد تزهير شجر المانجو، وتساقط الثمرة قبل اكتمال فترة نضجها لقطفها.
في السياق نفسه؛ صرح السيد دايرة، وكيل وزارة التموين بمحافظة الدقهلية، لـ"البوابة"، بأن مديرية التموين تبذل جهدها في مراقبة الأسعار بالأسواق؛ حيث يتم شن حملات مستمرة على مدى الـ24 ساعة، وذلك بالتعاون مع الجهات المسئولة، ومنها الطب البيطري، ومباحث التموين، والصحة؛ مؤكدًا أنه تم ضبط كميات كبيرة من السلع الفاسدة وغيرها.
وأضاف "دايرة"، أن الدولة تأخذ على عاتقها توفير السلع بأسعار مخفضة، في 225 منفذا ثابتا، وأن المحافظة لديها أكثر من 300 سيارة متحركة، تتضمن مختلف الجهات، ومنها سيارات "تحيا مصر"؛ مشيرًا إلى أن أسعار السلع بالمنافذ مخفضة عن الأسواق بنسبة 20 بالمائة.
وأوضح، أن تلك المنافذ تعمل كسوق مواز للأسعار، وأن سعر البيع بالأسواق حر، وفقا للعرض والطلب، وتابع بأن وزارة التموين وضعت تسعيرة للسلع الاستراتيجية، ومنها "الأرز والزيت"، وأن أسعار المانجو بالمنافذ من 15 جنيها للكيلو، وتزداد وفقا للنوع والحجم؛ مشيرا إلى أن هناك غرف متابعة، لبحث شكاوى المواطنين، على مدى اليوم، وأن الغرفة الرئيسية تحت إشراف الدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، والجهات المختصة.