شبح الإجهاض يطارد المصريات.. 20 أسبوعا فى بداية الحمل هى الأكثر عرضه للاجهاض.. دراسة علمية: «السمنة» سبب رئيسى.. وعضو بـ"الأطباء": فيروس "كورونا" سبب في زيادة حالات الإجهاض
زادت خلال الفترة الأخيرة عمليات الإجهاض، مقارنةً بالأعوام الماضية، سواء كان ذلك بسبب صحي، أو ما تتناوله بعض النساء من أطعمة ملوثة أثرت على الجنين، وهذه الملوثات تنتج، بحسب أطباء، من متبقيات المبيدات، التي تدخل في زراعة النباتات والأشجار، بما تحويه من سموم، ولكن بخلاف المشكلات الصحية أو تناول الأطعمة، هناك مشكلات أخري مثل العيب الخلقي أو عدم استقرار وضع الجنين داخل الرحم.
وفي دراسة حديثة أعدها الدكتور محمود عبدالناصر على، أستاذ الطب الشرعي والسموم بكلية الطب البيطري، بجامعة أسيوط، بيَّن من خلالها، أن متبقيات المبيدات سبب رئيسي للإجهاض، بالإضافة إلى أمراض أخرى، تسببها تلك المبيدات المصنعة، مثل أمراض السرطان التي تصيب كثيرًا من أعضاء الجسم، مثل: أورام الكبد والجهاز الهضمي والمخ، وسرطان الدم والجلد والمثانة والثدي والخصية، بالإضـافة إلـى اخـتلال الجهـاز المناعي.
وتقول ليلى شاكر، التي تعتبر من إحدى الحالات التي حدث لها إجهاض أكثر من مرة، لأسباب مختلفة، إن الأمر تكرر لعدة مرات، مما أثار شكوكي، وجعلني أذهب إلى طبيب مختص، لكي أعرف السبب الرئيسي في تكرار عملية الإجهاض.
وأوضحت "شاكر"، أن الطبيب أخبرها أن كورونا وقلة المناعة، كانا سببا رئيسيا في الإجهاض في المرة الأخيرة، وشدد على المحافظة على صحتي، ولعدم تكرار عملية الإجهاض مرة أخرى.
وأضافت، أنه حسب كلام الأطباء، أن تناول أكل غير صحي، وبه مواد كيماوية، عند الحمل سبب رئيسي في الإجهاض.
وتابعت "شاكر"، بأن الحمل في البداية كان طبيعيا، وخير دليل على ذلك، أن لدي عبد الرحمن، ٤ سنوات، وحمله كان طبيعيًا، ولم تحدث به أي مشكلات، ولم أتناول أثناء حمله أي أدوية، ولم أذهب إلى أي طبيب؛ موضحةً أن الحياة كانت طبيعية جدًا، وكنت أقوم بواجبات المنزل بسهولة بالغة، لدرجة أننى لم أشعر بأنني حامل.
بينما قالت نسمة عمار، التي حدث لها إجهاض مرات عديدة لأسباب متنوعة؛ إن سبب الإجهاض في حالتي، يرجع إلى المشكلات المتعلقة بالرحم، بسبب أنسجة عنق الرحم الضعيفة خاصةً، وأن تلك العوامل تعمل على زيادة خطر الإجهاض، في المرات المقبلة، لذلك يجب متابعة الحمل بطريقة سليمة. واستطردت "عمار": "لم يكرمني الله عز وجل، بأبناء حتى الآن؛ حيث حملت ثلاث مرات، وكل مرة كان يحدث لي إجهاض، بعد فترة قليلة من الحمل".
وفي هذا السياق؛ يقول الدكتور خالد زارع، إخصائي النساء والتوليد، عضو مجلس نقابة أطباء الجيزة، إن زيادة عدد الإجهاض ليس بسبب واضح أو صريح؛ موضحًا أن أسباب الإجهاض تختلف حسب التوقيت الذي يحدث فيه الإجهاض، وتابع "زارع" بأن تعريف الإجهاض، هو نزول الحمل أو محتويات الرحم، قبل ٢٠ أسبوعًا أو ٢٨ أسبوعًا.
وأضاف "زارع"، أن هناك طرقا للمحافظة على الحمل، والوقاية من الإجهاض، منها التحضير الجيد والمتابعة للسيدة، خلال الحمل، والطعام الصحي، وممارسة الرياضة، والاهتمام بالحمل، والصحة العامة، والصحة النفسية، ويحظر على الحامل تناول الأطعمة المحفوظة، والفاكهة، والخضروات المرشوشة بالمبيدات الزراعية، كل الملوث أو به مواد حافظة أو مواد كيماوية؛ موضحًا أن المبيدات الزراعية سبب رئيسي في زيادة عدد حالات الإجهاض في الفترة الأخيرة.
وتابع "زارع"، بأن المبيدات والأكل الملوث، يسبب كوارث أكبر من الإجهاض، وهي الأمراض الخبيثة أو الأمراض العامة التي تسبب الأنيميا الشديد، وأكد أن هناك أنواعا من الأكل، يجب عدم تناولها للحامل، مثل التونة، لأنه يوجد بها كميات كبيرة من الزئبق، تكون سببًا رئيسيًا في الإضرار بالجنين، لذلك يجب أن يكون هناك توعية شاملة بالسيدة الحامل، ضد التغذية غير السليمة، والأكل غير الصحي، والمواد المحفوظة.
وأشار "زارع"، إلى أن نسبة كبيرة من الحمل تنتهي بالإجهاض، وأضاف أن أكثر من ٢٥ في المائة، من حالات الحمل، تنتهي بالإجهاض في كل عام، حسب التقديرات العالمية لمنظمة الصحة العالمية؛ مؤكدًا أن أكثر من ٥٦ مليون حالة إجهاض تحدث على مستوى العالم سنويًا، وهو معدل أعلى مما كان يعتقد الباحثون سابقًا.
وأكد "زارع"، أن زيادة عدد حالات الإجهاض، في الفترة الأخيرة، ترجع إلى وجود فيروس كورنا؛ موضحًا أن معظم الحالات التي حدث لها حالات إجهاض كان بسبب الفيروس.
دراسة: النحافة أو السمنة سبب للإجهاض المتكرر
فيما كشفت دراسة صادرة عن جامعة ساوثهامبتون البريطانية، عن أن تعرض المرأة للنحافة الزائدة أو السمنة المفرطة، قد يكون سببًا رئيسيًا، في تعرضها للإجهاض المتكرر، طبقًا لما ورد في موقع ميديكال إكسبريس.
وقالت الدراسة، إن هناك صلة بين نمط حياة المرأة، وخطر فقدان الحمل المتكرر، والمرتبط بالنساء اللواتي يعانين من إجهاضين مبكرين متتاليين أو أكثر، حيث يعد الإجهاض أكثر المضاعفات شيوعًا للحمل المبكر، حيث يصيب ما بين ١٥٪ و٢٠٪ من جميع حالات الحمل.
ويعتبر فقدان الحمل المتكرر، متلازمة معقدة، وعلى الرغم من أنه غالبًا ما يُنسب إلى العديد من العوامل الطبية، وتأثيرات نمط الحياة، إلا أن السبب يعتبر مجهولا للعلماء، في حوالى ٥٠٪ من الحالات. وتوصلت نتائج هذه الدراسة، إلى ارتفاع حالات الإجهاض المتتالية لدى الأمهات اللواتي يعانين من نقص الوزن، وأيضا اللاتي يعانين من الوزن الزائد. وأشار الباحثون، إلى أن نقص أو زيادة الوزن يزيد بشكل كبير من خطر فقد الحمل مرتين متتاليتين، ومع زيادة مؤشر كتلة الجسم عن ٢٥ و٣٠، يزداد خطر تعرضهن لمزيد من الإجهاض بنسبة ٢٠٪ و٧٠٪ على التوالى.
وراعى الباحثون تقييم تأثير عوامل مثل التدخين واستهلاك الكحول والكافيين، حيث لم تؤثر تلك العوامل في تعرض النساء لفقدان الحمل، إلا أن الوزن يشكل عامل خطر في الإصابة بالإجهاض المتكرر.
وتشير النتائج، إلى أن وجود مؤشر كتلة جسم غير طبيعي، يؤدي إلى تفاقم خطر تعرض المرأة للإجهاض المتكرر، ولذلك يحتاج الأطباء حقًا إلى التركيز على مساعدة النساء في الحفاظ على الوزن، لأنه من أهم عوامل الخطر للإصابة بفقدان الحمل.
في السياق نفسه؛ يقول الدكتور كريم مصباح، استشاري النساء والتوليد، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، إنه يوجد عوامل خطورة تسبب الإجهاض، مثل العمر؛ فعندما يكون عمر الأم فوق ٣٥ عامًا، تكون أكثر عرضة للإجهاض من غيرها، ووجود إجهاض سابق، ووجود أمراض مزمنة، مثل السكر ومشكلات عنق الرحم، مثل ضعف عضلات عنق الرحم، وبالتالى الإجهاض، وتناول المخدرات والتدخين، اللذان انتشرا مؤخرًا في المجتمع بين السيدات، وزيادة الوزن، وأخيرًا بعض التدخلات التي تحدث قبل الولادة مثل البذل وعينة المشيمة.
وتصحيحًا لمعلومة موجودة عند كثير من الناس عن الإجهاض، أن الجماع والرياضة ومستحضرات التجميل، والميك اب، والمشروبات الدافئة، والأشعة التليفزيونية، والأشعة المهبلية، هذا كله لا يسبب الإجهاض بالمرة، ومن أعراض الإجهاض ألم مثل ألم الدورة الشهرية، لكن أشد، وأحيانا نزيف، وأحيانًا مرور سوائل أو تجلطات أو أنسجة من خلال المهبل.
وتابع "مصباح"، أن من أسباب الإجهاض، الجينات الشاذة أو الكروموسومات التالفة، التي قد تظهر على شكل بويضة تالفة، والذي يعني موت الجنين، داخل الرحم، أو وجود كيس الحمل بدون وجود جنين، أو وجود حمل عنقودي، وهذه هي الصور التي يظهر بها أشكال الجينات الشاذة، وهذا يمثل أكثر من ٥٠٪ من عمليات الإجهاض.
إلى جانب وجود سبب آخر شائع نسبيًا، وهو التجلطات الدموية، وهي مرتبطة ببعض الأمراض، مثل السكر والبدانة والضغط وبعض الحالات المناعية، ومن الأسباب غير المباشرة، الالتهابات النسائية المنتشرة جدًا، والسكر غير المسيطر عليه، وبعض مشكلات الغدة الدرقية، وبعض المشكلات الهرمونية.
وعن أساليب الوقاية من الإجهاض؛ أوضح "مصباح"، أنه لا يوجد ما تتفادى به السيدات الإجهاض، فيما عدا تجنب أسباب الإجهاض، مثل فقدان الوزن، وعلاج الأمراض المزمنة، ولا يوجد أي طعام يسبب الإجهاض، أو يؤثر على الحمل، سوى الأكل غير الصحي، الذي زاد في الفترة الأخيرة، مثل متبقيات المبيدات وغيرها.
التلوث والمشكلات الصحية للحامل
وأظهرت الأبحاث السابقة، وجود صلة بين التلوث، والمشكلات الصحية للمرأة الحامل، مثل ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل. ويرتبط التلوث أيضًا بالوزن المنخفض عند الولادة، ولكن لم يكن هناك سوى القليل من الأبحاث لربط التلوث بالإجهاض.
ووجدت هذه الدراسة، أن النساء اللواتي يعشن في أحياء ذات مستويات أعلى من التلوث المركز، بما في ذلك تلوث المواد الجزيئية، وثاني أكسيد الكبرىت، والأوزون وأول أكسيد الكربون، قد يتعرضن لخطر الإجهاض بشكل أكبر.
ويبدو أن تلوث المواد الجزيئية، يعرض النساء لخطر أكبر بين حالات الإجهاض المرتبطة بالتلوث، واعتقد الباحثون أن السبب في ذلك هو أن هذه الجسيمات الصغيرة، يمكنها عبور حاجز دم الأم والجنين، وتعطيل نمو الجنين وتطوره.
ووجدت دراسة نُشرت في الولايات المتحدة أن النساء اللاتي تعرضن حتى للتلوث على المدى القصير، واجهن مخاطر متزايدة للإجهاض، وبحسب الدراسة، فإن النساء اللاتي تجاوزن التاسعة والثلاثين من العمر، عند الحمل والنساء اللواتي عملن كمزارعات، هن الأكثر عرضة للخطر.
ويقول الخبير الزراعي، المهندس محمدي البدري، رئيس لجنة صحة وسلامة الغذاء: "طالبنا مرارًا وتكرارًا باستبدال المبيدات والاعتماد على المكافحة الحيوية، أو على الأقل ترشيد استخدامها، والبحث عن بدائل لها، باستخدام منتجات آمنة على صحة الإنسان، واللجوء إلى الزراعة النظيفة".
وتابع "البدري": "منذ سنوات عديدة، نحذر من استخدام المبيدات الزراعية بكثافة، وأنها تسبب أمراضا عديدة، ومن بين تلك الأمراض؛ أمراض الكلى والمعدة، وغيرها من الأمراض الخطيرة.
وأكد "البدري"، أن الإجهاض من الوارد جدًا أن يكون بسبب رش المبيدات الزراعية، والتي قد تكون زائدة عن الحد المسموح به في الفاكهة والخضار، وخير دليل على ذلك أن دولًا كثيرة تقوم بإرجاع الشحنات المصرية، من المواد الزراعية، بسبب متبقيات المبيدات والمواد الكيمائية".
وأضاف "البدري"، يجب أن يكون هناك أسس ونظم للسير عليها، للوقاية من خطر متبقيات المبيدات، بداية من شرائها، وأن نقوم بشراء الفاكهة والخضروات من شخص معروف وثقة، نهايةً بغسلها جيدًا قبل تناولها، من قبل المرأة الحامل.
وطلب "البدري"، من وزارة البيئة، تشديد الرقابة على المبيدات الزراعية، خاصةً على متبقيات المبيدات الزراعية، لأنها سبب رئيسي في الكوارث التي حدثت في الفترة الأخيرة، إلى جانب أن يكون هناك رقابة من شرطة المسطحات المائية، بشكل خاص، ووزارة الزراعة على المنتجات الزراعية قبل نزولها إلى الأسواق، تحسبًا من الإصابة بأي أمراض، خاصةً أن تلك المتبقيات تسبب مشكلات عديدة، وتسبب أمراضًا خطيرة، قد تصل إلى حد الإصابة بأمراض الأورام.
من جانبه؛ قال الدكتور حسام فهيم، استشاري أمراض النساء والتوليد بأسوان، إن من أسباب الإجهاض المتكرر، أشياء كثيرة، منها العوامل الوراثية والالتهابات المهبلية، والإصابة بعدوى الأورام، أو تكيسات المبايض، أو بطانة الرحم المهاجرة.
وأوضح "فهيم"، أن الإجهاض هو فقدان الحمل تلقائيا قبل الأسبوع العشرين، أي في الأشهر الأولى للحمل تقريبًا، ويحدث في الغالب في حوالى ١٠ إلى ٢٠٪ من حالات الحمل بالإجهاض، لكن تلك هي النسبة التي تم إحصاؤها، فقد يحتمل أن يكون عدد عمليات الإجهاض، أكبر من تلك النسبة، وذلك لأنه قد يحدث الإجهاض للمرأة الحامل، دون إدراكها بوجود حمل من الأساس.
وأضاف "فهيم": "يوجد نوعان رئيسيان من الإجهاض، الأول الإجهاض التلقائي والثاني الإجهاض المتعمد"؛ موضحًا أن الإجهاض التلقائي يحدث عادة قبل الأسبوع الثاني والعشرين من الحمل، وهو خروج الجنين من الرحم، بسبب الصدمات الخارجية، قد تحدث أو لأسباب طبيعية، ويمكن أن ينتج من عوامل بيئية معظم الحالات تنتج عن عدم تكرر الكروموسومات، بشكل صحيح، مما يحدث عدم نمو الجنين بالشكل الطبيعي.
ويشير استشاري أمراض النساء والتوليد، إلى أنواع أخرى من الإجهاض، وهي الإجهاض المنذ، والإجهاض المتكرر، والإجهاض المبكر، والإجهاض المنسي".
وأشار "فهيم"، إلى أن أسباب حدوث الإجهاض عديدة، منها تلف في الجينات، وتحدث في أغلب حالات الإجهاض، بسبب عدم نمو الجنين بشكل طبيعي، وتحدث تلك المشكلات بسبب انقسام خاطئ في خلايا الجنين بعد التلقيح.
إلى جانب الأمراض الوراثية الناتجة عن خلل في الكروموسومات، والتي تزيد نسبة حدوثها بتقدم عمر الأم، خاصةً بعد سن الـ٣٥ عامًا.
أمراض المناعة
وأكد "فهيم"، أن علاج الإجهاض المتكرر، يعتمد على معرفة السبب، وبعدها يتم اختيار الأسلوب الأمثل للعلاج، فمثلا ضبط نسب السكر في الدم، إذا تم إثبات إصابة المرأة التي تعاني من الإجهاض المتكرر به، سواء كان بالأدوية أو بالأنسولين. وأوضح "فهيم"، أنه لا يوجد ما يمكن فعله لتجنب الإجهاض، لكن يجب على الأقل اتباع نمط حياة يقلل من مخاطر حدوثه، مثل المتابعة مع الطبيب، والحصول على رعاية لما قبل الولادة بانتظام.
وطالب "فهيم"، بالابتعاد عن عوامل الخطر، التي تؤدي إلى الإجهاض، كالتدخين وتناول الكحول واستخدام الأدوية، بدون الرجوع للطبيب، والحد من تناول أي شيء يوجد به مادة الكافيين؛ مؤكدً أن هناك دراسة حديثة، أوضحت مدى ارتباط تناول أكثر من اثنين من المشروبات، التي تحتوي على الكافيين في اليوم، كونكِ أكثر عرضة للإجهاض.