الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

سيف الإسلام القذافى: حان وقت العودة للماضى.. إدارة أوباما هي المسئولة عن دمار ليبيا وليس والدي..وأكثر ما يحتاجه بلدنا الديمقراطية

روبرت وورث يكتب عن أول لقاء بعد الاختفاء من أسير إلى أمير منتظر..

 سيف الإسلام القذافى
سيف الإسلام القذافى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سيف الإسلام القذافى: حان وقت العودة للماضى

%57 من الليبيين يثقون فى سيف الأحلام كما يسميه أنصاره

إدارة أوباما هي المسئولة عن دمار ليبيا وليس والدي

بعد أن وعد بأنهار من الدماء.. الليبيون: ابن القذافي أطهر مرشّحي الرئاسة يدًا

أكثر ما يحتاجه بلدنا هو الديمقراطية

سيف الإسلام القذافى

قبل عشر سنوات بالقرب من مدينة "أوباري" الليبية الصحراوية، اعترضت مجموعة من المتمردين المسلحين موكبًا صغيرًا أثناء محاولة الفرار جنوبًا باتجاه النيجر. استوقف المسلحون السيارات ليجدوا رجلًا أصلع صغير السن تغطي الضمادات يده اليمنى. رأوا وجهًا كان دائم الظهور على شاشات التليفزيون الليبي. إنه سيف الإسلام القذافي، الابن الثاني لمعمر القذافي وأحد الأهداف الرئيسية للمتمردين. عندما قامت الثورة، سارع سيف الإسلام بالانضمام إلى حملة القمع الغاشمة التي أطلقها نظام القذافي. 

كان من السهل على الثوار الذين انتصروا بعد تسعة أشهر أن يكافئوه بالإعدام دون محاكمة مثلما فعلوا مع أبيه وعدد من كبار المسئولين بالدولة، لكنه، ولحسن حظه، وقع أسيرًا لدى كتيبة ذات توجه مستقل حمته من الفصائل المتمردة الأخرى ونقلته جوًّا إلى مدينة "الزنتان"، جنوب غربي العاصمة. ولأنه كان مطلوبًا أيضًا للمحكمة الجنائية الدولية، فقد اعتُبر رهينةً غالية. وظل أسيرًا لدى الزنتانيين حتى بعد انتخابات ليبيا عام ٢٠١٢.

في السنوات التالية، انقسمت ليبيا إلى ميليشيات متناحرة، ونهب الإرهابيون مخازن الأسلحة مما أدى إلى تأجيج حركات التمرّد والحروب في أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وتفاقم الاتجار بالبشر، مما تسبب في إرسال عدد كبير من المهاجرين إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط. 

أسس تنظيم داعش خلافةً مصغرة على الساحل الليبي. وشيئًا فشيئًا، بدأ الليبيون يغيرون نظرتهم إلى سيف الإسلام الذي سبق أن تنبأ بانقسام ليبيا في الأيام الأولى من الثورة عام ٢٠١١. وأفادت التقارير بأن خاطفيه أطلقوا سراحه، بل وأنه ينوي الترشّح للرئاسة، غير أن مكانه لم يكن معروفًا لأحد.

سيف الاسلام القذافي

سجاني الأمس أصدقاء اليوم.. كيف تحرر سيف الإسلام من محبسه؟

يقول مراسل "نيويورك تايمز" الذي أجرى حوارا مع سيف الإسلام القذافي، فى مايو الماضي، وتم نشره يوم الجمعة ٣٠ يوليو المنقضى، لم يحدث أن التقي القذافي أي صحفي أجنبي منذ عشر سنوات. بل قالت "هيومان رايتس ووتش" أنه لا يوجد دليل على أن سيف الإسلام حي منذ عام ٢٠١٤.

ويضيف، وصلنا إلى هضبة "الزنتان" وعلى أطراف إحدى القرى، طلب منا أنا والمصور الذي يرافقني، جهاد نجا، الانتظار. توقفت خلفنا سيارةٌ بيضاء من طراز تويوتا لاند كروزر، وخرج منها رجل يرتدي ثوبًا ناصع البياض. طَلب منا أن نترك هواتفنا. 

تقدم نحوي رجل ومد يده قائلًا: "مرحبا"..لم يكن لدي شك في أنه سيف الإسلام، مع أن ملامحه بدت أكبر سنًّا وكست وجهه لحيةٌ طويلةٌ غزاها الشيب. كان إبهام يده اليمنى وسبابتها مبتورين، نتيجة إصابته بشظية في إحدى الغارات الجوية عام ٢٠١١ على حد قوله.

سيف الإسلام ورث شيئًا واحدًا عن أبيه، أسلوبه المتكلف. مرت فترة من الصمت المشوب بالارتباك قبل أن أسأله إن كان لا يزال سجينًا، فقال إنه رجل حر وإنه يرتب لعودته إلى الساحة السياسية. (وهم الثورة الذي حرر القذافي من محبسه)

أوضح أن المقاتلين الذين اعتقلوه قبل عشر سنوات قد تحرروا من وهم الثورة وأدركوا في نهاية المطاف أنه قد يكون حليفًا قويًّا لهم. ارتسمت على وجهه ابتسامة وهو يصف تحوله من أسير إلى أمير منتظر، فقال: "هل لك أن تتخيل؟ الرجال الذين كانوا يسجنوني الآن أصدقائي".

استغل سيف الإسلام غيابه عن الساحة في مراقبة الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط والعمل بهدوء على إعادة تنظيم القوة السياسية التابعة لأبيه والمعروفة باسم الحركة الخضراء. 

رغم تحفظه بشأن الحديث عن احتمالية ترشحه للرئاسة، فهو يعتقد أن الحركة التي يقودها بإمكانها أن تعيد للبلاد وحدتها المفقودة. والحقيقة أن الشعار الذي اختاره لحملته نجح في العديد من الدول، بما فيها دولتنا، وهو: السياسيون لم يقدموا لكم شيئًا سوى المعاناة. حان وقت العودة إلى الماضي.

سيف الاسلام القذافي

من أسير إلى أمير منتظر

قال سيف الإسلام: "لقد اغتصبوا بلادنا وأذلوها. ليس لدينا مال ولا أمن ولا حياة. إذا ذهبت إلى محطة الوقود، فلن تجد وقودًا. نحن نصدر النفط والغاز إلى إيطاليا، نحن نضئ نصف إيطاليا ونعاني من انقطاع الكهرباء. ما يحدث تخطى حدود الفشل...إنه مهزلة".

كيف كدس أمراء الحرب في ليبيا ثروات طائلة بعد انتفاضة ٢٠١١ بعيون سيف القذافي

بعد مرور عشر سنوات على حالة النشوة التي صاحبت الثورة، يتفق معظم الليبيين مع هذه الرؤية. ففي طرابلس، العديد من المباني الخاوية التي تشوه سماء ليبيا بعد عزوف الممولين الأجانب عن المخاطرة بأموالهم في ظل هذه الأوضاع المتردية.

كدس بعض أمراء الحرب في ليبيا ثروات طائلة، تضخ ليبيا نحو مليون برميل من النفط يوميًّا، في حين يعاني أغلب الناس من انقطاع الكهرباء لمدة ساعات يوميا، إلى جانب معاناتهم للحصول على مياه الشرب. وتقف آثار ثقوب الرصاص في طرابلس وغيرها من المدن الكبرى شاهدًا على حرب دارت رحاها على نحو متقطع على مدى عقد كامل.

تنعم ليبيا في الوقت الحالي بحالة من السلام وانتشار الشرطة في الشوارع وانخفاض ملحوظ في حوادث الاختطاف والاغتيالات. يخشى كثير من الليبيين من أن هذا السلام لن يستمر. فخلف ستار الوحدة الوطنية، لا تزال ليبيا منقسمة إلى جزءين. 

لن تنجح الانتخابات في رأب هذا الصدع، بل إنها قد تعيد البلاد إلى حالة الحرب إذا فاز فيها شخص مثير للخلافات، وليس هناك من هو أكثر إثارةً للخلافات من سيف الإسلام.

مؤيدو سيف الإسلام يمهدون طريقه لرئاسة ليبيا

رغم اختفاء سيف الإسلام عن الساحة، فإن تطلعاته للرئاسة تؤخذ على محمل الجد. فخلال المحادثات التي أسفرت عن تشكيل الحكومة الليبية الحالية، سُمح لمؤيديه بالمشاركة، ونجحوا بمهارة إلى الآن في إلغاء شروط للانتخابات كانت ستحول بينه وبين الترشّح. 

تشير بيانات استطلاعات الرأي المحدودة في ليبيا إلى أن قطاعًا عريضًا من الليبيين، بنسبة ٥٧ بالمائة في منطقة واحدة، قد عبروا عن ثقتهم بسيف الإسلام. وقبل عامين، قيل إن أحد منافسيه دفع ٣٠ مليون دولار لقتله (في محاولة ليست الأولى لاغتياله)، فيما اعتُبر دليلًا تقليديًّا على مكانته السياسية.

تُستمَد شعبية سيف الإسلام من مشاعر الحنين إلى ديكتاتورية أبيه، وهو شعور يزداد انتشارًا في ليبيا وفي المنطقة كلها. فحتى في تونس، التي انطلقت منها شرارة انتفاضات الربيع العربي أواخر عام ٢٠١٠ وكانت ثورتها قصة النجاح الوحيدة، يتألف الحزب السياسي الأكثر شعبية فيها الآن من جماعة متشددة يهاجم قائدها باستمرار ثورة الياسمين في تونس واصفًا إياها بالكارثة. 

الكرملين 

لا شكّ أن فوز سيف الإسلام في الانتخابات سيمثل انتصارًا رمزيًّا للحكّام العرب الذين يشاركونه كراهية الربيع العربي. وسيحظى هذا الفوز بالترحيب أيضًا من الكرملين الذي دعم من قبل أصحاب النفوذ في منطقة الشرق الأوسط والذي يظل طرفًا عسكريًّا مؤثرًا في ليبيا بجنوده ونحو ٢٠٠٠ مرتزق في الميدان. 

أخبرني دبلوماسي أوروبي ذو خبرة طويلة في الشأن الليبي: يعتقد الروس أن سيف الإسلام قد يفوز. ومن الواضح أن أطرافًا خارجية أخرى تدعم سيف الإسلام، لكنه تكتَّم حول الحديث عن هذه النقطة.

 

الناتو

أما في حالة الولايات المتحدة، التي قادت حملة حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي أطاحت بمعمر القذافي، ستسبب عودة أسرة القذافي إلى الحكم حرجًا لها على أقل تقدير.

يواجه سيف الإسلام أيضًا عقبة كبرى خارج ليبيا، فهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية على خلفية ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، بسبب دوره في قمع المعارضين عام ٢٠١١. 

وقد حُوكم في دعوى قضائية أخرى في طرابلس عام ٢٠١٥، حيث ظهر على شاشة فيديو خلف القضبان في بلدة "الزنتان"، وانتهت المحاكمة بإدانته والحكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص. أخبر سيف الإسلام أنه واثق من قدرته على تخطي تلك المسائل القانونية إذا اختارته أغلبية الشعب الليبي ليكون قائدًا لهم.

يستمد سيف الإسلام ميزة سياسية من اسمه، وميزة أخرى من الواقع الغريب بأن عددًا كبيرًا من الليبيين الآن يعتبرون أن ابن معمر القذافي، نفس الابن الذي توعدهم في خطابه عام ٢٠١١ بأنهار من الدماء، هو أطهر مرشّحي الرئاسة يدًا. 

فجميع المتنافسين السياسيين الآخرين وضعوا أنفسهم موضع الشبهات في الآونة الأخيرة، باستغلال نفوذهم لتحقيق مكاسب شخصية أو بعلاقاتهم مع البلطجية حملة السلاح الذين اعتُبروا ذات يوم أبطال الثورة.

يَعتبر كثير من الليبيين أن عودة سيف الإسلام هي السبيل إلى إغلاق الباب على عقد ضاع هدرًا، مع أنهم لا يعرفون على وجه التحديد شكل المستقبل الذي قد يحمله لهم. 

في مأدبة عَشاء بالقرب من لندن عام ٢٠٠٣، طلب سيف الإسلام الجلوس إلى جوار موظف كونجرس يهودي من الولايات المتحدة كان رئيسُه من أشد المدافعين عن إسرائيل. عندما سأله موظف الكونجرس عن أكثر شيء تحتاجه ليبيا، أجاب: "الديمقراطية".

الكونجرس 

كان موظف الكونجرس يدرك أن النظام الليبي يروّج لنفسه على أنه نظام ديمقراطي، فظن أنه أخطأ السمع. سأله مجددًا: "هل ليبيا تحتاج مزيدًا من الديمقراطية؟"

أجاب سيف الإسلام: "كلا؛ مزيد من الديمقراطية يوحي بأن لدينا بعضًا منها". 

في ليبيا، أطاح المتشددون المحيطون بأبيه بأفكاره الديمقراطية، ودأب منتقدوه على تسميته "سيف الأحلام". في ٢٠ فبراير٢٠١١، أعلنت وسائل الإعلام أن سيف الإسلام سيلقي خطابًا تليفزيونيًّا. رأى بعض الليبيين أن هذا الخطاب سيكون لحظة انتصار للمعارضة. توقعوا أن يعلن سيف الإسلام تنحي أبيه إيذانًا ببدء عهد جديد من الإصلاحات الليبرالية.

بدلًا من ذلك، أدار الليبيون أجهزة التلفاز ليروا سيف الإسلام منزعجًا، واستهل كلامه بوصف الانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي بأنها عاصفة ديمقراطية كان يتوقعها. 

لكنه انتقل إلى وصف الاحتجاجات في ليبيا، التي كانت قد بدأت قبل ثلاثة أيام بمظاهرة في مدينة بنغازي، بأنها صنيعةُ المجرمين ومتعاطي المخدرات.

اتهم سيف الإسلام الليبيين في الخارج باستغلال الأحداث وتأجيج العنف، وحذّر من أن ليبيا ليست تونس ومصر، لأن طبيعتها القبلية قد تفككها بسهولة إلى دويلات وإمارات. تنبّأ بحدوث حرب أهلية، واختراق حدود البلاد، وحدوث هجرة جماعية، وبأن ليبيا ستصبح معقلًا للجماعات الإرهابية.

استطرد سيف الإسلام في خطابه: سيتم حرق وتدمير كل شيء في ليبيا، وسنحتاج إلى ٤٠ سنة أخرى حتى نتفق على إدارة هذه البلاد، لأن كلّ واحد منا سينصب نفسه رئيسًا، وسينصّب نفسه أميرًا، وكل واحد سيجعل من منطقته دولة.

أوباما

يرى سيف الإسلام أن إدارة الرئيس باراك أوباما، وليس معمر القذافي، هي من يتحمل مسئولية الدمار الذي حل بليبيا. وربما يكون محقًّا في ذلك. فعندما اندلعت الانتفاضة الليبية، واجه الأمريكيون نفس السؤال الذي واجهوه لاحقًا مع سوريا: هل يجدر بك تدمير دولة إذا كنت لا ترغب بتحمل عبء إعادة بنائها؟

دمرت ضربة الناتو الجوية عام ٢٠١١ بعض المناطق في ليبيا، وفي العالم التالي تخلت الولايات المتحدة عن ليبيا بعد اغتيال الجهاديين لسفيرها جون كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين في بنغازي. وفي السنة الأخيرة من رئاسة أوباما، أقر بأن أكبر خطأ ارتكبه أثناء توليه الرئاسة كان غياب التخطيط لمرحلة ما بعد القذافي في ليبيا.

قال إن وسائل الإعلام العربية شيطنت نظام القذافي إلى درجة جعلت من المستحيل إقامة حوار بين الجانبين. 

وأضاف أن المتمردين عقدوا العزم على تدمير الدولة، وأن أي مجتمع قبلي مثل ليبيا يضيع بدون دولة. ثم أضاف: "ما حدث في ليبيا لم يكن ثورة. يمكنك أن تسميها حربًا أهلية أو أيام شؤم، لكنها لم تكن ثورة".

أردوغان 

يقول سيف إنه تلقى اتصالات هاتفية من زعماء أجانب كانوا يعتبرونه على الأرجح وسيطًا بينهم وبين أبيه. أحد المتصلين المعتادين كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال عنه: في البداية كان في صفنا ضد التدخل الغربي، ثم بدأ يقنعني بمغادرة البلاد. 

أضاف أن أردوغان وصف الانتفاضات بأنها مؤامرة خارجية تحاك منذ زمن بعيد. أما سيف الإسلام فيرى أن حرب ٢٠١١ انبثقت عن التقاء توترات داخلية كانت تختمر منذ وقت طويل مع أطراف خارجية انتهازية، من بينهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. 

قال سيف الإسلام إنه لم يكن على اتصال بالعالم الخارجي خلال السنوات الأولى من اعتقاله، وأنه قضى بعض هذه الفترة في مكان أشبه بالكهف.

شارك هذان الرجلان في حركة التمرد ضد القذافي، لكن وحدة الثوار لم يعد لها مكان الآن. 

داخل الغرفة التي كانت تتسع بالكاد لثلاثتهم أخذا يسبان الثورة ويقولان إنها كانت غلطة وإن سيف الإسلام وأباه كانا محقّين.

قال سيف إنه ظل يستمع إليهما وهو يشعر بأن شيئًا ما يتغيّر. كانت الثورة تلتهم أبناءها. في النهاية، سيشعر الليبيون بإحباط شديد لدرجة أنهم سينظرون إلى الماضي ويشعرون بالحنين إلى عهد القذافي. وهذا بدوره قد يهيئ له الفرصة ليستعيد كل ما فقده.

وفقًا لأحد استطلاعات الرأي، يأتي الفساد في مقدمة المشكلات التي يعاني منها الليبيون متقدمًا على الإرهاب والبطالة وفشل القيادة.

اغتنى القادة العسكريون الجدد، الذين كانوا على الأغلب فقراء حتى عام ٢٠١١. 

عاود سيف الإسلام الحديث مرارًا وتكرارًا عن غياب مفهوم الدولة في ليبيا منذ عام ٢٠١١. فعلى حد قوله، لم تكن الحكومات المختلفة التي حكمت البلاد منذ ذلك الحين سوى مجموعة من المسلّحين يرتدون البدلات.

يبدو أن سيف الإسلام يرى أنه الوحيد القادر على تمثيل الدولة التي تجمع تحت رايتها جميع الليبيين.

أصبح سيف الإسلام، في نظر كثير من الليبيين، أشبه بفنتازيا وطنية جمعية. يرون غموضه بلسمًا لهم. إنهم يريدون أن يصدقوا أنه تغير وتعلم الدرس. فبعد سنوات عديدة من اليأس وخيبة الأمل، صاروا في أمس الحاجة لمخلص ينقذهم.

سيف الإسلام، يعي ذلك. فهو يدرك أن اختفاءه هو السبيل لإحياء شعبيته، وهو حريصٌ أشد الحرص على الاحتفاظ بهالة من الغموض حوله حتى إنني عندما التقيتُه في الزنتان، كان مترددًا بشأن السماح لنا بتصويره.

قال: لقد قضيتُ عشر سنوات بعيدًا عن أنظار الليبيين. عليك أن تعود إليهم خطوةً خطوة. ثم أضاف: عليك أن تلعب بعقولهم قليلًا.

سألته عن رأيه في ثورات الربيع العربي فقال دون لحظة تردّد واحدة: العرب الحمقى دمروا بلدانهم. (هكذا دمر العرب الحمقي بلدانهم..رأي سيف القذافي في ثورات الربيع العربي).

استطرد قائلًا إنه لا يحمل أي انتقادات لعهد والده الذي استمر ٤٠ عامًا، مشيرًا إلى أن بعض السياسات الاشتراكية في الثمانينيات ربما تكون قد خرجت عن مسارها، لكن والده أدرك ذلك وصحح الوضع.

حوار سيف الإسلام القذافى لـ “البوابة”