شارك الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم السبت، في مؤتمر ومعرض الجمهورية والذي جاء بعنوان "مصر السيسي.. وبناء الدولة الحديثة"، الذي نظمته مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والذى عقد فى مركز المنارة للمؤتمرات.
وفى كلمته التى ألقاها خلال المؤتمر عن "التعليم بوابة مصر إلى المستقبل"، نقل الدكتور طارق شوقى تحيات المهندس مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء وتمنياته بنجاح الحدث الكبير.
وأعرب "شوقى"، عن سعادته باستعراض جهود الوزارة ومساهمتها في إنجازات سبع سنوات من حكم الرئيس السيسي، مرحبًا بكافة المشاركين في المؤتمر، من الوزراء، والخبراء المعنيين، والنواب الأفاضل، وممثلي القطاع الخاص وغيرهم من الحضور، موجهًا الشكر لمؤسسة دار التحرير وجريدة الجمهورية بقيادة إياد أبو الحجاج، والهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي، والأستاذ عبد الرازق توفيق رئيس تحرير جريدة الجمهورية.
وحول ما حدث من تطوير التعليم المصري قال الوزير: إن منظومة التعليم المصري منظومة هائلة الحجم، ففي عام ٢٠١٧ كانت تضم ٢١ مليون طالب، وبرغم كبر هذا الرقم إلا أنه إزداد اليوم لأكثر من ٢٤ مليون طالبًا، وبالإضافة إلى العدد الكبير من المعلمين في حوالي ٦٠ ألف مدرسة، في ظل وجود أنواع كثيرة من المدارس، منها المدارس الحكومية والمدارس الخاصة والمدارس الدولية بما تتيحه من شهادات متنوعة من الدبلومة الأمريكية والبريطانية والـ IB والألمانية والفرنسية.
وتابع: "لدينا أيضا مدارس التعليم الفني والمدارس اليابانية ومدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا (STEM)، ولكننا مازلنا نعاني من اختزال هذا المجهود الضخم وما تقوم به الدولة تجاه تطوير التعليم في فكرة امتحان الثانوية العامة، علمًا بأن الثانوية العامة بها 700 ألف طالب من إجمالي ما يزيد على الـ٢٤ مليونا، وهذا يشير إلى أن هناك ثلاثة وعشرون مليون وثلاثة مائة ألف امتحنوا في صمت، منها شهادات الدبلومات الفنية والإعدادية وسنوات النقل".
وأوضح، أنه من هذا المنطلق جاءت رؤيتنا عن التعليم وتغيير ثقافة التعليم التي توارثناها منذ عشرات السنين، وفي عام 2014 بدء تحقيق رؤية الدولة الحديثة، والتخلي عن الدروس الخصوصية والغش، وإحداث ثورة تعليمية، وفى عام 2016 تم تنظيم مؤتمرات الشباب واتخاذ القرارات الجريئة بهذا الشأن.
وأضاف الوزير أنه تم تطوير المناهج عام 2018 بداية من مرحلة رياض الأطفال والمناهج الجديدة للصف الرابع الابتدائى التي ستصبح متاحة خلال سبتمبر وأكتوبر القادمين، وبذلك يكون تم تطوير محتوى ست سنوات من المناهج مبنية على إطار عام للمناهج، حيث تم تحديد 14 مهارة تقوم على فكرة تعلم لتكون "تعلم لتعرف، تعلم لتعمل، تعلم لتعيش"، ويتم تقييم الطالب تقييمًا مستمرًا، مع التأكيد على بناء الهوية والشخصية وأن يكون لدى الطالب الشغف للتعلم.
وناشد الدكتور طارق شوقى وسائل الإعلام على التعاون مع وزارة التربية والتعليم لتوعية أولياء الأمور بالهدف من التغيير، مشيرًا إلى أن الوزارة أتاحت قنوات تليفزيونية موجهة لأولياء الأمور والمعلمين لاستخراج أفضل ما في المنهج الجديد، مؤكدًا أنه يجب التخلص من فكرة أن الطالب يتعلم فقط لإعداده للثانوية العامة والتنسيق، فالتعليم هدفه حياة يعيشها الطالب ويتعلم فيها، والوزارة تبذل قصارى جهدها في توفير كتب ومناهج للطلاب ذات مستوى عال، تؤهلهم للحصول على شهادات على مستوى عالمي يستطيع الطلاب بها المنافسة دوليًا.
وأشار إلى أنه حدث تحول رقمي للتعليم، تشيد به الدول والمؤسسات الدولية، وتمتلك الوزارة الآن أصولًا من 6 سنوات من المناهج، ما يمثل قيمة كبيرة نفتخر بها، بالإضافة للمكتبة الرقمية المتاحة على الإنترنت مجانًا للطلاب في المرحلة الثانوية على التابلت، حيث تم تسجيل 550 مليون مشاهدة خلال سنتين ما يؤكد استفادة الطلاب منها بشكل كبير ومؤثر.
ودعا الوزير إلى الاطلاع على هذه المناهج التى تم تطويرها ومقارنتها بمناهج المدارس الدولية، مؤكدًا أن الدولة تهتم بالاستثمار فى الأطفال، وهناك تعاون مع وزارة التضامن للاهتمام بمرحلة ما قبل المدرسة بمرحلة الحضانة لخلق شخصية جديدة، لافتًا إلى أن رؤية تطوير التعليم متمركزة حول بناء نظام التعليم الجديد للجيل الذي بدأ منذ عام 2018 والذى سيتم تخرجه عام 2030، وهذا الاستثمار كله فى التعليم الحكومي المجاني.
وقال الدكتور طارق شوقى: إنه تم تأسيس منصة حصص مصر ومنصة البث المباشر ومحتواها يغنى الأسرة المصرية عن الدروس الخصوصية، كما أن امتحان الثانوية العامة لهذا العام كان بمثابة مفاجأة رغم التنبيهات السابقة منذ ثلاث سنوات بالاختلاف، حيث قدمت الدولة مجانًا محتوى للثانوية العامة، ذلك بجانب المتاح حاليًا من اكتمال البنية التحتية فى المدارس الثانوية، علمًا بأن أولادنا لديهم 2 مليون تابلت بالإضافة إلى أن الدفعة الجديدة سيتم تسليمهم 700 ألف تابلت أخرى.
وأضاف، أن هناك 24 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية بما يعكس الاهتمام الكبير بالتعليم الفنى وسيتم تخريج أول دفعة هذا العام من 3 مدارس، وهناك عدد 44 مدرسة يابانية منهم عدد بالمحافظات بجنوب سيناء والوادى الجديد، وهناك مدارس دولية حكومية IB ، IG،عليها إقبال كبير جدًا، وما حدث من تطوير مناهج ومنصات وبنوك أسئلة وهذا الحجم من المدارس يعد إنجازًا كبيرًا تمتلكه الدولة، وشارك فى عمله مئات الآلاف، كما أن لدينا 50 شريكا أجنبيا يعمل معنا.
وأشار إلى أن الأساس هم الأطفال لأنهم هم الاستثمار وأهم منتج، ونهدف إلى إنتزاع الثانوية العامة وما حولها من عادات سيئة ودروس خصوصية وغش وتسريب، فالهدف هو تغيير أسلوب التقييم حيث كانت الامتحانات لا تعطى انعكاسًا لمهارة الشخص وتعتمد على الحفظ فقط فكان لابد من التقييم المختلف حتى يتم قياس مهارات الطلاب ويفرز الفروق فى المستويات المهارية بين الطلاب.
وأكد الوزير أن امتحانات الثانوية العامة تقوم على تغيير أسلوب التقييم إلى أسلوب يقيس مهارات حقيقية بشكل ممنهج، وهناك تغيير فى شكل الأسئلة يقوم عليها مئات الأساتذة من خلال مواصفات ودرجات الصعوبة والقياس من خلال الفهم والتحليل والعمق، ولذلك تم إتاحة المنصات التعليمية للطلاب للمذاكرة من خلالها، مشيرًا الى أن التعليم يعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة "استراتيجية مصر 2030".
وخلال المؤتمر تم عرض فيلم تسجيلي عن إنجازات الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسى وبناء الدولة الحديثة.