ما أحلي الكتابة عن "المشير طنطاوى"، أعلم الكثير عن شخصية هذا القائد العظيم، يبدو هادئًا وهو كذلك، إذا تحدثت معه ينصتُ إليك ويستمع جيدًا، لديه من الذكاء والصبر ما جعله قائدًا حكيمًا ومِقدامًا، لديه من السيرة الذاتية ما يجعل أبناءه وأحفاده يفخرون به علي مدار التاريخ، شارك فى جميع الحروب التى خاضتها مصر بداية من حرب ١٩٥٦ وحتى حرب تحرير الكويت فى ١٩٩١ مرورًا بـ يونيو ١٩٦٧ وحرب أكتوبر ١٩٧٣ وكان وقتها برُتبة "مُقدِم"، فهو صاحب تاريخ عسكرى طويل ومُشرِف، ظهرت وثائق أمريكية نُشرت عام ٢٠٠٨ قالت عنه: إنه لطيف ومُهذب ويريد المحافظة على كيان القوات المسلحة المصرية، لم تتوقف مسيرة المشير طنطاوى عند مُشاركاته فى الحروب وحصوله على أرفع النياشين والأنواط وأعلى الأوسِمة والميداليات لكن الله _ عز وجل _ أراد أن تمتليء سيرته بكل ما يدعو للفخر بعد قيادته للبلاد بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١، "المشير طنطاوى" تحمل الكثير وأكرمهُ الله فى مُهمته فى المحافظة علي مصر
.. "المشير طنطاوى" وجد نفسه حاملًا مسئولية "مصر" فكان أمينًا عليها وعلى قدِر المسئولية، كانت كلماته دائمًا للجنود والضابط حاسمة وهو يوجه لهم التعليمات ويقول: عليكم بضبط النفس ومصر محفوظة ولن تضييع ولن نسمح أبدًا بضياعها.. لهذا إتخذت أجيال كثيرة من "المشير طنطاوى" مثلًا أعلي لها فى إنضباطه العسكري ووطنيته وكفاءته، فقد أصبح ( رمزًا ) لهم، لهذا السبب نجح المشير فى لم شمل "مصر" رغم الفوضى التى إنتشرت بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ ورغم إنتشار المتطرفين الذين خرجوا من القُمقُم وكانوا يستهدفون كل شيء فى مصر من الكنيسة والأزهر والمرأة والإعلام والقضاء والشرطة والجيش لكنه كان صلبًا فى مواجهته لهم وحاسمًا فى التصدى لهم وجادًا فى عدم السماح لأحد من الإقتراب من الخطوط الحمراء التى تمس الأمن القومي، ونعترف جميعًا بأن "المشير طنطاوى" نجح فى تفويت الفرصة على أصحاب الأجندات الخاصة من تصعيد الموقف الداخلي، وخاض معارك كثيرة مع الذين يُطلقون علي أنفسهم _ زورًا وبُهتانًا _ جماعات الإسلام السياسي وهُم "جماعات التطرف السياسي" ولا علاقة لهم بالإسلام وكشفهم علي حقيقتهم وفضح أمرهم، وخاص معارك مُماثلة مع بعض القوى السياسية التى كانت تتحالف مع جماعات التطرف السياسي
.. كان عامى ٢٠١١ و٢٠١٢ هُما ذروة الفوضى التى عاشتها مصر علي مدار تاريخها، وكان "المشير طنطاوى" عِنِد حُسن ظن المصريين به، لكنه خرج من منصبه بحيلة شيطانية فى أغسطس ٢٠١٢ دبرتها الجماعة الإرهابية التى وصلت لحُكم مصر، وظن الإرهابيون أنهم إنتصروا على المشير لكنه كان إنتصارًا زائفًا ومُلوثًا بالدماء بعد تورطهم فى قتل الجنود فى رفح فى رمضان.. مرت الأيام علينا بصعوبة بالغة وكانت فى قلوبنا "غُصة" مما يحدث لبلدنا، فقد كان "المشير طنطاوى" حصن منيع يتصدى لمن أراد سوءًا لمصر، لكن ثقتنا فى الجيش المصرى وقياداته الجديدة لم تهتز لأنهم فى النهاية تتلمذوا علي يد المشير وتربوا على العقيدة العسكرية الراسخة التى تقول: الجيش جيش الشعب ومِلك الشعب، لم تتزحزح ثقتنا أبدًا فيهم وكانوا خير خلف لخير سلف، وبالفعل وجدنا الفريق السيسي قائد الجيش الجديد يتحدث بنفس لغة ويقين وثبات وهدوء المشير طنطاوى، وقتها أدركنا أننا أمام قائد جديد سيدخل التاريخ مثلما دخل من قبل القائد القديم وسيسير على دربه محافظا على العهد وحاميًا للوطن
.. مرات عديدة وجه الرئيس السيسي التحية للمشير طنطاوى، وكرمه كثيرًا لكنى أتوقف أمام ما حدث فى الندوة التثقيفية الـ ( ٣١ ) للقوات المسلحة والتى أُقيمت فى ١٣ أكتوبر ٢٠١٩ حينما قال الرئيس السيسي نصًا: وإحنا بنتكلم عن سيادة الفريق عبدرب النبي حافظ قائد الفرقة ١٦ مشاة أثناء حرب آكتوبر مش هايفوتني إني أكرم قائد الكتيبة ١٦ فى حرب أكتوبر سيادة المشير حسين طنطاوى الرجل العظيم الذى قاد مصر فى أصعب الفترات.. فكل التحية والتقدير لسيادة المشير طنطاوى