ولدت حكمت ابو زيد، أول سيدة تتقلد منصب وزيرة في تاريخ مصر في عهد الرئيس الراجل جمال عبد الناصر، في قرية نزالي جانوب بمركز القوصية محافظة أسيوط عام 1916، من قرية متوسطة مادياً كان والدها يمتلك مكتبه تضم بعض خطب مصطفى كامل، وأعمال المناضلة الفرنسية جولييت آدم، ومؤلفات مصطفى صادق الرافعي، ووالدتها تشارك جاراتها وصاحباتها المسيحيات في صوم العذراء، وتكتفي طيلة هذا الصوم بما يعدونه لها من طعام خال من الدهون .
وكانت حكمت لديها ثلاث اشقاء، وتخرجت بمدرسة الابتدائية في سوهاج ثم أسوان، وتقدمت بعدها للالتحاق بمدرسة حلوان الثانوية للبنات.
و في 25 سبتمبر 1962، اختارها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول وزيرة للشئون الاجتماعية و أطلق عليها الرئيس السابق جمال عبد الناصر " قلب الثورة الرحيم".
و التحقت حكمت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة" حاليًا في عام 1940م، و كان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين، الذي تنبأ لها بمكانة رفيعة في المستقبل لملاحظته قدرتها العالية في المناقشة الواعية. ولم تكتف أبو زيد بالحصول على المؤهل الجامعي، بل حصلت على درجة الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا عام 1950، ثم درجة الدكتوراة في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا عام 1955. وفي العام نفسه، عملت أبو زيد أستاذًا بكلية البنات جامعة عين شمس، إلى أن اختارها عبد الناصر وزيرة للشؤون الاجتماعية في العام 1962.
و اشتهرت حكمت باختلافها مع الرئيس الأسبق محمد أنور السادات في بعض وجهات النظر وكان الحديث مذاعًا في التليفزيون، من أهم مشروعاتها مشروع الأسر المنتجة، ومن أبحاثها: التكيف الاجتماعى في الريف، التربية الإسلامية، وكفاح المرأة، ووضعت أول خطة لتنمية الأسرة، وأعدت مشروع الرائدات الريفيات تمهيدًا للأسر المنتجة، وعملت لصالح مشروع تهجير النوبة، ووضعت قانون تنظيم الجمعيات الأهلية، ونظمت جمع الزكاة، استمرت في الوزارة ثلاث سنوات بعدها أقامت بليبيا خلال الفترة من 1972 إلى 1992، وعملت أستاذة بجامعة الفاتح وحصلت على نوط الفاتح العظيم، وعندما عادت لمصر بدأت تحاضر في قسم علم النفس والاجتماع بكلية الآداب، وتوفيت في سبتمبر عام 2011، عن عمر يناهز 90 عامًا بعد معاناة لفترة طويلة مع المرض.