منذ نحو 6 سنوات، والحزن يعشش في بيوت أسر شهداء حادثي تفجير الحافلة الأمنية، واغتيال أمين شرطة الدلنجات بمحافظة البحيرة، حتى أثلجت محكمة جنايات دمنهور الدائرة "الأولي" صدورهم، اليوم الخميس، بعد حكمها بإعدام 24 إخوانيًا بينهم مسؤول المكتب الإداري للجماعة الإرهابية، عقب أخذ الرأي الشرعي لفضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام.
وعاقبت المحكمة برئاسة المستشار مصطفى المغازي، رئيس المحكمة وعضوية المستشارين جمال عبد الناصر سالم، وحاتم حمزة عبدالرحمن، وسكرتارية حسام الرملى، 16 متهمًا بالإعدام، بينهم 10 حضوريًا، وعلى رأسهم المتهم الأول محمد محسن سويدان، مسؤول المكتب الإدارى لجماعة الإخوان في البحيرة، في قضية تفجير أتوبيس الشرطة بمركز رشيد عام 2015.
وتضم قائمة المتهمين كلا من:" محمد محسن سويدان، محمد محمود أبو السعد، ماهر عبد المنعم أبو الحسن، ماهر عبد الحميد عبد الحميد، عبد الهادي السيد الزيات، أيمن إبراهيم مالك، أحمد عادل الزارع، المعتصم بالله عادل الزارع، سعيد خليل يونس أبو يونس، سعد فتح الله محمد الحداد، عبده محمد أبو دياب، مجدي باهي يونس، محمد مجي باهي يونس، محمد محمد الوالي، عبد المولي عوده عبيد، جمال مختار عبد المعبود حسين".
تفجير أتوبيس شرطة برشيد
واستيقظ الأهالي في محافظة البحيرة، في الرابع والعشرون من شهر أغسطس عام 2015 علي حادث إرهابي استهدف أتوبيس يقل أفراد شرطة اثناء ذهابهم لعملهم بمركز رشيد من خلال قيام العناصر الإرهابية بزرع عبوة ناسفة بطريق " دمنهور – رشيد "، أسفر عن استشهاد 3 شرطيين وإصابة 39 أخرين.
وكشف اللواء خالد عبد الحميد، رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن البحيرة في تلك الفترة، في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، أن العناصر الإرهابية زرعت عبوة ناسفة، حال تهدئة الأتوبيس أمام مطب صناعي علي الطريق أمام قرية الشريف، تحتوي علي مسامير، أسفر عن تفجير الجانب الأيمن للأتوبيس واستشهاد 3 شرطيين وإصابة العشرات، بعضهم كان في حالة خطرة .
وأعلن الدكتور علاء عثمان وكيل وزارة الصحة بالبحيرة الأسبق، إن الحادث الإرهابي أسفر عن استشهاد كلا من " سامى على إبراهيم الغرباوى 35 سنة، مجاهد عبد السلام العجمى 40 سنة، جمعة الغرباوي 40 سنة"، جميعهم من دمنهور، نتيجة إصابتهم بشظايا بالرقبة والرأس الناتج عن عملية التفجير التي استخدم فيها المسامير.
فرحة بالقصاص للشهداء
وسادت حالة من الفرحة بين أهالي شهداء حادث تفجير أتوبيس شرطة بطريق " دمنهور – رشيد"، عقب صدور الحكم، بعد 5 سنوات و11 شهرًا في انتظار القصاص للشهداء.
وقال محمد الغرباوي، شقيق الشهيد جمعة الغرباوي من قرية زرقون القبلية التابعة لمركز دمنهور: النهاردة القضاء المصري العادل أنصف حق الشهداء من المتهمين اللذين خططوا لارتكاب الحادث الإرهابي الخسيس لإستهداف رجال الشرطة، مشيرًا إلي أن شقيقه جمعة كان الأب والأخ والصديق له وشقيقه "رضا "، باعتباره الشقيق الأكبر، حيث كان صاحب القلب الطيب ليس علي عائلته فقط بل علي القرية كلها فالجميع كان يحبه الكبير قبل الصغير ، موضحا أن أخر لقاء معه كان قبل استشهاده بساعات مع الأسرة و كأن هذا لقاء الوداع " .
وتابع شقيق الشهيد: طول عمر الشهيد في حاله وكان بيحب الجميع في البلد، مات وترك أربعة أولاد أصغرهما عمره سنتين، والحمد الله جاء حقه وكل الشهداء.
القبض علي خلية تفجير أتوبيس شرطة رشيد
وتمكن ضباط المباحث الجنائية بمديرية أمن البحيرة، بالاشتراك مع الأمن الوطني والعام، من ضبط عدد من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، هم منفذي واقعة تفجير الأتوبيس رقم 2757/ب12 التابع للمديرية والخاص بنقل أفراد الشرطة خط "دمنهور- رشيد" مما نتج عنه استشهاد كل من "أمين الشرطة مجاهد إبراهيم عبد السلام العجمي، أمين الشرطة سامي على إبراهيم الغرباوي، مساعد جمعة على عبد المنعم الغروبي من قوة مركز شرطة رشيد وإصابة آخرين بكسور وشظايا متفرقة بالجسم، وتهشم الجانب الأيمن وزجاج الأتوبيس بالكامل.
ووجهت نيابة أمن الدولة العليا في قرار الإحالة إلى المتهمين تهم الانتماء إلى جماعة محظورة أسست على خلاف القانون والانضمام إلى جماعات العمل النوعي المسلحة للجماعة مع العلم بأغراضها، وتم توجيه تهمة قيادة جماعة محظورة وتأسيس مجموعات العمل النوعي إلى المتهم الأول في القضية محمد محسن سويدان.
ووجهت النيابة إلى 5 متهمين بينهم المتهم الأول، تمويل جماعة إرهابية وإمدادها بالأموال والأسلحة والذخائر، ووجهت إلى 9 متهمين تهم الاشتراك مع آخرين مجهولين بقتل أمناء الشرطة سامى على إبراهيم ومجاهد عبد السلام العجمي وجمعة عبد المنعم الغرباوي عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، والشروع في قتل 39 آخرين، وأنهم عقدوا النية على قتل أفراد الشرطة مستقلي الحافلة رقم 2757/ ب12 حال مرورهم بطريق «رشيد-المحمودية» وأعدوا لهذا الغرض عبوة مفرقعة زنة 5 كيلوجرام من مادة نترات الأمونيوم متصلة بدائرة إلكترونية لتفجيرها عن بعد، ووضعوها قربًا من مطب صناعي بطريق الحافلة، وفجروا عبوتهم أثناء مرورها قاصدين ازهاق ارواح المجني عليهم، تنفيذًا لغرض إرهابي، كما استعملوا المفرقعات بغرض تخريب الأملاك العامة لغرض إرهابي، وتعريض حياة الناس للخطر، وإشاعة الفوضى، بأن فجروا عبوة مفرقعة في السيارة المذكورة.
كما وجهت النيابة لـ2 من المتهمين تهمة التحريض على ارتكاب جرائم الشروع في القتل واستعمال المفرقعات والتخريب والاتلاف، ووجهت لعدد 12 متهمًا تهم حيازة أسلحة ومفرقعات، ولـ5 متهمين حيازة بنادق آلية وذخائر.
الحكم بإعدام 8 قيادات إخوانية بإغتيال أمين شرطة بالدلنجات
وقضت ذات الدائرة أيضًا بإعدام 8 متهمين بينهم 6 حضوريًا، وانقضاء الدعوي بحق 3 آخرين للوفاة في حادث اغتيال أمين شرطة ربيع محمد على عصفور، 38 عامًا، من قوة مباحث الدلنجات، أثناء خروجه من منزل أحد أصدقائه بقرية الوفائية، في القضية رقم 2308 لسنة 2015، والذين سبق وأحالت أوراقهم إلي فضيلة مفتي الجهمورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامهم.
وتضم قائمة المتهمين كل من:" حمادة محمد فتح الباب، محمد حمدي عبد الوهاب بكر، بديع أحمد سيد بكر، أحمد محمد عبد الرحيم زوره، أحمد عبد الحكيم الصاوي، عوض صبحي النجار، أبو عبيده سيد أحمد العموري، أحمد محمد غيط، محمد أحمد يوسف العموري، إكرامي محمد يوسف غالي، صبحي عبد ربه العاسي".
وترجع أحداث الواقعة حينما، تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة، إخطارًا يوم 18 من شهر ديسمبر لسنة 2014، بقيام ملثمين مجهولين يستقلون دراجة نارية، بإطلاق وابل من النيران على الأمين "ربيع محمد على"، 38 عامًا، أمين شرطة بمباحث الدلنجات، أثناء خروجه من منزل أحد أصدقائه خفير نظامى بقرية الوفائية، مما أدى لإصابته بطلق ناري في البطن وتوفي في الحال وفروا هاربين.
وتمكن ضباط المباحث الجنائية بالاشتراك مع الأمن الوطني والعام، من ضبط "بديع. س" و"أحمد. م"، و"أحمد. ع" و"أبو عبيد. س"، و"إكرامي. م" و"صبحي. ع"، لاتهامهم بقتل أمين الشرطة والشروع في قتل الخفير الذي كان يرافقه، وذلك عقابًا على نشاطهما لما لهما من دور بارز في كشف غموض وقائع إرهابية مجهلة آخرها "حادث حريق مكتب بريد الوفائية" والمحرر بشأنه المحضر رقم 8513 لسنة 2014 إداري الدلنجات في 16 نوفمبر 2014.
وضبط العديد من العناصر الإخوانية المطلوبة على ذمة قضايا إرهابية من المقيمين بقرية الوفائية وأن وراء قتله خلية إرهابية تنتمى لتنظيم "الإخوان" الإرهابي وأن من عناصرها كل من "بديع. ا. أ"، حاصل على دبلوم صنايع، ويعمل تاجر ليمون والصادر ضده قرار النيابة العامة بالضبط والإحضار في القضيتين رقمي 5041 لسنة 2014 إداري الدلنجات 2 أحوال مركز الدلنجات في 24 ديسمبر 2014، "تحريض على أعمال عنف"، أحمد. م. ع طالب بكلية التربية جامعة الأزهر، "أحمد. ع. ف" طالب بجامعة طنطا، وجميعهم مقيمون بدائرة المركز وآخرين.
