يحتفل العالم فى يوم 30 يوليو من كل عام باليوم الدولى للصداقة الذى أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة فى 27 أبريل عام 1911 من منطلق إيمانها أن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملًا مؤثرًا وداعمًا مثمرًا لجهود السلام فى كل بقاع الدينا، وتشكل فرصة ذهبية لبناء الجسور بين المجتمعات، وترسيخ الإحترام المتبادل بين الثقافات والحضارات المتنوعة فى العالم أجمع.
ولقد دعت الجمعية العمومية للأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والإقليمية
والمجتمع المدنى والأفراد إلى الإحتفال باليوم الدولى للصداقة بالطريقة التى تراها مناسبة وفقًا للثقافات والأعراف والقيم والتقاليد الملائمة لمجتمعاتهم المحلية والوطنية والإقليمية.
ويرتكز اليوم الدولى للصداقة على إدراك جدوى الصداقة وأهميتها بوصفها إحدى المشاعر النبيلة والجميلة فى حياة البشر، وإحدى القيم الهامة والنفيسة التى تربطنا مع بعضنا البعض برباط المحبة.
إن عالمنا اليوم يواجه العديد من التحديات والأزمات وعوامل الإنقسام مثل الفقر والجهل والأوبئة
والأمراض والعنف والإرهاب وإنتهاكات حقوق الإنسان وغيرها الكثير من المشاكل التى تعمل على تقويض السلام والأمن والإستقرار والتنمية والوئام الإجتماعى بين شعوب العالم وفيما بينها.
ولمواجهة تلك الأزمات والتحديات لابد من معالجة أسبابها الحقيقية والجذرية من خلال ترسيخ قيم الحب والصداقة، وتعزيز روح التكافل والتكامل والتضامن والتعاون الإنسانى.
نعم! ما أجمل الصداقة... إنها كشجرة... بذورها المحبة والإخاء... وجذورها الإخلاص والوفاء... وسيقانها الأمل والرجاء... وأغصانها التضحية والعطاء... وثمارها السعادة والهناء، لذا علينا أن نراعيها ونغذيها ونرويها ونحميها، ولا يجب أن ننتظر من الصداقة ثمارًا نأكلها، وإنما ورودًا تزين دروب الحياة، فالأصدقاء الأوفياء يعطون مذاقًا حلوًا للحياة، ولا طعم للحياة بدون أصدقاء أوفياء.
حقًا! لقد أخبرتنا الحياة أن الأصدقاء الأوفياء فى بورصة الحياة كرصيد من الذهب فلا عجب أن يقال: إن الثراء الحقيقى لا يقاس بمقدار ما تمتلك من المال، وإنما بما لديك من أصدقاء أوفياء.
فالصديق الحقيقى ثمنه يفوق اللآلىء فهو بمثابة شاطىء الأمان لسفينة حياتك عندما تلاطمها العواصف العاتية، والأمواج العالية فى بحر ذى الحياة، والصديق الوفى بمثابة الأخ الذى لم تلده لك أمك، هو الذى يقف بجوارك عندما يتخلى عنك الجميع، وهو الذى لا يبيعك يومًا مهما كان المقابل... وهو الذى الذى يدافع عنك بإستماتة مهما كلّفه الأمر... هو الذى يتمنى لك ما يتمناه لنفسه، ويخاف عليك كما يخاف على نفسه، ما يفرحك يفرحه، وما يؤلمك يؤلمه.
أجل! رائعة هى الصداقة، ففى الصداقة الحميمة تتضاعف أفراحنا، وتتضاءل أتراحنا، ولأن العلاقة الوثيقة التى تجمع بين صديقين كالعلاقة بين العين واليد، فإذا ذرفت العين الدموع برقة مسحتها لها اليد، ولا تتوقف هذه العلاقة الجميلة إلا إذا توقفت نبضات القلب.
أتمنى أن نعمل بكل طريقة ووسيلة على تمكين قيمة الصداقة بين الشعوب والثقافات والأفراد... فالحكمة تقول:" مَنْ لا يمكنك أن تجعل منه صديقًا فلا تصنع منه عدوًا.
نعم! يوم واحد لا يكفى للإحتفال بالصداقة... وإنما يجب أن تكون الصداقة هى أسلوب حياة البشر، فالصداقة تصنع السلام، وتنشر السعادة.
وكل عام وعالمنا يعمه الحب والسلام والإستقرار والإزدهار والوئام.
آراء حرة
اليوم العالمى للصداقة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق