«منذ الوهلة الأولى علمت بأننا نملك حارس واعد وعملاق، رجل أعلن اعتزامه التواجد في كأس العالم والبطولات الكبرى وتمكن من تحويل أحلامه إلى حقيقة»، بهذه الكلمات امتدح طارق سليمان مدرب حراس مرمى النادي الأهلي السابق ومصر للمقاصة الحالي، محمد الشناوي حارس المنتخب الأوليمبي، الذي ساهم في تأهل الفراعنة الصغار إلى الدور ربع النهائي لملاقاة البرازيل بمنافسات كرة القدم رجال من دورة الألعاب الأوليمبية 2020 المقامة حاليًا في العاصمة اليابانية طوكيو.
محمد الشناوي يتألق أمام أستراليا
وأنقذ محمد الشناوي، حارس مرمى المنتخب الأوليمبي، العديد من الفرص المؤكدة والصعبة في مباراة مصر أمام أستراليا ضمن لقاءات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات بأوليمبياد طوكيو 2020، والتي انتهت بفوز أبناء النيل على المنتخب الأسترالي بهدفين دون رد، مما رجح كفة كتيبة المدير الفني شوقي غريب في التأهل على حساب الأرجنتين وأستراليا بفضل حماية عرينه من هز الشباك، لكي يتأهل المنتخب المصري رفقة نظيره الإسباني على حساب نجوم التانجو بفارق الأهداف بعد التساوي في عدد النقاط.
الشناوي رجل عازم على النجاح
ورغم لعبه دورًا كبيرًا خلال الأولمبياد التي تقام في الفترة من 23 يوليو حتى 8 أغسطس 2021، إلا أنه يتطلع للمزيد من النجاح والوصول إلى المجد سواء مع منتخب بلاده أو ناديه الأهلي.
ومنذ نعومة أظافره، تدرج في المراحل السنية في القلعة الحمراء، عقب نشأته مع ناشئي الأهلي من سنة 2002 إلى سنة 2009، حتى خرج لخوض تجربة في الدوري الممتاز مع طلائع الجيش من 2009 حتى 2012، لينتقل على سبيل الإعارة إلى حرس الحدود، ثم الانتقال إلى بتروجيت، قبل أن يعود مرة أخرى في موسم 2016-2017 لمقر الأحمر بالجزيرة.
عاد الشناوي إلى بيته، واصطدم بترتيبه على مستوى الحراس في الفريق، حيث وجد نفسه حارس ثالث، بعد شريف إكرامي وأحمد عادل عبدالمنعم، ليثابر ويكافح من أجل تحقيق حلمه، حتى جاء يوم 28 يوليو 2017، وأعطى المدير الفني، الفرصة لمشاركة الحارس الاحتياطي وقتها، في مباراة نصر حسين داي بالبطولة العربية بعد إراحة الحارس الأساسي شريف إكرامي، وفي الدقيقة 62 صوب المنافس كرة في منتصف المرمى، ليتصدى لها الشناوي بكل رعونة، لتدخل الشباك وتصعب موقف المارد الأحمر، الذي احتاج للفوز في تلك المباراة للتأهل للدور الثاني.
وهاجمت جماهير القلعة الحمراء، الحارس، على منصات التواصل الاجتماعي وطالبت بإبعاده من الفريق واستقطاب حارس آخر، لكن المدرب ومجلس الإدارة أصروا على الإبقاء عليه خاصة وأنه من أبناء النادي والخطأ وارد لأي شخص.
الأخطبوط يعود من جديد
وظل الحارس الثالث وقتها جالسًا على دكة الاحتياط لفترة، حتى بدأ رحلة العودة في الظهور بالتشكيل الأساسي، لينضم لصفوف المنتخب الوطني الأول، ويسافر روسيا ليخوض أول مباريات الفراعنة في كأس العالم 2018، وفي 15 يونيو بدأ زئير الأسد يعلو على خط المرمى عندما واجه منتخب أوروجواي في مواجهة الجولة الأولى بدور المجموعات، ورغم خسارة مصر بهدف للا شئ، نال الشناوي جائزة أفضل لاعب في المباراة بعدما قدم أداء استثنائيًا أمام نجوم العالم إدينسون كافاني ولويس سواريز.
ومنذ ذلك التاريخ، حدثت نقطة التحول في مسيرة صاحب الـ32 عامًا، وهيمن على حراسة مرمى الأهلي والمنتخب الأول، إلى أن جاء موسم 2019-2020، حتى أصبح الشناوي هو أفضل لاعب في الأهلي وأكثر لاعب تحتفي به السوشيال ميديا بعد كل مباراة.
أخطبوط يسيطر على البطولات
وساهم الحارس المتألق في حصول الكتيبة الحمراء، على بطولة دوري أبطال أفريقيا 2020، ليحقق الأهلي اللقب التاسع في تاريخه من هذه البطولة بعد سنوات عجاف.
وفي 11 فبراير 2021، حقق فريق الشياطين الحمر برونزية كأس العالم للأندية، بعد أداء عظيم من محمد الشناوي، في أول مباراة أمام الدحيل القطري ثم بايرن ميونخ الألماني، ثم بالميراس البرازيلي، ليحسم الحارس الميدالية البرونزية واحتلال المركز الثالث لصالح فريقه، بعد ركلات الترجيح التي شهدت تألق كبير من قائد الأهلي، ليحصد جائزة أفضل لاعب في اللقاء.
ليستمر مسلسل السيطرة على البطولات، بحصد لقب السوبر الأفريقي أمام نهضة بركان المغربي، ليحمل الحارس القائد بطولة جديدة، قبل أن يضيف البطولة الثانية له مع الأحمر والعاشرة في تاريخ النادي من دوري أبطال أفريقيا في 17 يوليو 2021، ضمن 12 بطولة حصدها الشناوي مع بطل القرن الأفريقي، منهم 5 ألقاب للدوري الممتاز، وبطولتين لكأس مصر، وبطولتين للسوبر المحلي ولقب للسوبر الأفريقي بجانب برونزية كأس العالم للأندية.
ولم يكتف الشناوي بذلك، حتى استدعاه المدير الفني للمنتخب الأولمبي شوقي غريب، للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، ليكون ضمن أهم اللاعبين فوق السن في البطولة المرموقة باختيار فيفا.
يثبت محمد الشناوي بشكل متجدد، بأنه مثال للاجتهاد والمثابرة دون النظر للسوشيال ميديا، لينال إشادة الجميع حول العالم.