قال الدكتور جمال شيحة، رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية مرضى الكبد بالدقهلية، ومستشفى الكبد المصرى بشربين: إن الاحتفال باليوم العالمى للالتهاب الكبدى، ثمرة الكفاح الطويل للجمعيات الأهلية لمرضى الكبد فى كل دول العالم، خاصة فى أوروبا وأمريكا؛ لافتًا إلى أن اتحاد جمعيات مرضى الكبد فى العالم، تقدم بطلب إلى منظمة الصحة العالمية للاحتفال باليوم العالمى للالتهاب الكبدى الفيروسى، يوم ٢٨ يوليو من كل عام.
وأشار «شيحة»، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، إلى أن مصر كان معروف عالميًا أنها أكبر دولة فى العالم، بها مرضى فيروس سى، حيث كانت النسبة لعدد السكان تتراوح من ١٢ إلى ١٤٪، وهذا أكبر كنسبة فى بلد واحدة، وهذا الأمر وصل إلى حد الوباء لإصابة ما يقرب من ٥ إلى ٧ ملايين مريض، يحتاجون العلاج، وبالتالى الأمر كان مشكلة صحية ضخمة وتحتاج إلى عشرات السنين لحلها.
ونوه العضو السابق باللجنة القومية لمكافحة الفيروسات، إلى أنه لم يكن يوجد علاج حقيقى للمرض فى العالم كله، إلا فى عام ٢٠٠١، وهى حقن الإنترفيرون وأقراص الريبافيرين، ونسبة الشفاء كانت تتراوح ما بين ٤٠ و٥٥٪، هذا بخلاف أن تكلفة العلاج ضخمة، ولها آثار جانبية خطيرة، ولها محاذير كثيرة فى استخدامها.
ولفت إلى أن جمعية مرضى الكبد، طالبت كثيرا بتوفير العلاج للمصريين وقتها، ولم تتم الاستجابة لنا إلا فى عام ٢٠٠٦، وتم توفير الحقن بثمن زهيد، وتم إنشاء أول مركز للفيروسات الكبدية، داخل المعهد القومى للكبد، وبعدها تم إنشاء ٢٠ مركزا على مستوى الجمهورية، وكانت تعالج ٤٠ ألف شخص سنويا من ٥ ملايين مريض.
وأشار إلى أنه فى عام ٢٠١٢، كان هناك تحول نوعى، وظهر علاج يتناول بالفم وليس له آثار جانبية، ونسبة نجاحة تتخطى ٩٠٪، ومن هنا تواصلت اللجنة القومية للفيروسات الكبدية، التى كنت أشرف بعضويتها، مع الشركة المنتجة للعلاج، وطلبنا تجريبه فى مصر، وعمل دراسات قبل تسجيل الدواء.
وتم بالفعل إجراء الدراسة فى ٣ أماكن بمستشفيات جامعة القاهرة تحت إشراف الدكتور جمال عصمت، ومعهد الكبد، بإشراف الدكتور وحيد دوس، وفى مستشفى الكبد المصرى فى شربين تحت إشراف الدكتور جمال شيحة، وتمت تجربة الدواء وثبت فاعلية الدواء وأمانه.
وأشار إلى أن الدراسة اكتملت فى ٢٠١٢ فى العالم، وتم تسجيل الدواء عالميا، لكن المشكلة كانت تكمن فى أن سعر العلاج ٩٠ ألف دولار فى ٣ شهور؛ لافتا إلى أنه تم التفاوض ما بين اللجنة القومية للفيروسات، الشركة المنتجة للعقار الجديد، وبالفعل تفاوضت وزارة الصحة المصرية، تم توفير الدواء بـ٣٠٠ دولار فى الشهر، وبعدها تم توفيره بأسعار أقل، وتم علاج ما يقرب من ٥٠٠ ألف مريض سنويا.
وأكد «شيحة»، أن نقطة التحول الحقيقية للقضاء على المرض، كانت فى عام ٢٠١٨، بمبادرة مليون ١٠٠ صحة، وتم فحص ٦٠ مليون مصرى، فى ٧ شهور، وعلاج ما يقرب من ٣ ملايين مريض، رغم أن منظمة الصحة العالمية كانت أمهلت مصر التى لديها انتشارًا لفيروس سى، مهلة حتى ٢٠٣٠ للقضاء عليه، إلا أن مصر حولت ذلك إلى إنجاز لم تصل إليه أى دولة فى العالم حتى الآن، ولا حتى الدول العظمى وفى هذا إنجاز طبى غير مسبوق فى تاريخ الطب وعلاج الأمراض ومكافحة الأوبئة.
ولفت، إلى أنه تم القضاء على الوباء نهائيا طبقًا للمعايير الدولية فى قياس نسبة الإصابات بعد أن نجحت بفعل نظام طبى محترف فى القضاء على الفيروس من خلال عنصرى الوقاية والعلاج بكل الطرق الحديثة ولن يعود مجددا ما دام توجد إجراءات وقائية.