أزمة جديدة تلوح في الأفق بين ارمينيا وأذربيجان، عقب مقتل عدد من الجنود الأرمن في تبادل لإطلاق نار، اليوم الأربعاء، مع قوات اذربيجانية.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية ، عن مقتل ثلاثة من جنودها في تبادل لإطلاق النار مع قوات أذربيجانية .
وقالت وزارة الدفاع في يريفان إنه "نتيجة للعمليات المسلحة التي شنها الجيش ردا على هجوم للقوات الأذربيجانية، سقط ثلاثة قتلى وجريحان في الجانب الأرميني".
وكانت الوزارة قد أعلنت في وقت سابق أن الاشتباك وقع في القطاع الشمالي الشرقي للحدود المشتركة بين الجارتين، في منطقة القوقاز.
وخلال قتال بدأ في سبتمبر واستمر ستة أسابيع حتى نوفمبر ، طردت القوات الأذربيجانية قوات تنتمي لعرق الأرمن من قطاعات من الأراضي، كانت تسيطر عليها منذ التسعينيات داخل وحول إقليم ناجورني قرة باغ، وذلك قبل وقف لإطلاق النار توسطت فيه روسيا.
لكن التوتر تصاعد بين باكو ويريفان منذ مايو الماضي عندما اتهمت أرمينيا الجيش الأذربيجاني بعبور حدودها الجنوبية لفرض "حصار" على بحيرة مشتركة بين البلدين.
ومنذ ذلك الحين تتجدد الاشتباكات بين قوات البلدين الجارين، وتعلن باكو وبريفان عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
ويبلغ البلدان في الأشهر الأخيرة مرارا عن وقوع حوادث إطلاق نار على طول حدودهما المشتركة، ما أثار مخاوف من تجدد هذا النزاع الإقليمي.
وأسفرت الحرب الخريف الماضي عن مقتل نحو 6500 شخص قبل أن تتوقف في نوفمبر بوقف لإطلاق النار بوساطة روسية وباتفاق تخلت بموجبه يريفان عن أراض كانت تسيطر عليها لعقود.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب خاص، أن زعماء روسيا وأرمينيا وأذربيجان، وقعوا بيانا حول وقف إطلاق النار في قره باغ.
وجاء في الاتفاقية، أنه تم إعلان وقف كامل لإطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل 10 نوفمبر 2020 بتوقيت موسكو. وتوقف الجيشان الأذربيجاني والأرمني في مواقعهما. وتعهدت الأطراف، بتبادل أسرى الحرب.
ونص الاتفاق أنه يجب على أرمينيا، إعادة منطقة كيلبجار إلى أذربيجان بحلول 15 نوفمبر، ومنطقة لاتشين بحلول 1 ديسمبر 2020، تاركة تحت سيطرتها ممر لاتشين بعرض خمسة كيلومترات، مما سيضمن ربط قره باغ بأرمينيا. وفي الوقت نفسه، لا تنطبق هذه النقطة على مدينة شوشا، التي أعلنت باكو في وقت سابق عن تحريرها. بالإضافة إلى ذلك، بحلول 20 نوفمبر، يجب على يريفان، تسليم باكو منطقة أغدام وجزء من منطقة غازاخ الأذربيجانية التي تحتلها.
وتنتشر وحدة حفظ سلام روسية قوامها 1960 عسكريا، بأسلحتهم النارية مع 90 ناقلة جند مدرعة و 380 قطعة من المعدات الخاصة، على طول خط التماس في قره باغ وعلى طول ممر لاتشين.
وانتشرت القوة الروسية بالتزامن مع انسحاب الجيش الأرمني. وتقتصر مدة بقائها على خمس سنوات، مع التجديد التلقائي لفترات إضافية مدتها خمس سنوات، إذا لم يقرر أي من أطراف الاتفاقية الانسحاب منها. ومن أجل مراقبة تنفيذ الاتفاقات، سيتم نشر مركز حفظ السلام لمراقبة وقف إطلاق النار.
وتسود منذ عقود ضغينة راسخة بين أرمينيا وأذربيجان، الدولتان السوفياتيتان السابقتان الواقعتان في القوقاز، على خلفية نزاع حول الأراضي.