أظهرت العديد من الدراسات العلمية، على مدار الأيام الماضية، أن الخلط بين اللقاحات يعمل على تقوية المناعة لدى الأشخاص، وأكدت دراسة أجريت في كوريا الجنوبية أن التطعيم المختلط بجرعة من لقاح استرازينيكا ثم جرعة من لقاح فايزر، تعزز مستويات الأجسام المضادة بمقدار ست مرات مقارنةً بجرعتين من أسترازينيكا. وشملت الدراسة 499 عاملًا في المجال الطبي، حيث تلقى 100 فرد جرعات مختلطة وتلقى 200 جرعتين من لقاح فايزر، والباقي حصلوا على جرعتين من لقاح استرازينيكا.
يأتي ذلك في أعقاب صدور العديد من الدراسات التي تعزز الخلط بين اللقاحات في بعض الدول فقبل أيام أكدت دراسة علمية لجامعة أكسفورد أن خلط اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد ينتج استجابة مناعية قوية ضد الفيروس، حيث أجرى باحثون دراسة على 830 متطوعًا تم تقسيمهم إلى مجموعتين؛ الأولى تلقت جرعتين من نفس اللقاح، والثانية تلقت جرعة من لقاح أسترازينيكا وأخرى من لقاح فايزر. وكان الفاصل الزمني بين الجرعتين 4 أسابيع.. مزيد من التفاصيل يتحدث دكتور ضياء كامل المتخصص في علم الباثولوجي
فيما أشارت دراسة ألمانية إلى أن المزج بين لقاحي فايزر-بيونتيك واسترازينيكا وأخذهما معا قد يؤدي إلى تقوية المناعة أكثر من الاعتماد على أخذ لقاح واحد فحسب.
وكانت الدراسة الألمانية الصادرة عن جامعة سارلاند غرب ألمانيا قد كشفت أن الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا والجرعة الثانية من لقاح بيونتيك ـ فايزر كانت مناعتهم أقوى من الذين حصلوا على الجرعتين من لقاح واحد بعينه.
وفي هذا السياق، قال الدكتور إسلام حسين، الباحث المتخصص في علم الفيروسات، إن خلط اللقاحات أصبحت ضرورة نتيجة للتفشي الكبير في بعض الدول، إلا أنه حتى الآن منظمة الصحة العالمية لم تجيزه، وبالتالي فإنه لم تتوفر لدينا دلائل علمية حتى الآن تؤكد مأمونية الخلط بين اللقاحات.
وأضاف حسين لـ"البوابة نيوز" أنه من واقع الخبرات السابقة فإننا نرى أن الخلط بين اللقاحات قد يكون جيدا جدا ويعزز الاستجابة المناعية ومن المتوقع أن تكون الاستجابة المناعية أقوى، وهو ما أكدته النتائج الأولية للعديد من الدراسات العلمية، فهناك 4 دراسات تبحث في الموضوع والآثار الجانبية للخلط بين لقاحات "استرازينيكا" و"فايزر"
وبالحديث عن الاثار الجانبية، أكد حسين أن الخلط بين اللقاحات قد يتسبب في ظهور الآثار الجانبية بمعدل أعلى، كما جدد التأكيد على أنه لا نملك الدليل العلمي القاطع نتيجة لعدم صدور نتائج للدراسات والتي من المتوقع أن تظهر خلال أيام".
وأوضح "حسين" أن كل ما نشر عن الدراسات هي عبارة عن مسودات بحثية حول الخلط بين استرازينيكا وفايزر، والتي أكدت أن الخلط بين اللقاحين أقوى على المستوى المناعي.
من ناحيته، أكد الدكتور ضياء كامل، استاذ علم الباثولوجي والمناعة، أن العديد من الدول بدأت في الخلط بين اللقاحات وعلى رأسها المانيا وفرنسا وانجلترا، ومن الواضح أن النتائج جاءت إيجابية نظرا لأن الجسم ينتج نوعين من المناعة ووجد أنه عند خلط اللقاحات يعد أفضل ويعمل على تعزيز المناعة.
وأضاف كامل لـ"البوابة نيوز" أنه على الجانب العلمي فإن خلط اللقاحات أفضل، وتأتي أهمية الدراسات التي تبحث في هذا الموضوع في أنها ستكشف تفاصيل حول أفضلية الخلط، مشددا على أن الخلط بين لقاحي "استرازينيكا" و"فايزر"، قد ينتج مناعة طويلة المدى لأنها ترفع من خصائص الجهاز المناعي ليكون أذكى وقد ينتج الجسم خلايا مناعية جديدة بعد فترة من تلفقى اللقاحات.
واختتم: "إنه من المؤكد أن ليس كل شئ آمن بنسبة 100 %، وخطورة الخلط قد تظهر من الأعراض الجانبية التي قد قد تجتمع معا في الشخص الواحد وهو ما يؤدي لتدهور صحته ولو بشكل مؤقت".