اكتشف علماء فلك بجامعة بنسلفانيا الأمريكية، يدرو برناردينيلي وجاري بيرنشتاين، مذنبًا كبيرًا جدًا تمت تسميته "2014 UN271"، وبحسب القياسات يبلغ عرض المذنب حوالي 100 كيلومتر ما يعني أنه أكبر بحوالي 3 مرات من مذنب "هيل بوب"، الذي ظهر بشكل رائع في التسعينيات من القرن الماضي.
ويقول تقرير نشرته الجمعية الفلكية في جدة على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك" إنه "بشكل عام يتحرك المذنب الضخم 2014 UN271 نحو الشمس، إلا أننا قد لا نراه بالعين المجردة عند وصوله إلى أقرب مسافة في أوائل العام 2031، لأن المذنب الضخم سيكون خارج مدار زحل بعيدًا جدًا عن الرؤية بالعين المجردة، ويقدر بعض علماء الفلك أن لمعانه الظاهري حوالي +17، تقريبًا مثل قمر بلوتو تشارون".
وتضيف الجمعية في بيانها أن المذنب الضخم "2014 UN271" له مدار شديد الاستطالة يمتد مرورًا بجوار كوكب زحل إلى مسافة شاسعة جدًا تبلغ حوالي سنة ضوئية، لذلك في المناطق البعيدة من مداره يشعر بالكاد بجاذبية الشمس.
وأشارت إلى أن هناك حديثا عن مهمة فضائية للالتقاء بالمذنب الضخم 2014 UN271 حيث ستقوم وكالة الفضاء الأوروبية ببناء مسبار يسمى (كومت إنترسيبتور) مصمما لاستكشاف المذنبات القادمة من الفضاء السحيق، لذلك سيكون قادرًا على زيارة المذنب بعد 10 سنوات من الآن.
وطمأنت الجمعية سكان الأرض بأن المذنب لا يشكل تهديد اصطدام بالكرة الأرضية ولكن يمكن أن يزداد لمعانه وفق بعض التوقعات، وقد سجل في الوقت الحالي علامات إطلاق الغازات منه على الرغم من أن المذنب لا يزال بعيدًا خلف كوكب أورانوس، وهذه العلامات المبكرة للنشاط قد تبشر بأنه يمكن رؤيته مستقبلا من خلال التلسكوبات الصغيرة إن لم يكن بالعين المجردة.
وتمكن فريق من علماء الفلك من اكتشاف علامات نشاط هذا المذنب وعلى الأرجح أن ذوبان الجليد يشكل غلافًا جويًا حول نواته الصلبة، مما يؤكد أنه مذنب.
المرصد الأوروبي
تقول "روزيتا كوكوتانيكوفا" من المرصد الأوروبي الجنوبي، والتي قادت عمليات الرصد باستخدام شبكة من التلسكوبات في نصف الكرة الجنوبي: "لقد زاد سطوعه كثيرًا مما يعني أنه نشطة".
وتابعت: إن ملاحظة هذا النشاط ستكون مفيدة أيضًا، لأننا لم نلاحظ أبدًا مذنبًا نشطًا حتى الآن بعيدًا عن الشمس، كما تقول "كوكوتانيكوفا". سيسمح هذا للباحثين بسبر مناطق النظام الشمسي حيث يبدأ النشاط المذنبي. وقد تكون القدرة على مراقبة الجسم لفترة طويلة مع وصوله إلى أقرب نقطة له من الشمس مع عقد من الملاحظات المقبلة، مجزية للغاية. إذ سيتمكن علماء الفلك من مشاهدته وهو يتطور وربما يتغير في مستويات نشاطه أو حتى يتفكك. يقول "كولين سنودجراس" من جامعة إدنبرة: "حقيقة أنه يمكننا متابعة هذا الشيء خلال السنوات العشر القادمة تعني أن هناك الكثير من الفرص لاكتشاف المزيد من التفاصيل".
وفي الوقت الحالي، لا يزال أكبر مذنب شوهد على الإطلاق ويقترب من النظام الشمسي الداخلي، ويقدم لمحة عن أسرار النطاقات الخارجية لشمسنا، وكيفية تصرفها مع اقترابها من مدار زحل سيكون أمرًا مثيرًا للمشاهدة، ومن المحتمل ألا يُنسى اسم برناردينيلي-بيرنشتاين في أي وقت قريبًا بحسب الباحثين.