في مثل هذا اليوم 27 يوليو عام 1998 رحل وحش الشاشة فريد شوقى، وسجل الفنان الكبير فريد شوقي رقما قياسيا بين الفنانين المصريين والنجوم العالميين عندما عرضت له عام 1964 ثمانية أفلام دفعة واحدة وفي محصلة مشواره الفني وقام ببطولة ثلاثمائة فيلم و30 مسلسلا إذاعيا و15 مسرحية و8 مسلسلات تلفزيونية.
لقب الفنان بـ"ملك الترسو" وكـان فـريد شوقي بين الخمسينات والستينات وأوائل السبعينات نجم النجوم حيث استطاع أن يكتسب شعبية كبيرة عبر أدواره المتميزة خصوصا في أوساط البسطاء الذين لقبوه بـ "الملك" و"وحش الشاشة" و"ملك الترسو" الذي كان أحـب الألقاب إلى قلبه.
وعشق الفن منذ صغره وأخلص له حتى آخر لحظة في حياته وبدأ حياته من الصفر وانتهى إلى القمة حيث ظل سنوات طويلة متربعا في قلوب الناس الذين أحبوه ومنحوه تلك الألقاب نتيجة لتحقيقه المعادلة الصعبة التي عجز عن تحقيقها الكثيرون: "الجماهيرية والمستوى الفني الذي يرضى الجمهور والنقاد".
عاش ملك الترسو بالناس وللناس فكان يدافع عنهم ويعالج قضاياهم وهمومهم وظل فريد شوقي بطلا شعبيا يعبر عن رغبات جمهوره لمدة نصف قرن، وكان تاريخه حافلا بالأمجاد في كل مرحلة من مراحل حياته بل أن بعض أفلامه كان لها رد فعل وتأثير قوي على بعض القوانين مثل فيلم “جعلوني مجرما” عام 1954 الذي كان السبب في صدور قرار جديد يغفر للمتهم السابقة الأولى ويتيح له فرصة جديدة تبعده عن طريق الشر.
وكان فيلم “حميدو” عام 1953 ترجمة لأحد القرارات التي تحرم الاتجار بالمخدرات وتبين أخطار المتاجرة بهذه السموم وكذلك فيلم “رصيف نمرة 5” عام 1956 الذي يحارب الراشي والمرتشي ويحارب الفساد وفيلم “الفتوة”عام 1957 الذي يعتبر وثيقة فنية تكشف استغلال كبار التجار للمواطنين ويعبر عن واقع الحياة في سوق الخضار.
وفي عام 1975 هجر فريد شوقي مرحلة شخصية الشاب القوي صاحب الحق الذي ينتصر بقوة عضلاته وقوة الحق في الوقت نفسه ليصبح بطلا شعبيا وملكا للترسو لكي يدخل مرحلة الأدوار الإنسانية الأكثر نضجا والأقرب إلى الميلودرامـية التي بدأهـا بأفـلام “ومضى قطار العمر”، “الملاعين”، “حكمت المحكمة”، “لا تبك. يا حبيب العمر”، و"ابو البنات"، وإذا كان فريد شوقي مميزا في مشواره وتاريخه الفني والسينمائي فإنه تميز أيضا عن سواه من الفنانين بأنه نجح في تقليد شخصية نجيب الريحاني في المسرح والسينما.