مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى الثامنة صباحًا، الأجواء تبدو مألوفة هنا داخل مركز طامية، التابع لمحافظة الفيوم، هدوء يسبق العاصفة، إلا أن ذاك الهدوء لم يدم طويلا فسرعان ما تبدل عقب وقوع جريمة قتل بشعة، أضحت حديث الساعة على لسان الأهالي.
داخل غرفة متواضعة في عقار بسيط كحال قاطنيه، استيقظت الطفلة "فاطمة " صاحبة ال 9 سنوات من نومها، وما أن فتحت عينيها هرولت مسرعة لأحضان والدتها، دون أن تدري أنه سيكون الحضن الأخير، إذ طلبت من والدتها شراء حلوى ذلك الطلب الذي قوبل بالرفض من الأم.
خلف باب خشبي مدون عليه بعض النقوش الفرعونية، جلست الصغيرة على الأرض منكسة الرأس وتذرف من عينيها دموع غزيرة، ورغم كل الدموع والصرخات لكنها لم تحرك ساكناً في قلب الأم بل أغضبتها وعقدت العزم على تأديبها بوصلة من الضرب ولم تكتف بذلك بل أغرقتها في برميل مياه حتى صعدت روحها إلى بارئها.
بلاغ للشرطة
كواليس الواقعة المأساوية بدأت عندما تلقي اللواء رمزي المزين مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم إخطارا من العميد خالد حسن مٱمور مركز طامية بورود إشارة من شرطة النجدة تفيد بوورد إتصال هاتفي من الأبنة الكبرى للإبلاغ عن جريمة قتل والدتها، لشقيقتها الصغرى، التي لا تتعدى 9 سنوات بقرية سرسنا، أمام أعين ابنتيها الأخريات.
وعلى الفور، انتقل ضباط مركز شرطة طامية برئاسة الرائد محمد عبد الحكم رئيس مباحث مركز شرطة طامية، إلى محل الواقعة، وتبين فور وصولهم العثور على طفلة تدعي" فاطمة أ م ع"(، 9 سنوات، جثة هامدة) وتحول جسدها للون الأزرق، لأختناقها بعدما تخلصت منها والدتها بطفسها داخل برميل المياه للتخلص من بكائها المستمر، ، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى طامية المركزي، لمعاينة الطب الشرعي لها.
وتبين من تحريات رئيس المباحث الرائد محمد عبد الحكيم بأن المتهمة هي أم لثلاث أناث، وأصيبت بحالة نفسية منذ فترة وتعالج وتتابع تتناول العلاج للأمراض النفسية منذ فترة، وبسؤال ابنتيها اكدا بأن والدتهم كانت دائمة التعدي عليهم لمعاناتها بمرض النفسي، وقررت معاقبة طفلتها الأخيرة، بسبب كثرة بكائها وطلباتها الكثيرة بذهابها لمحل البقالة لشراء الحلوى، فأغرقتها في برميل مياه حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ودخلت في نوبة هستيرية قائلة " خلصت من ذنك "
وقامت الابنة الكبرى بإبلاغ والدها بقيام والدتها بقتل شقيقتها الصغرى، وعلى الفور حرر الأب محضرًا ضد زوجته بالتسبب في وفاة ابنتهما ، وحرر مركز الشرطة محضرا بالواقعة ،للعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، وقررت النيابة القبض علي المتهمة وحبسها أربعة أيام علي ذمة التحقيقات بعد اعترافها الكامل أمام النيابة .
وقامت الأجهزة الأمنية بالفيوم بعمل كردون أمني حول المنزل التي حدثت به الواقعة ، تحسبا لنشوب أي مشاجرات من أهل أسرة والد الطفلة القتيلة ، جراء ما تسببت فيه الأم التي راحت ضحية مرضها النفسي إحدى أبنتيها الثلاث ، وتسببت للأخريات حالة من الهلع والزعر ونوبة من الهستيريا والرجفة لما شاهدوه امامهم من بشاعة المشهد لقتل والدتهم لشقيقتهم الصغرى.