عرفت مسرحيات توفيق الحكيم، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الاثنين، بما تسمى بالمسرح الذهني في ذلك الوقت، الذي كان يقرأ ولا يمثل، خصع خلالها المسرح إلى تيارين الإضحاكي، والبكائي، وكان لا بد من إذن من تيار ثالث وهو "الثقافي".
وكانت مسرحيات "أهل الكهف" و"شهر زاد" و"بجماليون" و"أوديب" وغيرها مدخل جيل بأكمله إلى الفن الدرامي، أي جيل عرف الدراما عن طريق القراءة قبل أن يعرفها على خشبة المسرح.
يقول الكاتب المسرحي ألفريد فرج، إن مسرحيات الحكيم هي التي ألهمت فناني ومثقفي جيلنا حب هذا الفن.. وقد اقترن أول لقاء بين جيلنا والمسرح بدهشة والحب أمام "أهل الكهف" و "شهر زاد" و "الخروج من الجنة" دليل المتفرج الذكي إلى المسرح.
وذكر ناجي نجيب، أن هناك خلفية تاريخية واضحة لذلك الاستيعاب، نلمسها في العديد من المصادر وفي مقدمتها الإحساس العام بضآلة الثقافة المصرية وضعفها في ذلك الوقت.
يوضح الحكيم في كتابه "أهل الكهف" الصادر مؤخرا عن مكتبة الناشر، مع أول مقال تحليلي عن الكتاب للشيخ مصطفى عبدالرازق، أن الأشخاص تستشف من حوارهم طبائع نفوسهم وخبايا ضمائرهم وأسرار خلائقهم.
وعندما نشر الحكيم مسرحيته "أهل الكهف" عام 1933، استقبلها أعلام الأدباء والكتاب كحدث كبير، وعبر عنها عميد الأدب العربي طه حسين في مقال نشر بمجلة "الرسالة" في أواخر مايو 1933، أن الحكيم نشأ فن وفتح باب جدد في الأدب العربي، أو يقال إنها رفعت من شأن الأدب العربي وأتاحت له الفرصة أم يثبت للآداب الأجنبية الحديثة والقديمة.
دخل الأدب الدرامي دائرة الوعي العام بمسرحية "أهل الكهف"، كفرع من فروع الأدب العربي الرسمي، الذي ارتفع إلى هذه المرتبة بعيدا عن خشبة المسرح، فقد أثارت هذه المسرحية صدى كبير بين معاصريه من بينهم: الشيخ مصطفى عبدالرازق، والعقاد، والمازني وغيرهم، والاحتفاء الكبير الذي قوبلت به.
وعن مسرحياته الذهنية فقد استقبل الشباب المثقف هذه الأعمال الدرامية والقصصية في فترة الثلاثينيات بحماس كبير، على اعتبارها فنونا أدبية مستحدثة لم يعرفها الأدب العربي من قبل، فقد ترجمت مؤلفاته إلى العديد من اللغات منها: الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والروسية، والألمانية وغيرها.
ثقافة
مسرح توفيق الحكيم يقود تيار الفن الأدبي المستحدث
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق