قرر الرئيس التونسي قيس سعيّد، مساء الأحد، إعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه، فضلًا عن تجميد كل سلطات مجلس النواب ورفع الحصانة عن كل أعضاء البرلمان.
وقال رئيس مجلس النواب التونسي راشد الغنوشي إنه يعتبر أن المؤسسات "ما زالت قائمة"، مضيفا أن أنصار "النهضة" والشعب التونسي سيدافعون عن الثورة، حسبما قال في بيان صحفي الآن.
وقال الدكتور أحمد الشوربجي، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن ما حدث فى تونس كان نتيجة طبيعية للصراعات السياسية المزمنة على مدار عشر سنوات، هو عمر الثورة التونسية، نتيجة دخول حركة النهضة الإخوانية للساحة السياسية، والتى كرست لها الحركة بصورة ممنهجة منذ عام 2014م، حينما نجحت فى تمرير دسستور مفخخ فرق المسؤلية السياسية وخلق حالة من التنازع بين السلطات الثلاث (الرئاسية والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية) مما أدى لتعطيل حركة البلاد الايجابية نحو تغير حقيقى يلمسه المواطن العادى فى الشارع التونسي على كافة المستويات.
وأشار، الي أنه منذ ذلك العام -2014م - فشلت القوى السياسية فى الوصول لتوافق حول اختيار أعضاء المحكمة الدستورية، وهذا فى ذاته شكل فراغ معوق كونها الحكم بين السلطات الثلاث فى حالة وجود نزاع هو حاصل بالفعل، وفى ظل تفشى وباء كورونا فى البلاد وما نتج عنه من ازدياد وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية دخلت تونس فى نفق الفشل السياسي والعبث وبات البلاد على محك الفوضى التى تنذر بعواقب وخيمة.
واضاف الشوربجي في تصريحات لـ "البوابة نيوز ""، أن تخرج الجماهير للمنادة بوضع حد لهذه الفوضى السياسية، وقد استغل الرئيس التونسي هذا الخروج لإجراء عملية جراحية عاجلة للحياة السياسية ، ربما تعقبها خطوات أخرى يكون أبرزها تعديل الدستور .
وأوضح، أن هناك ثلاث سيناريوهات أمام حركة النهضة الأول: أخذ خطوات للوراء والتراجع التكتيكى، وخلق نوع من المواءمات يمكنها من العيش وعدم الخروج من الحياة السياسية.
وأشار إلى أن الثانى هو الأحتكام للحشود والخروج للمواجهة فى الشارع على غرار ما حدث فى مصر من اعتصامات ميدانى النهضة ورابعة، وطرح شرعية أمام شرعية بديلة.
وتابع أن الثالث هو المواجهة المسلحة من قبل الحركة مع سلطات الدولة سواء بطريقة مباشرة عبر جناحها السرى، أو غير المباشرة عن طريق عودة عناصر داعش والقاعدة، خاصة عند لجؤ الرئيس التونسي لقرارات دراماتيكية مؤثرة فى المشهد السياسي التونسي يؤدى لإقصاء او اضعاف نفوذ حركة النهضة بشكل كبير.