يعد المشروع القومي لتصنيع البلازما، ضمن المشروعات القومية التي أطلقتها الدولة بهدف تأمين احتياجاتها من منتجات وأدوية مشتقات البلازما، وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها، وفق أعلى مستويات التكنولوجيا الطبية التي تعالج العديد من الأمراض الخطيرة المختلفة.
أوضحت وزارة الصحة والسكان، أن المشروع القومي لتصنيع البلازما يستهدف تصنيع 3 أدوية تتعلق بمشتقات الدم، وهي "ألبومين- فاكتور8، إيميونوجلوبيلين"، مؤكدة أن عملية التصنيع ستحقق لمصر الاكتفاء الذاتي خلال الفترة المقبلة، وحثت الوزارة على أهمية التبرع، مضيفة أنه تم البدء بالمرحلة الأولى من المبادرة، وهي المشروع القومي للتبرع بالبلازما، حيث سيتم بدء التجميع للبلازما من خلال 6 مراكز تجميع بمحافظات القاهرة، والإسكندرية، والغربية، والمنيا، بإجمالي 90 كرسيًّا بقدرة تجميعية تصل إلى 150 ألفا - 200 ألف لتر.
يشمل تجميع البلازما تجهيز المراكز هندسيا، وإمداد المراكز بالأجهزة والمعدات، وإعداد غرف التجميد، إضافة إلى نظام الميكنة والتوظيف والتدريب على الجودة والاعتماد، وفيما يخص الأجهزة والمعدات، فإنها تنقسم إلى كراسى تبرع، وأجهزة فصل البلازما، و"فريزرات"، وأجهزة لحام، بالاضافة إلى إعداد المواصفات الفنية للأجهزة والمستهلكات وأجهزة التحاليل، ويستهدف المشروع الوصول إلى 300 ألف متبرع سنويًا.
وفي بداية شهر يوليو الجاري، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن المشروع القومى لتصنيع مشتقات البلازما في مصر كان حلما، وبدأ يتحقق على أرض الواقع، مشيرا إلى أن "مشتقات البلازما مشروع مهم وقوى وهيبقى ليه آثار طبية على الدولة".
ومن ناحيته، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إن المشروع القومي لتصنيع البلازما من أهم المشروعات ذات التقنية التكنولوجية العالية التي تُنفذ في مصر خلال الفترة المقبلة، وحاليًا يتم تجهيز مراكز تجميع البلازما، مؤكدًا أن هذا المشروع هام جدًا فهو يحقق مكاسب عديدة، حيث يُدخل مصر عصر الصناعة باستخدام تكنولوجيا عالية، وستكون مصر من الدول القليلة الموجودة لإنتاج البلازما ومشتقاتها.
ويتابع عز العرب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن مصر عانت من وصول أدوية معينة، وكان له تأثير ضار جدًا على المرضى، لافتًا إلى أن هناك أهميةً اقتصادية وصحية لهذا المشروع، فهو يوفر البلازما ومشتقاتها ودوره في علاج الكثير من الأمراض منها أمراض مرضى الحروق والتليف الكبدي وكسور في وظائف الكلي نتيجة فشل الكبد، والتهابات الباطنة، فإنه ينقذ حياة المرضى فهناك تجمد الدم الذي يسبب في بتر طرف من أطراف المرضى، وهناك مرضى آخرون فقدوا حياتهم من الشباب، كما أن هذا المشروع يعالج بعض الأمراض المناعية أيضًا من خلال الـ"إيميونوجلوبيلين".
ويوضح، أنه من جانب المكاسب الاقتصادية، فإن المشروع يوفر العملة الصعبة في مصر، وستكون مصر مركزا إقليميا لتصدير البلازما ومشتقاتها، وسيكون أمرا حيويًّا جدًا، وذلك بالتعاون مع تقنيات عالية جدًا من الخبرات الأجنبية مثل إسبانيا، وسيكون له مردود إيجابي اقتصادي وصحي أيضًا على كافة الأطراف المشاركة في المشروع.
كما يضيف الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن المشروع القومي لتصنيع البلازما نقلة كبيرة في مجال صناعة الأدوية في مصر، فمن خلال هذا المشروع ستكون مصر ضمن الدول المتخصصة في صناعة الدواء، مشيرًا إلى أنه هناك دولا قليلة تعمل في مجال تصنيع الأدوية من مشتقات البلازما، ويصل عددهم نحو 15 دولة فقط على مستوى العالم.
ويؤكد بدران، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن أدوية مشتقات البلازما تعالج العديد من الأمراض مثل الأمراض المناعية وأمراض سيولة الدم والكبد والنزيف والحروق وغيرها من الأمراض، حيث إن المشروع القومي لتصنيع البلازما من أهم المشروعات التي لها أهمية كبيرة، والتي وجه الرئيس السيسي بالعمل عليه سريعًا.